سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 11 مارس 1860.. وفاة سليمان باشا الفرنساوى الذى أسند إليه محمد على مهمة تأسيس الجيش وأشهر إسلامه وأصبح جد الملكة نازلى

سليمان باشا الفرنساوى
سليمان باشا الفرنساوى
عرف الضابط الفرنسى المخضرم «جوزيف سيف» أن شاه الفرس يبحث عن ضباط متمرسين لتنظيم جيشه وفق النظم الأوروبية الحديثة، فطلب من صديقه الوفى الكونت دى سيغور، توصية لدى الشاه، فرد على طلبه ولكن برسالة توصية إلى محمد على باشا، فلم يتردد «سيف» وغادر أوروبا إلى مصر فى يناير سنة 1820، حسبما يذكر «جيلبرت سيونيه» فى كتابه «الفرعون الأخير.. محمد على» ترجمة، عبدالسلام المودنى.
 
يبتسم القدر فى وجه «سيف»، حيث سينجح فى الحصول على مقابلة لمحمد على، ويذكر «سينويه» أن هذه المقابلة لم تكن فقط لرسائل «دى سيغور» الملحة، وإنما أيضا لتوصية من المهندس «بوسكال كوسط» الذى تعرف عليه «سيف» فى الإسكندرية، ويكتب «كوسط» فى مذكراته: «بينما كنت فى معسكر كتيبة بومبي، زارنى فرنسى يدعى السيد سيف، فأعرب لى عن رغبته فى الالتحاق بخدمة محمد على باشا، فسارعت إلى تقديمه إلى سموه الذى أحسن استقباله».
 
سيصبح «جوزف سيف» صاحب مكانة خاصة عند محمد على ليس من وقت مجيئه إلى مصر، وقرار الباشا بإرساله إلى السودان للبحث عن الفحم الحجرى فى أنحائه، حسبما يذكر الأمير عمر طوسون فى كتابه «الجيش المصرى البرى والبحرى»، فهى مهمة فشل فيها، وإنما سيحصل على مكانته حين يعهد محمد على إليه بتكوين الجيش النظامى بمصر وإرساله إلى أسوان لتنفيذ هذه المهمة عام 1820، ولم تأت هذه المهمة من فراغ، وإنما كان ماضيه العسكرى يؤهله وفقا لتأكيد الأمير عمر طوسون.
 
 يذكر «طوسون»، أن «سيف» ولد فى 17 مايو سنة 1788 على سفينة والده أحد رجال الملاحة وأصحاب السفن ومن مدينة ليون بفرنسا، وترعرع فى احدى السفن الحربية فى طولون وهو فى الثانية عشرة من عمره، ثم انتظم فى سلك المدفعية البحرية، واشترك فى الحرب بين الأساطيل المتحدة لدولتى فرنسا واسبانيا، والأسطول الإنجليزى فى موقعة «الطرف الأغر»، وفى 1807 التحق بالخدمة فى الجيش الفرنسى الذى كان فى إيطاليا، ثم وقع أسيرا فى ايدى النمساويين، ولما خرج من الأسر انضم إلى جيش نابليون مرة أخرى، واشترك فى حربه ضد روسيا.
 
استقال «سيف» من الجيش عام 1816 واشتغل بالتجارة، ولم يفلح فيها، ويخلص إلى أن موهبته الأصيلة فى الجندية، ويأتى إلى مصر، ويذكر «طوسون»: «عهد إليه محمد على بتكوين الجيش النظامى بمصر وأرسله إلى أسوان، وبعث إليه بمماليكه ومماليك كبار رجال حكومته ليعلمهم بها، فقام بهذه المهمة خير قيام، وتغلب على العقبات فتخرج هؤلاء المماليك على يديه ضباطا على مدى ثلاث سنوات، وجمع له محمد على من السودانيين ثلاثين ألفا فكون منهم ستة ألايات ودربهم على النظام الجديد بمعاونة ضباط المماليك الذين تخرجوا على يديه، ثم اعتنق الإسلام واشتهر باسم «سليمان بك الفرنساوى» وأرسله محمد على مع ابنه إبراهيم باشا فى حرب المورة، فأظهر بسالة وإخلاصا جعله أرفع مكانة فى نفس إبراهيم».
 
يؤكد «طوسون» أن «حرب المورة» انقضت بتدخل الدول الأوروبية وأساطيلها البحرية التى باغتت الأساطيل المصرية والتركية وأحرقتها، وعلى أثر ذلك رجعت الجنود المصرية، ورجع معها «سليمان بك الفرنساوى» ومعه فتاة يونانية اختارها من السبايا اليونانيات اللائى وقعن فى قبضة الجيش المصرى ثم اقترن بها ورزق منها بأولاده وهم، إسكندر بك الذى لم يعمر طويلا، وبنتان اقترن بإحداهما شريف بك الذى أصبح فيما بعد «المشير شريف باشا الفرنساوى» ورزق منها بذريته التى كانت من بينهم حرم عبدالرحيم باشا صبرى، والدة الملكة نازلى زوجة الملك فؤاد الثانية وأم الملك فاروق، واقترنت الأخرى بمراد حلمى بك الذى أصبح فيما بعد مراد حلمى باشا أحد الوزراء المصريين ورئيس المحكمة المختلطة.
 
يذكر «طوسون» أن «سليمان بك الفرنساوى» تفرغ لإعادة تنظيم الجيش المصرى من صميم المصريين بعد عودته من حرب المورة، ووثق به محمد على وإبراهيم باشا، فأمداه بمعاونتهما وركنا إليه فى هذه المهمة العظيمة، وكافأه محمد على بأن منحه رتبة اللواء، يضيف «طوسون» أنه فى سنة 1846 كان فى معية إبراهيم باشا فى زيارته لفرنسا، فشاهد الحفاوة التى أعدها لويس فيليب ملك فرنسا، وحضر مناورات الجيش الفرنسى الكبرى، وأنعم عليه الملك بوسام «جوقة الشرف» ثم انتهز هذه الفرصة وزار مدينة «ليون» مسقط رأسه، وزار فيها شقيقته وأقاربه وأصدقاءه الأقدمين ثم عاد إلى مصر، وقدم إلى محمد على تقريرا بمشاهداته وما استجد فى نظام الجندية الفرنسية.
 
بعد وفاة محمد على باشا وابنه إبراهيم، عهد عباس باشا إلى «سليمان باشا» بقيادة الجيش، وفعل سعيد باشا نفس الأمر حين أصبح واليا لمصر، واستمر فى منصبه حتى توفى، 11 مارس، مثل هذا اليوم، 1860.    
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس من موظفي المصرية للاتصالات

وزير الاتصالات: عودة الخدمات بشكل تدريجى خلال 24 ساعة

ريبيرو يستفسر عن تطورات الصفقات الجديدة فى الأهلي قبل التحضير للموسم الجديد

تنسيق الجامعات 2025.. أماكن أداء اختبارات القدرات لكليات علوم الرياضة

اليوم.. رابع أيام فتح باب تلقى طلبات الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ


زوج يلاحق زوجته لإثبات نشوزها ويؤكد: بددت 300 ألف جنيه خلال عامين.. تفاصيل

ساهم فى تطوير المسرح الخاص وقدم أشهر العروض.. ذكرى رحيل حسن عبد السلام

الطقس اليوم.. شديد الحرارة وشبورة ورطوبة عالية والعظمى بالقاهرة 37 درجة

الغاز الطبيعى المسال يقود استراتيجية كندا لمواجهة الحروب التجارية

طلاب الثانوية العامة نظام قديم يؤدون اليوم امتحان الديناميكا


وزارة الطيران: إقلاع جميع الرحلات التى تأثرت نتيجة عطل الاتصالات والإنترنت

نتنياهو يرشح ترامب لجائزة نوبل للسلام

بي اس جي ضد الريال.. مبابي يتحدى باريس في مواجهة الثأر والانتقام

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 8 - 7 - 2025 والقنوات الناقلة

مقتل 5 جنود إسرائيليين وإصابة 10 آخرين في "كمين كبير" بغزة

بايرن ميونخ يكشف آخر تطورات حالة موسيالا بعد خضوعه لعملية جراحية ناجحة

اتحاد بنوك مصر: استمرار العمل بشكل طبيعي اليوم الثلاثاء

المصرية للاتصالات: فصل التيار خلال الحريق سبب تأثر الخدمة.. وتعويض المتضررين

محمد شكرى يظهر فى مران سيراميكا قبل انتقاله للأهلى.. صور

رجال الحماية المدنية يعلنون السيطرة على حريق سنترال رمسيس وبدء عمليات التبريد

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى