بيت الشعر بالشارقة ينظم أمسية ضمن الاحتفال باليوم العالمى للشعر ..صور

جانب من الأمسية
جانب من الأمسية
أحمد منصور
نظم "بيت الشعر" بدائرة الثقافة في الشارقة، أمسية شعرية على مسرح مكتبة الجامعة القاسمية، وبالتعاون مع الجامعة القاسمية بالشارقة، بحضور جمهور كبير من الشعراء و المثقفين و الإعلاميين وطلبة الجامعة وعشاق القصيدة، وأحياها الشعراء جمال الملا، مضر الألوسي، الدكتورة إيمان عبدالهادي، ونادي حافظ، بحضور محمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية، والشاعر محمد عبدالله البريكي مدير بيت الشعر، والدكتور عواد الخلف مدير الجامعة القاسمية.
 
وقدم الأمسية الدكتور أحمد عقيلي، الذي ثمن جهود دائرة الثقافة وبيت الشعر في الاحتفاء بالشعر في يوم الشعر العالمي، ومواكبة أهم الفعاليات الشعرية ضمن برنامجه السنوي الذي بات تقليدا يضبط عليه محبو الشعر توقيت قلوبهم وانتظاراتهم، و احتفت قصائد الشعراء بالوجود، و المشاعر الإنسانية على مختلف أحوالها، بينما احتلت الرؤى الفلسفية والذاتية والحكمة أغلب مواضيع القصائد، و تبارى الشعراء المشاركون في تقديم نصوص حافلة بالشعر وجماليات اللغة والصور البديعة، في إطار متنوع بتنوع بيئاتهم، ورؤاهم ومدارسهم الشعرية، مما جسد لوحة شعرية مكتنزة بالدهشة والإبداع، نالت استحسانا كبيرا و لافتا من الحاضرين.
 
افتتح القراءات الشاعر جمال الملا بقصيدة عالية بليغة في مدح المصطفى عليه الصلاة والسلام، جاء فيها:
 
يا ابن الذبيحين يا من في تقلبه
 
في الساجدين أضاء المنتهى مددا 
 
صلبا فصلبا كريما كان منتقلا
حتى تجلى قريشيا بذات ندى 
 
وأي أم نبي مثل آمنة
وقد ترائت قصور الروم إذ ولدا
 
ثم قرأ نصا محتشدا بالأسئلة الوجودية التي تسعى الروح من خلالها إلى العبور من عتمة التغرب نحو النور، في لغة جزلة، و سهلة ممتنعة، تستلهم لغة و قصص التراث، و يحضر فيها الرمز عبر شخصيات تخذها الشاعر أقنعة للتعبير عن نفسه من خلالها، يقول:
 
أنا الذي غاب حد المحو منخلعا 
وعاد من حضرة الإطلاق ممسوسا 
وعاد يركض ما بين القرى وجلا
يهدي النهار كتابا ما وفانوسا 
وعاد يطفئ أشكالا محنطة 
مآذنا.. مذبحا .. برجا وناقوسا 
تلاه الشاعر مضر الألوسي الذي بادر بتحية الشارقة بقصيدة رشيقة اللغة، مبتكرة التصاوير، أطربت الحاضرين الذين أصروا عليه ليعيدها على أسماعهم يقول فيها:
 
على البابِ تلميذةٌ طارقةْ
مدارسُ في عينها غارقةْ
 
فتحتُ لها فاستحالت وسالتْ
و قالت أنا اللحظةُ الفارقةْ
 
وكلُّ الحسانِ التي قد رأت 
عيونيَ من حُسنها سارقةْ 
 
فأصبحتُ تلميذها وهي تُلقي محاضرةَ السدرةِ الوارقةْ 
 
فقلتُ لها فاقَ وعيي جمالُك
ما اسمكُ؟ قالتْ أنا الشارقةْ
 
ثم قدم عدة قصائد تعزف على وتر الذاكرة، و تشف عن رسوخ فكرة الهوية والانتماء لدى الشاعر، و تعكس تجربته مع الشعر و الحب و الحياة، كما تُبرز تمكنه من لغته و عمق تجربته الشعرية من خلال الاشتغال الفني و اللغوي المكثف، و القيم الإبداعية و الجمالية في النصوص. منها:
 
وطن وجوع وانتظارُ
الموت في وطني اختیارُ 
 
أجلت موتي للجميع
وما تعطلت العشارُ
 
وبقيت وحدي في الطريق
تلم آثاري القفارُ
 
مذ كنت طفلاً علقوا 
وطناً على كتفي وساروا
 
تلته الشاعرة إيمان عبدالهادي التي قدمت نصوصا، عالية الشفافية، و الحبك على المستويين الفني و اللغوي، تشي بالاشتغال المكثف على التجربة الشعرية، و التمكن اللافت من الأدوات الفنية، و تمحورت مواضيعها حول تشظيات الذات و تساؤلات الغربة، بينما علا صوت الوطن/ الأم التي سرقت أبناءها المنافي من خلال السطور، تقول في قصيدتها "نزهة المشتاق" التي دونت تشظيات الذات الشاعرة وهي تقف أمام أبواب الأربعين، تقول:
 
أمامَ الأربعينَ رأيتُ عُمري
يسيلُ على ( الفَوَاتِ) ولا يَسيلُ
 
يُميِّعُهُ المُضيُّ بلا جهاتٍ…
ويعصمُهُ الوُقُوفُ المُستحيلُ
 
وتُربِكُهُ كطِفلٍ نرجسيٍّ
رؤاهُ، وطبعُهُ النَّزِقُ العَجولُ
 
كما قرأت قصيدتها بعنوان " سمرقند"، جاء فيها :
 
وأنا أبصركِ الآن تماماً  
وأنا أبصركِ الآن مرارا
 
مِلءَ عينينِ، كأنّي في الرّما
دِ الرّخوِ قد آنستُ نارا
 
فانظري إن كانَ في نجمكِ، أعـ
ــني: ثقبَكِ الأسودَ ما يكفي الحيارى
 
تلاها الشاعر نادي حافظ الذي تضمنت قصائده في تجلياتها بُعداً فلسفيا عميقا فكرة و معنى، يشف عن تغرب الذات عن واقعها، و صراعها الوجودي المضني مع الغربة ، فشدا للحب والوطن بفلسفة عاشق يتسرب النيل بين سطوره ساقيا أخيلته ثراء المعاني و الصور...، يقول في قصيدته " صلاة ناقصة" :
 
فِي حُبِنَا تَجِـدُ الخُرَافَـةُ شَكْلَهَـا
وتَحِـنُّ فَلْسَفـةٌ إِلَـى الهَـذَيَـانِ
 
مَـا بَيـنَ قَلْبَينَـا بِـلادٌ شُيّـدتْ
مِـنْ فِتْنَـةِ التّفّـاحِ  بِالـرُّمّـانِ
 
مِـنْ أيِّ قَافِيَـةٍ سَأبـدَأُ مَوْجَتِـي
وبَـأيِّ هَاوِيـةٍ سَيَصْعَـدُ شَانِـي
 
و يقول في قصيدته " مئذنة بتول" :
 
لي فيكِ سنبلةُ الرؤى
تعبَتْ تخزّنها الفصولُ
 
ولي الغرامُ إذا مشى
في الأرض موّالٌ يسيلُ
 
ولي اشتعالُ غمامتينِ
سقاهما بِالشِّعْرِ نيلُ
 
وفي الختام كرَّم محمد القصير الشعراء، ومقدم الأمسية بحضور مدير الجامعة القاسمية ومدير بيت الشعر.
 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الإعدام لسيدة وعشيقها بالمنوفية بعد قتلهما الزوج بحيلة شيطانية

تجديد حبس المتهم بنبش قبر سيدة بالسنبلاوين 15 يوما على ذمة التحقيقات

التأمينات الاجتماعية تحدد موعد صرف معاشات يناير 2026.. اعرف اقرب منفذ ليك

قرار جديد من النيابة فى واقعة تعرض 12 طفلا للاعتداء داخل مدرسة بالتجمع

برشلونة يشيد بموهبة حمزة عبد الكريم: نجم واعد للمستقبل


مفاجأة فى مستقبل محمد صلاح مع ليفربول قبل أمم أفريقيا 2025

أمين عمر حكماً رابعاً وأبو الرجال مساعد احتياطى فى نهائى كأس الإنتركونتيننتال

حالة الطقس.. الأرصاد تكشف خرائط الأمطار المتوقعة حتى نهاية اليوم

المرور تستعد لموجة الأمطار.. متابعة لحظية مع هيئة الأرصاد الجوية لمعرفة حالة الطقس.. نشر سيارات الإغاثة وخدمات مرورية على المحاور.. كاميرات مراقبة لرصد الزحام وتخصيص أرقام لاستقبال بلاغات الحوادث والأعطال

أحمد السقا: أصحابى دعمونى أمس والنهاردة قالوا عليا عندى إيجو


مواعيد مباريات اليوم.. جوادالاخارا مع برشلونة ومصر أمام نيجيريا

توروب يجري تعديلات على تشكيل الأهلي أمام سيراميكا بكأس عاصمة مصر

الزمالك يستند على الاتفاق مع بتروجت في صفقة حامد حمدان

اعرف حقوقك.. لا يجوز تشغيل العامل أكثر من 8 ساعات في اليوم

برنامج دولة التلاوة داخل المدارس.. مقترحات برلمانية بتوسعته فى المحافظات ودمجه بالمؤسسات التعليمية.. برلمانيون يصفونه بصوت الإيمان فى زمن الضجيج.. ويؤكدون: مشروع وطنى يحمل رؤية واعية لصناعة الوعى وترسيخ القيم

قانون التأمينات يحدد 4 حالات تُقطع فيها معاشات المستحقين أول الشهر

تشيلسي ضيفا على كارديف سيتي في كأس رابطة المحترفين الإنجليزية

فتح الحركة على السكة الحديد بموقع سقوط حاويات من قطار بضائع بطوخ

الفوز الأول.. كأس عاصمة مصر تفتح باب الحلم لسيراميكا أمام الأهلي

موعد بداية كأس أمم أفريقيا ومواعيد مباريات منتخب مصر.. إنفوجراف

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى