كرم جبر لـ"القاهرة الإخبارية": الألعاب الإلكترونية غزت جميع المنازل.. و70% من تشكيل الرأي العام عربيا من السوشيال ميديا.. وأبرز تحديات تواجه الإعلام العربي مكافحة الإرهاب..والغرب يفرض ضرائب على مواقع التواصل

قال الكاتب الصحفي كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إن الصحافة الورقية التي قادت مسيرة الإعلام العربي العقود الماضية، تعاني من مخاطر كبيرة، تتمثل في قلة التوزيع وقلة الإعلانات وقلة المطبوع، بعد انصراف القراء عنها، بخاصة الأجيال التي نشأت على ثقافة الموبايل والإنترنت.

وأضاف جبر، خلال حلوله ضيفا على الإعلامية أمل الحناوي في برنامج "عن قرب" من الكويت عبر شاشة القاهرة الإخبارية"، أنه بعد تغير اهتمامات القراء، ظهر الإعلام البديل أو إعلام السوشيال ميديا، الذي يتميز بنسبة كبيرة من المشاهدة والمتابعة، ويمكن أقول باطمئنان إن 70% من تشكيل الرأي العام في العالم العربي يأتي من السوشيال ميديا وليس من وسائل الإعلام.

وتابع، أن السبب في ذلك أن لها مزايا غير موجودة في الإعلام التقليدي، أولها السرعة، وهي نقل الخبر بالصوت والصورة لحظة وقوعه، وهذا غير متوفر لوسائل الإعلام التقليدية، ثانيا اللغة المستخدمة، وهي أقرب للغة الشعبية التي يتكلمها الناس، حتى إذا كان هناك تحفظ على بعض الألفاظ، لكنه إعلام يتحدث في النهاية بلغة الناس لأنه ينبع من الناس.

أما الأمر الثالث فقال "جبر" إنه عدم البحث عن المصداقية، فهو يهتم بسرعة نشر الأخبار دون التدقيق في صحتها حتى لو كانت كاذبة، ومع ذلك تلقى رواجا، والأمر الرابع التفاعلية، وهو مثل مسرح يتفاعل فيه الناس بردود والأفعال والتعليقات والمناقشة.

وقال الكاتب الصحفي كرم جبر، إن اللجنة الدائمة للإعلام العربي تهتم بالقضايا الأساسية، أعتبر أن من أهم هذه القضايا الألعاب الإلكترونية، وأغلب الدول العربية قدمت دراسات في هذا الأمر.

وأضاف جبر، أن الألعاب الإلكترونية غزت جميع البيوت، وهي إحدى التحديات التي تواجه الإعلام العربي من المحيط للخليج، موضحا أن هناك ألعابا مضرة، وهناك جرائم عنيفة بشعة ترتكب في المجتمعات العربية تكون بالمحاكاة من جرائم تحدث في تلك الألعاب، لذلك تحتاج إلى مواجهة عربية لأنها ليست شأن دولة بعينها.

وأضاف أن أحد أبرز التحديات التي تواجه الإعلام العربي هو مكافحة الإرهاب، ومع موجة الربيع العربي أو ما أسميه "الجحيم العربي" أصبح الإرهاب هو الأداة التي تفتت الدول والشعوب، وانهارت هذه الدول يوم انهيار جيوشها الوطنية وهويتها الوطنية.

وقال جبرن إن القضية الفلسطينية هي أحدى التحديات الكبرى أمام الإعلام العربي، فكانت قضية العرب الكبرى منذ نشأة جامعة الدول العربية، وكان العرب يتحدون دائما تحت مظلتها.

وأضاف جبر، أن المطلوب حاليا صرخة لإيقاظ ضمير العالم لإنقاذ الشعب الفلسطيني من الويلات التي يتعرض لها، ولا يوجد أمن أو استقرار في الشرق الأوسط إلا بحل القضية الفلسطينية.

ولفت رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى أن هناك أشياء حدثت في السنوات الأخيرة أضعفت القضية الفلسطينية، أهما انتشار الإرهاب، فكان ما يهدد الأمن القومي العربي هو إسرائيل، أما الآن أصبح الخطر الذي يواجه الدول العربية متفرقا على هيئة جماعات إرهابية، ويهددها أكثر من إسرائيل.

وذكر، أن الإعلام العربي الآن يحاول إحياء القضية الفلسطينية والالتفاف حولها من جديد، بخاصة مع حكومة إسرائيلية متعنتة لا تؤمن بالسلام ولا بحل الدولتين ولا أن القدس الشرقية عاصمة فلسطين، وتهدم المنازل وتهجر المواطنين الفلسطينيين.

وقال جبر، إن الثورة التكنولوجية الخامسة التي تتبلور الآن لم يتم الكشف عن فحواها، وكل ما تم الإعلان عنه أنها تمزج بين الآلة والإنسان.

وأضاف جبر، في برنامج "عن قرب" من الكويت عبر شاشة القاهرة الإخبارية"، الثورات التكنولوجية الخمس السابقة كانت الآلة فيها هي البطل، سواء في الكهرباء أو الفحم أو الكمبيوتر، وحينما تطرق التكنولوجيا الباب أول من يفتح لها هو الإعلام، لأنه يعتمد على الاتصالات والتكنولوجيا في عمله.

وأكد، أنه علينا من الآن دراسة التغيرات المنتظر أن تحدث خلال السنوات الخمس القادمة لنعرف تأثير الثورة التكنولوجية على الإعلام، ما الوظائف التي ستختفي، هل ستظل الشاشات العملاقة تعمل، وما وضع البث المجاني، بخاصة بعد أن أغلقت "بي بي سي" عددا كبيرا من محطات الراديو التاريخية التي كانوا يعتمدون عليها في الغزو الثقافي، واتجهوا للبث عبر الإنترنت.

ولفت إلى أن شكل الموبايل أيضا سوف يختلف، فهناك موديلات حاليا ستطرح دون شاشة كبيرة، والشركات الكبرى تعمل على ذلك طول الوقت، ورئيسة وزراء بريطانيا السابقة كلفت الحكومة بعمل دراسة عن مستقبل الإعلام، وأكدت أنه "لو تركنا الإعلام كما هو الآن سيقع فريسة لتجار السلاح وتجار المخدرات"، لأن الإنفاق في صناعة الإعلام في ظل التكنولوجيا هو فوق طاقة الأفراد والكيانات، ولابد من دعم الدول.

وذكر أيضا أن الغرب بدأ في فرض قوانين على شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل تسليم البيانات الشخصية للمطلوبين الذين يهددون أمن هذه الدول، وفرض ضرائب على السوشيال ميديا باعتبارها حقوق ضائعة.