عشقة.. قصة جديدة للكاتبة التونسية شيماء بن عمر

شيماء بن عمر
شيماء بن عمر
"أنت منشودتى" قالها فى خضم اعترافات ما بعد منتصف الليل بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
 
"و أنت .. أنت انتصارى" ردت و هى تحضن خديها الورديين فى نشوة انتصار حقيقية، كانت تعنى ذلك أو هكذا ظنت، 
كانا فى خلوتهما يبنيان عالمهما الخاص على أنقاض أحلام قديمة، بعض الخيبات و قليل من الأمل.
 
يا لهما من ساذجان! لا يعلمان أنه فى خضم سويعات سيتحطم كل شيء فى سبيل القيل و القال، أو ربما فى سبيل أذن جائعة لبعض نميمة دسمة..
 
ها هما يقفان أمام هزيمة حميمية أخرى بينما يحدقان نحو الفراغ، 
أخذ كل منهما يلملم بقايا قلبه ليرمى بها داخل صندوق رث ملىء بغبار أزمنة غابرة و يضعها، مجددا، فوق رف أنيق من خشب النسيان الأحمر المتين آملا فى مغامرة مستقبلية فاشلة و لكن أقل بشاعة ...آه ...آه ما يفعله البشر فى سبيل بعض قطرات من السعادة لا تغنى و لا تسمن من جوع...
 
و لكن أين ذهبا؟ 
 لقد سلكا طريقين مختلفين، أو ربما هكذا كانا يظنان، قد يلتقيان، وقد يضيعا مجددا وسط متاهات من الفوضى، الزحام و الكثير الكثير من الأكاذيب، و لكن لماذا يكذبُ البعض؟ 
 
لطالما أرقهما هذا السؤال، ليسا غبيين، بل إنهما أبعد ما يكونان عن الغباء و لكن يعلمان أن السعادة أحيانا تكمن فى التغابى و التناسى وادعاء الصمم لو لزم الأمر ....لحظة
من أين يأتى ذلك الوميض؟ يبدو ضعيفا و لكنه يزداد توهجاً، 
" آلو .." رفعت السماعة أخيرا و هى تقضم ما تبقى من حبة التفاح المائلة إلى أحمر مستفز بطعم رغبة بدائية، " هل ما زلتُ انتصاركِ؟" قالها بصوت خافت و حازم معا..
كادت أن تختنق ببقايا التفاحة فى فمها لو لا أن لفظتها بسرعة قبل أن تعتدل فى جلستها.. " هل ما زلتِ على الخط؟" بعث صوته فى جسدها صعقات نارية تلتهم كل نهاية عصبية فى أنوثتها الرابضة تحت رماد شديد السواد من الزمن الغابر..
" نعم..نعم " ردت بسرعة و هى تتصنع الانتباه و اللامبالاة..
"أجيبى إذا! .." قالها بنفاذ صبر ...لطالما كانت قلة الصبر إحدى نقاط ضعفه و هو يعلم ذلك جيدا ..
 
" أنت مخمور ...و لا تعى ما تقوله .." 
 
" بل أعى جيدا ما ....." 
 
"نعم .." خارت دفاعاتها كليا و هى تقطع حديثه قبل ان تكمل فى لهفة فضحت ما يدور برأسها " لا أظن أن شيئا قد تغير منذ آخر مرة" 
" أنا واثق من ذلك .. لا شىء تغير ..." 
غاص كلاهما فى حرم صمتٍ بنكهة الثمرة المحرمة..
كانت خطيئتهما الأولى.. ولن تكون الأخيرة ...
" لا تذهبى إلى النوم ...سأعاود الاتصال بعد منتصف الليل... فلنبدأ من جديد " 
 
"حسنا.. سأنتظر"
 
أغلق كلاهما الخط على أمل أن يكون غدا أقل إحباطاً...
لن يكون أقل إحباطا ... و لن ينتصرا البتة ... فأحدهما ضعيف، قليل الصبر و ساخط كل الوقت ...
أحدهما ساخطٌ لدرجة أنه قادر على رمى فرصة حقيقية ليكون سعيدا من أجل قطرات شحيحة من اللذة و الوهم...قطرات مغلفة ىأشياء تشبه الحب...
 
 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

جريندو يقترب من قيادة هجوم غزل المحلة أمام سموحة

وادى دجلة يدخل معسكرا مغلقا اليوم استعدادا لمواجهة إنبى في الدورى

مدرب شيكو بانزا السابق: اللاعب إضافة قوية للزمالك وقادر على التألق فى مركز الجناح

موعد مباريات اليوم الجمعة 15 -8 -2025 في الدورى المصرى

حكم قضائى غير قابل للطعن.. تعرف عليه


جدو: فوز بيراميدز على الإسماعيلي مهم رغم تراجع الأداء وسنعالج إهدار الفرص

بالرغم من وداع المونديال.. مواهب مُبشرة فى صفوف منتخب ناشئى اليد

تعرف على حالات يحق لرجل المرور سحب التراخيص من السائق على الطرق

رجل يلاحق زوجته بسبب تحايلها بمستندات مزورة للزج به فى السجن.. التفاصيل

محمد الشناوي مرشح لحراسة عرين الأهلي أمام فاركو غداً في الدوري


مواعيد عرض "بتوقيت 2028" ثانى حكايات مسلسل ما تراه ليس كما يبدو

ريبيرو في حيرة بسبب مركز الجناح الأيسر في الأهلي.. اعرف التفاصيل

إعفاء طلاب الثالث الإعدادى بالعامين الدراسيين 2026 و2027 من أعمال السنة

الرئيس السيسى يصدّق على قانون بعض قواعد وإجراءات التصرف فى أملاك الدولة الخاصة

رنا سماحة وجابر جمال يتعاونان فى أغنية رومانسية جديدة بعنوان "هختار حبه"

مات والده فى حادث منذ 3 أعوام ولحق به الابن اليوم بنفس الطريقة.. تفاصيل

شاهد استعدادات الزمالك لمواجهة المقاولون ..فيديو

ضبط شخص خطف طفله للانتقام من طليقته

هيئة الرقابة الإدارية تشارك المجتمع المدنى جهود منع ومكافحة الفساد

ضربة لحيتان المقاولين.. إزالة 6 أبراج مخالفة فى منطقة اللبينى بالهرم.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى