المعارك المنتظرة فى ظل مجلس إدارة العالم الجديد

فى ظل احتدام الصراع جراء الحرب الروسية الأوكرانية، وقرار الغرب تزويد أوكرانيا باليورانيوم المنضب، تشتعل الأجواء وتزيد التخوفات من حرب عالمية نووية منتظرة، وأن العالم على أعتاب حرب عالمية ثالثة لحسم الخلاق بين القوى العظمى والاتفاق على نظام عالمى جديد، ومجلس إدارة يتشكل بعد ولادة نظام عالمى متعدد الأقطاب.

نعم هذه الذخائر أو القذائف المحملة باليورانيوم المنضب لا تُعتبر أسلحة نووية، لكن فى رأى كثير من الخبراء والمراقبين تحمل مخاطر جسيمة، خاصة أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت أن اليورانيوم المنضّب مادة كيميائية سامة بشكل أساسي، وخطورتها وفقا لتحذير الوكالة أنه حال استنشاق الجزيئات الموجودة في الغلاف الجوى يتسبب فى عدة أمراض مثل الأورام والسرطانات، وهناك تجربة مأساوية لهذه الذخائر عندما تم استخدامها في يوغوسلافيا والعراق في ظل تأكيدات بأنها أدت إلى تلوّث إشعاعي وارتفاع حاد في أمراض الأورام ومشاكل صحية كبيرة .

وتأتي الخطورة فى الرد الروسى عندما قرار بوتين نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا، وهو ما زاد من هذه المخاوف، صحيح هذا الرد جاء بهدف إرسال رسالة إلى الغرب والولايات المتحدة بأنّهما إذا استمرا في التصعيد في أوكرانيا فإن روسيا ستستمر في اتخاذ إجراءات مضادة وشديدة حتى لو وصلت إلى حرب نووية، لكنه تصعيد كبير فى مجريات الصراع.

والسؤال الذى يطرح نفسه فى ظل هذه التخوفات واحتدام الصراع، هل سيتحول الصراع الحالي إلى سيناريو مماثل لما حدث في يوغوسلافيا عام 1999م عندما قذفها حلف "الناتو" بنحو 15 طنا من اليورانيوم المستنفذ؟ والإجابة فى اعتقادى أنه لا يوجد شيء مستبعد بل هناك دلائل تشير إلى ذلك، خاصة أن روسيا نفسها تحدثت عن نية بريطانيا والولايات المتحدة في تكرار سيناريو يوغوسلافيا،  وأن هذه القذائف تصيب البيئة وتسبب الأورام ومشاكل صحية خطيرة ، وهذا قد حدث هذا بالفعل أثناء قصف الناتو ليوغوسلافيا".

اعتقادى أن العالم كله يحبس أنفاسه الآن جراء ما يحدث من تعقيدات للأزمة الروسية الأوكرانية، والتهديدات المخيفة بإعلان بريطانيا منح أوكرانيا باليورانيوم المنضب، لذا فإن حال عدم الجلوس على طاولة مفاوضات لإيجاد حل سياسي سلمي يحسم الخلاف بين القوى العالمية والولايات المتحدة التى تقود النظام العالمى الحالى بنظام القطب الواحد، والعمل على تشكيل مجلس إدارة للعالم مكون من روسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا، فمن المؤكد أن ستحدث كارثة عالمية ستدفع ثمنها البشرية كلها ..