الانتخابات الأمريكية 2024.. أمراض ترامب وبايدن على رادار الناخبين.. تصلب مشي وارتجاع مرىء أبرز ما رصده أطباء البيت الأبيض لحالة "جو" وتجاهل رسمي لـ"زلات اللسان".. وترامب يتفوق بدنيا وسط شكوك في سلامته النفسية

دعوة جريئة التقطتها الصحافة الأمريكية ومراكز استطلاعات الرأي داخل الولايات المتحدة الأمريكية، أطلقتها المرشحة الجمهورية نيكي هايلي ، التي أعلنت اعتزامها المنافسة علي انتزاع بطاقة الترشح لانتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 عن الحزب الجمهوري ، وطالبت في إعلانها بإخضاع المنافسين المحتملين ، المتجاوزين حاجز الـ75 عاما، وبمقدمتهم الرئيس الحالي جو بايدن ، والسابق دونالد ترامب  لكشف طبي لبيان مدي ملائمتهم العقلية والذهنية لأداء مهامهم.

الدعوة التي اطلقتها هايلي ، أعقبها استطلاع رأي أجرته فوكس نيوز ، كشف تأييد أكثر من 77% من الأمريكيين لهذا المقترح، وهو ما أثار تساءولات عدة حول ما هو معلن من تفاصيل الحالة الصحية للمنافسان الأبرز في الانتخابات الأمريكية 2024 ، جو بايدن ودونالد ترامب.

صحة بايدن تضعه فى مرمي نيران الحلفاء قبل الخصوم

وتزايد الاهتمام بالحالة الصحية للرئيس جو بايدن الذي كان منذ دخوله البيت الأبيض علي موعد مع العديد من المواقف المحرجة ما بين ذلات لسان، أو تلعثم أو تعثر لدي سيره من وإلى الطائرة الرئاسية وغير ذلك مما أثار شكوك حول قدراته علي البقاء في المنصب لولاية رئاسية ثانية.

وخضع الرئيس الأمريكي جو بايدن للفحص الطبي الأول له بعد انتصاف ولايته الرئاسية، وقال كيفين اوكونور طبيب البيت الأبيض إن بايدن البالغ من العمر 80 عام "رجل يتمتع بالصحة والنشاط ولائق لأداء مهام الرئاسة بنجاح" بما في ذلك مهام رئيس السلطة التنفيذية ورئيس الدولة والقائد العام للقوات المسلحة.

وتابع طبيب البيت الأبيض في تقريره إنه على الرغم من أن الرئيس الأمريكي في صحة جيدة إلا أنه تمت إزالة آفة صغيرة من صدره أثناء الفحص وسيتم إرسالها لأخذ خزعة تقليدية ومازالت نتائجها معلقة، كما لاحظ اوكونور أن مشية بايدن لا تزال متيبسة ولكنها لم تزداد سوءًا منذ الفحص السابق في عام 2021، وعزا التصلب إلى التهاب المفاصل في العمود الفقري ، والقدم المكسورة سابقًا والاعتلال العصبي الخفيف في قدميه.

وخضع بايدن للفحص البدني الروتيني لمزيد من التدقيق حيث من المتوقع على نطاق واسع أن يعلن الثمانيني عن محاولة إعادة انتخابه في الأسابيع أو الأشهر المقبلة. بالفعل أكبر شخص يتولى الرئاسة ، سيكون بايدن يبلغ من العمر 86 عامًا في نهاية فترة ولاية ثانية.

وأضاف أوكونور -الذي يتابع الحالة الصحية لبايدن منذ أكثر من 10 سنوات- أنه خلص إلى هذه النتيجة بناء على سلسلة فحوص أجراها للرئيس، خاصة ما يتعلق بـ"فحص عصبي مفصل للغاية" وأكد الطبيب في تقريره أن الرئيس -الأكبر سنا على الإطلاق في تاريخ الولايات المتحدة- لا يعاني سوى من 3 حالات مرضية طفيفة يتعالج منها بـ3 عقاقير بناء على وصفات طبية.

وهذه الحالات الثلاث هي "الرجفان الأذيني غير الصمامي"، وهي حالة قلبية "مستقرة" بعد العلاج، وارتفاع نسبة الدهون في الدم، وهي حالة يتم تصحيحها عن طريق العلاج، وأنواع من الحساسية.

وحسب التقرير، فإن الفحص الطبي الأخير الذي خضع له بايدن في نوفمبر 2021 أظهر أن الرئيس يعاني من عارضين صحيين: تصلب في المشي وسعال متكرر ناجم عن ارتجاع معدي مريئي، وهاتان الحالتان "مستقرتان".

يشار إلى أن بايدن لا يدخن ولا يشرب الكحول، ولم يواجه أي مشاكل صحية كبيرة منذ خضوعه لجراحة في الدماغ عام 1988، وأصيب بكوفيد-19 في يوليو الماضي من دون أن يعاني من أعراض خطيرة.

لكن تقدم بايدن في السن يشكل أحد محاور هجمات متكررة من جانب المعارضة الجمهورية، حتى أن بعض معارضيه أكدوا أنه لم يعد بكامل قواه العقلية بسبب بعض لحظات الارتباك والنطق غير الواضح.

ترامب .. تفوق بدني و"شكوك نفسية"

في المقابل، ورغم تراجع الاهتمام بالحالة الصحية للمنافس الجمهوري الشرس دونالد ترامب، الرئيس السابق إلا أن تخطيه حاجز الـ76 عاما يضعه هو الآخر في دائرة التدقيق، ما دفعه للإعلان عن أن طبيب البيت الأبيض نصحه في 2018 باتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات وممارسة الرياضة الروتينية، ولطالما تفاخر ترامب بنتائج اختبار الحدة العقلية الخاصة به أثناء وجوده في منصبه.

وعقب تفشي كورونا خلال ولاية ترامب أجري الرئيس الأمريكي فحص طبي في يونيو 2020 وكتب طبيبه في تقريره أن دونالد "لا يزال يتمتع بصحة جيدة" ولم يختبر آثارًا جانبية من أخذ هيدروكسي كلوروكين كوقاية ضد الفيروس

وفي مذكرة تم نشرها من الدكتور شون كونلي ، قال طبيب الرئيس إن النتائج تستند إلى اختبارات بين نوفمبر 2019 وأبريل 2020 وكتب كونلي: "لم يكن هناك تغيير فاصل في التاريخ الطبي للرئيس".

وأشار التقرير إلى أن نتائج التحاليل المعملية لترامب ضمن المعدل الطبيعي ، بما في ذلك فحصه لمرض السكري (A1C) ، والكوليسترول المرتفع وارتفاع ضغط الدم، وفقًا للخبراء الطبيين كما أظهر أن مستوى الكوليسترول قد تحسن قليلاً إلى 167 من 196 في العام السابق.

وفي بداية ترشحه للرئاسة في أول فحص بدني شامل، اقترح الدكتور روني جاكسون طبيب البيت الأبيض آنذاك أن يخسر ترامب ما بين 10 إلى 15 رطل من وزنه، وامتدح ترامب بسبب ما وصفه آنذاك بـ "صحة ممتازة".

ويشترك ترامب وبايدن في أن الرجلان من غير المدخنين كما أنهما لا يتناولان الكحول إلا أن كلاهما لديهم حب للطعام الغير الصحي نسبيا، فمن المعروف عن الرئيس جو بايدن أنه من عشاق الايس كريم  وهو وجبته المفضة وقال في عدة مناسبات إنه يتناول منه كميات كبيرة، كما من المعروف كذلك ترامب يستمتع بالوجبات السريعة وشرائح اللحم والآيس كريم أيضا.

وبرغم تفوق ترامب بدنياً ، إلا أن اخصائيين طب نفسي قالوا في تقرير لصحيفة الاندبندنت في 2017 ، بعد فوز ترامب وقبل حفل تنصيبه ، إنه "غير مؤهل نفسيا" ليكون رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية.

وقال حينها جون دي جراتنر إن ترامب مريض نفسي خطير وغير مؤهل مزاجياً ليكون رئيساً، مشيراً إلى أنه يبدي صفات نرجسية خطيرة، والتي تتضح كمزيج من "النرجسية واضطراب شخصية معاد للمجتمع، والعدائية والسادية".

أما الدكتور جولي فوتريل فقالت بأن النرجسية هي إحدى أبرز السمات النفسية لترامب، وأن هذه النرجسية تمنعه من رؤية الواقع، "لذا لا يمكنك استخدام المنطق لإقناع شخص مثله"، بحسب قولها.

 وحذر آخرون ضمن التقرير من أن ترامب يعاني الشعور المفرط بالعظمة والاندفاع وفرط الحساسية للنقد، وعدم القدرة على التمييز بين الخيال والواقع.