من أين نبدأ؟

أحمد التايب
أحمد التايب
بقلم أحمد التايب
صحة الجسد فى الحركة وصحة العقل فى المعرفة، وقوة المجتمع بانتمائه وثقافته وعلمه وأخلاقه وصلاح ذوقه العام، وبتحلى أفراده بالمروءة والشهامة والعطاء والكرم والجدعنة وبإغاثة الملهوف ومُساعدة المحتاج والاندفاع في عمل الخير دون حساب للعواقب، لذلك الخطر يا ساة عندما يسود حُب المصلحة والشطارة والأنانية في التعاملات والسلوكيات بين أفراد أي مجتمع، لأن وقتها لا يهتم الإنسان لا بإغاثة ملهوف ولا بإنقاذ غريق ولا بمساعدة محتاج، ويصبح الجار لا يتألم لجاره، ولا الأخ يعاضد أخيه، ولا الابن يوقر أباه، ولا الطالب يجلّ معلمه، وتضيع الحقوق والمواريث وتنكر الأفضال، وتضييع القيم وتتآكل منظومة الأخلاق والعادات.
 
ويزداد الخطر عندما تُرسخ أفعال الأنانية والشطارة فى أذهان الناس، بل تكون أشد خطرا عندما تكون نصائح الآباء للأبناء "خلى بالك من نفسك..  وركز في مصلحتك أنت فقط.. ومالكش دعوة بحاجة تحصل فى الشارع.. ما تجيش على نفسك علشان حد.. خليك في حالك.. مفيش حاجة مستاهلة تعبك".. لأن وقتها تكون المشكلة أنه عندما يتقدم أحد للمروءة يُلام عليها، وما أكثر المشاهد التي أصبحت تُرى في الشارع مثل حادث سيارة فتجد الناس تتردد في نقل المصابين إلى المستشفى، أو كذلك مشاهد الاهتمام بالفرجة عند وقوع أى مكروه أو أذى فى الطريق على حساب الفعل والحركة والتدخل، والتركيز في التصوير على حساب الإنقاذ والإسعاف، أو عدم الإحساس بأوجاع السائلين في الشوارع ولا المساكين والمحتاجين.
 
نعم الإعلام عليه دور كبير، وكذلك الفن والمدرسة والجامعة في تشكيل وجدان المجتمع، لكن الأسرة عليها دور لا يقل أهمية، فالكل "الدولة والإعلام والأسرة" منوط بتحسين الذوق العام وإحياء ما تراجع من صفات كنا نتميز بها ببث الوعى وتهذيب النفوس، لكن المهم أن تبدأ تلك المؤسسات بنفسها لتكون قدوة للأفراد، خاصة أن بالمروءة يأمن الناس ويطمئن بالهم وتعم المحبة وتسود الألفة.
 
لذا، علينا جميعا نعمل على عودة القدوة من جديد في حياتنا، فما قيمة الإنسان في زمن المَصالح التي اعتقلته، والمادة التي سجنته وأفسدت روح كل ما هو جميل لديه، للنسى جميعا أن قمة السعادة أن تُعطي مَن تُحب، وتُضحي من أجله، دونما حدود أو انتظار مُقابل، أو حسابات، وقمة الحياة أن تنقذ إنسان ملهوف، وتضحى من أجل الخير، فعلينا أن نبدأ جميعا حتى لا تطمس هويتنا ويضيع حاضرنا وماضينا وتتكالب علينا الذئاب لتنهش أجمل ما فينا، ونكون عبرة في زمن أعلى من المادة على حساب القيمة وأعلى من العقل حتى ولو قتل القلب..

موضوعات متعلقة

كيف يراك الآخرون؟

كيف يراك الآخرون؟ الثلاثاء، 28 فبراير 2023 12:08 ص

كُن مصباحاً فى بيتك

كُن مصباحاً فى بيتك الأحد، 26 فبراير 2023 12:14 ص

القناة الوثائقية .. والحقائق الغائبة

القناة الوثائقية .. والحقائق الغائبة الثلاثاء، 21 فبراير 2023 01:21 ص

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رئيس الوزراء يوجه بإعفاء كامل من المصروفات الدراسية لأسر الـ19 شهيدة بحادث المنوفية

الأهلى لـ الخلود السعودي: أليو ديانج ليس للبيع ونرفض رحيله

الطقس غدا شديد الحرارة ورطوبة عالية وشبورة صباحا والعظمى بالقاهرة 37 درجة

موعد ظهور نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. تعرف على التفاصيل

أسد الحملاوي يتمرد على شلونسك البولندي بسبب الأهلي والزمالك.. اعرف التفاصيل


محمد صلاح يتفوق على مبابي ورافينيا فى سباق أفضل لاعبي العالم 2025

أخبار مصر.. عفو رئاسى عن بعض المحكوم عليهم بمناسبة الاحتفال بثورة 30 يونيو

ليلة مثيرة فى مونديال الأندية.. تشيلسي يسحق بنفيكا فى مباراة الـ5 ساعات.. دي ماريا يتصدر ترتيب الهدافين.. ماريسكا يهاجم إقامة المباريات فى أمريكا.. وبالميراس يقصي بوتافوجو ويضرب موعدا مع "البلوز"فى دور الثمانية

الابتسامات ترسم الوجوه.. طلاب الثانوية العامة: امتحان الإنجليزي سهل ومباشر

رحيل مفاجئ للنجمة الهندية شيفالي جاريوالا الشهيرة بأغنية Kaanta Laga


الزمالك يمنح شيكابالا حرية تحديد مصيره.. واللاعب يدرس الاعتزال لهذا السبب

الداخلية تكشف تفاصيل العثور على متوفيين أسفل كوبري في القاهرة

وزير التموين: مبادرة سوق اليوم الواحد تنظم حركة التجارة وتوفر السلع للمواطنين

تنسيق الثانوى العام بالقاهرة 2025.. اعرف التوقعات بعد إعلان نتيجة الإعدادية

الأسئلة مع الإجابات.. امتحان الإنجليزى للثانوية العامة على جروبات الغش

3 ملايين دولار سبب تمسك وسام أبو علي بالرحيل عن الأهلي

بنفيكا ضد تشيلسي.. ماريسكا: أمريكا لا تصلح لاستضافة مباريات كرة القدم

ملخص وأهداف مباراة بنفيكا ضد تشيلسي في ثمن نهائي كأس العالم للأندية

اليوم.. طلاب أدبي بالثانوية الأزهرية يؤدون امتحان مادة التاريخ

وزارة التعليم تواصل تصحيح امتحان اللغة العربية للثانوية العامة 2025

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى