نفوس جائعة وشخصيات هيكلية

زكى القاضي
زكى القاضي
بقلم : زكى القاضي
إحساس الشبع في حد ذاته، ليس إحساسا يتولد نتيجة للأكل والشرب، فالهدف من فكرة الشبع نفسها، هو أن تمتلئ الروح بالمضمون الذى يغنيها عن كل شيئ، و لذلك فهناك نفوسا مهما علا شأنها، هي نفوسا جوعى، وشرهة لكل مسار أمام أعينها، أو كما يقول المثل الشائع :"اللى متعود أنه ياكلك، كل ما يشوفك يجوع"، والمثل معبر للغاية عن تلك النفوس، التي لا ترضيها الدفعات الخارجية المستمرة في أن تشبع نفوسها، وتظل طوال الوقت نفوس ناقمة، لا ترتضى بأي شيئ، لأن أهم مافيها غير موجود، وهو المضمون الحقيقى، ومع الوقت والتدرج غير المنطقى تصبح تلك الشخصيات الهيكلية، مجرد "جسدا بلا معنى" يعبر عن حيثيات ومواقع، ولا تقدم شيئا يذكر، أو تطويرا في الحد الأدنى ، بل إنها مع الوقت تصبح عبئا إضافيا على من دفع بها نحو تلك الحيثية، وتشغل مع الوقت أصحاب المضامين الفعلية عن عملهم، فيصير أصحاب المضامين السليمة والسوية، في موقع الانشغال بالقيل والقال، بدلا من الفعل والعمل، و مع الوقت أيضا تتوسع تلك الدائرة، وتتداخل مع دوائر أخرى، وبدلا من تحقيق مسار جديد، أو حتى الاطمئنان لمسار قائم، تصبح كل المسارات ملتهبة، والسبب هو الثقة التي تم منحها في يوم من الأيام لتلك النفوس الجائعة، التى لا يملآ عينها أي مكافأة، ولا يرضيها أي موقع، والتي  تزاحم الجميع في كافة المسارات تقريبا، ولا تغفل عينها عن استغلال كل الطرق لتحقيق هدفها الواهي والمضر بالمجموع.
 
تلك الشخصيات الهيكلية، والمصطلح هنا مستنبط من القنابل الهيكلية، التي تم رصدها في السنوات الأخيرة، وهى عبارة عن جسم يتخذ شكل القنبلة، وحين تقترب منه تجده مجرد كيسا أسود أو شكل القنبلة لكنه بلا متفجرات، ويستهدف صناعة حالة من الذعر لدى المواطنين، مثله مثل بالونة الأرز التي كان نلعب بها ونحن أطفال، والتي تصدر صوتا و ضجيجا من بعض حبات الأرز الموضوعة داخل البالونة الكبيرة، وتتكشف حقيقتها أمام أصغر دبوس يواجهها، وتلك النماذج تتطابق مع مثال آخر يتم تداوله على السوشيال ميديا والتي تقول :" أن الأسماك تضع آلاف الكافيار غالى الثمن دون ضجيجا يذكر، وتضع الدجاجة بيضة واحدة زهيدة الثمن،  فتملآ الدنيا صياحا، فلك أن تفعل مثل السمكة وتدع انجازاتك تتحدث عنك، أو تبيض مثل الدجاجة ولكن بدون صوت"، وبين الدجاجة والسمكة، وبين النفس الشبعانة والممتلئة بالمضمون الحقيقى، وبين النفوس الهيكلية، والمناصب المفرغة، يستوجب الأمر على المستقبلين مهما كان موقعهم، أن يدققوا في وجهتهم، ولا يتركون نفوسهم لأى دفع من أي مسار، أو حصار نفسى يلزمك على اختيار وجهة دون أخرى، فالحق أحق أن يتبع، حتى لو كان طريق الحق مليئ بالأشواك وبالشخصيات الهيكلية، التي تظن أن صفة مواقعها، تحجب العين عن عوراتهم الشخصية.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حفل جوائز ذا بيست 2025.. عثمان ديمبيلى يتوج بأفضل لاعب فى العالم

الإسكان: إعفاء 70% من غرامات التأخير وفرصة ذهبية للسداد خلال ديسمبر

محامى عروس المنوفية: المتهم أقر فى التحقيقات بتعديه على زوجته حتى الموت

أحمد صلاح وسعيد يعودان للقاهرة بعد فسخ التعاقد مع طائرة السويحلى الليبى

يورتشيتش: حزين على خسارة الدورى.. وهناك أندية لا تتوقف فى الإشارة الحمراء


رحلة محمد صلاح مع جائزة THE BEST.. أسطورة مصرية على الساحة العالمية

الحكومة توضح حقيقة فيديو وجود عيوب هندسية بكوبرى 45 الدولى بالإسكندرية

يورتشيتش يدعم رمضان صبحى: لا يستحق العقاب.. وإمام عاشور أفضل 10 فى مصر

الطقس غدا.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار والصغرى بالقاهرة 12 درجة

موعد مباراة منتخب مصر ونيجيريا فى التجربة الأخيرة قبل أمم أفريقيا


بعد إثارة جدل فى لقاء رئيسة وزراء إيطاليا.. كم يبلغ طول رئيس موزمبيق؟

الإعدام لسيدة وعشيقها بالمنوفية بعد قتلهما الزوج بحيلة شيطانية

رئيس وزراء بيهار الهندية ينزع نقاب طبيبة مسلمة ويثير غضبا واسعا

قائمة برشلونة لمواجهة جوادالاخارا في كأس ملك إسبانيا

أحمد عبد القادر نجم الأهلى يحتفل اليوم بزفافه فى حفل كبير

حادث قطار طوخ.. 10 مشاهد من سقوط حاويات البضائع بمنطقة السفاينة

وزير الخارجية يؤكد أهمية ضمان استدامة وقف إطلاق النار بغزة

أحمد السقا: أصحابى دعمونى أمس والنهاردة قالوا عليا عندى إيجو

توروب يجري تعديلات على تشكيل الأهلي أمام سيراميكا بكأس عاصمة مصر

تفاصيل تعاون هيدى كرم مع محمد سعد لأول مرة فى عيلة دياب عالباب

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى