توطين صناعة الدواء فى مصر.. "اليوم السابع" داخل أكبر مصنع للزجاج الدوائى بالشرق الأوسط.. أسرار لأول مرة عن تأمين العبوات بمعايير عالمية.. إشعال الفرن مرة واحدة ولا ينطفئ أبدا.. والصرح يوفر ملايين الدولارات

للوهلة الأولى عندما تمسك بزجاجة الدواء تقفز أسئلة كثيرة للذهن من ضمنها كيف يتم تصنيع الزجاج الدوائى؟ فالإجابة على السؤال تفجر مفاجآت للبعض منها أن الزجاج الدوائى يتم تصنيع بخلطة من الرمال عالية النقاء والحجر الجيرى يتم صهرهما فى أفران خاصة عند درجة حرارة 1570 درجة مئوية ويتم تشكيله عند درجة 1320 درجة مئوية والفرن الذى يقوم بصهر الزجاج لا ينطفئ أبدا منذ تشغيله وحتى إنهاء خدمته.

"اليوم السابع" قضت 4 ساعات بداخل مصنع الشركة العربية لتصنيع الزجاج الدوائى كأكبر مصنع حكومى فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا تابع لمجموعة أكديما للأدوية لتكشف أسرار هذه الصناعة التى التى يتمتع منتجها بمطابقته لمعايير الجودة الأمريكية لتوفيره ضمن مستلزمات الإنتاج الخاصة بتوطين صناعة الدواء وفقا لتوجيهات القيادة السياسية للشركات لتقليل الاعتماد على المستورد وتخفيف الأعباء المالية بالاضطرار للاستيراد من الخارج والاعتماد على المنتج المحلى وتوفير ملايين الدولارات لخزينة الدولة.

مصنع الشركة العربية لتصنيع الزجاج الدوائى يقع فى منطقة جبل عتاقة بمحافظة السويس باعتباره أقدم الصناعات الثقيلة التى بدأت فى مصر عام 1983 على مساحة 209875 مترا مربعا حيث يتميز بوجود 4 خطوط للإنتاج وأفران لم تنطفئ وتتوقف عن عملها منذ تشغيلها وحتى إنهاء خدمتها لتوفر الزجاج الدوائى بنوعية الثانى والثالث بأعلى معايير للجودة الأمريكية لتأمين دواء المصريين.

وأكدت الدكتورة ألف غراب رئيس مجموعة أكديما للأدوية التابع للحكومة لليوم السابع أن المصنع تم إنشاؤه عام 1983 ولازال يعمل حتى الآن ويوفر الزجاج الدوائى كأحد أهم مستلزمات الإنتاج المعقمة حيث تبلغ إجمالى استثماراته 4 مليارات جنيه ويقوم بتصنيع أكثر من 60 مقاس من الزجاجات التى تستخدم فى تعبئة الأدوية مشيرة إلى أنه تم ضخ استثمارات جديده به تقدر بـــ 400 مليون جنيه مؤخرا وذلك لرفع الطاقة الإنتاجية له لتحقيق الاكتفاء المحلى والتصدير للخارج كأحد أهداف القيادة السياسية التى تعمل على توطين الصناعة.

وأوضحت الدكتورة ألفت غراب أن المصنع يعمل على تحقيق تكامل تصنيع مستلزمات الإنتاج وفقا لأعلى معايير الجودة لتأمين دواء المصريين مشيرة إلى أن الصناعات الوطنية قادرة على تلبية احتياجات الدولة وإقامة دعائم الصناعة الوطنية.

ومن جانبه قال الدكتور حسين عبد الحى رئيس مجلس إدارة المصنع : نعمل بدعم من أكديما الأم على توطين صناعة الزجاج الدوائى كأحد أهم مستلزمات الإنتاج وبمستوى عال من الجودة الأمريكية مضيفا أن المصنع من أقدم وأكبر مصانع الزجاج الدوائى فى الشرق الأوسط وأفريقيا يقوم بإنتاج 60 شكل من الزجاج الدوائى بداية من 15 ملى وحتى 300 ملى بطاقة مليون و200 ألف زجاجة فى اليوم حيث يوجد بالمصنع فرن يقوم بصهر 165 طن من خلطة الزجاج الدوائى و4 ماكينات كبرى تقوم بتشكيل الزجاج بكل مقاساته وتابع يمر التصنيع بعدد من المراحل أولها صهر الزجاج فى الفرن عند درجة حرارة 1570 درجة مئوية حيث لم ينطفئ الفرن منذ لحظة تشغيله وحتى خروجه من الخدمة ثم تبدأ مرحلة تشكيل الزجاج عند درجة حرارة 1320 درجة مئوية ثم يتم الدخول لمرحلة تبريد الزجاج بعد التصنيع ليصل إلى 50 درجة مئوية ثم تبدأ مراحل الفحص واختبار المنتج وتعقيمه وتعبئته وتخزينه على أن يكون جاهز للتعبئة بمصانع الدواء.

وأشار إلى أن صناعة الزجاج الدوائى من الصناعات الثقيلة والهامة فى معادلة انتاج الدواء وتابع : نعمل وفق دستور التصنيع الأمريكى وهو ما يؤكد أعلى معايير الجودة المتبعة ومأمونية الدواء المعبأ به كما أن المصنع الوحيد الذى يوجد به "كلين إريا " فى المنطقة بأكملها حيث تتم مراحل الإنتاج أوتوماتيكيا دون تدخل العنصر البشرى مطلقا.

وفى ذات السياق قال الدكتور صلاح العكرش مدير قطاع الإنتاج والصيانة بالمصنع أن الإنتاج الذى يتم تصنيع حاليا يتم وفقا لأعلى معايير الجودة الأمريكية ويتم تصنيع مليون و200 ألف زجاجة فى اليوم والمصنع يعمل على مدار 24 ساعة ويصدر للكثير من الدول العربية والأفريقية ويتم التحكم فى العملية الإنتاجية من خلال غرفة تحكم آلية تتابع الإنتاج من البداية للنهاية آليا كما يتم التصدير لــ 9 دول منها اليمن والسودان والسعودية وسوريا ولبنان وتركيا والعراق والمغرب كما يستهدف المصنع كل من استراليا والبرازيل والفلبين فى عام 2023 .