تشارلز بوكوفسكى.. شاعر الخمر والنساء والكسل.. لماذا نحبه؟

 تمر اليوم الذكرى الـ29، على رحيل الشاعر الأمريكى تشارلز بوكوفسكى، حيث توفى فى 9 مارس 1994، وقد ولد تشارلز بوكوفسكى في 16 أغسطس لعام 1920 في أندرناخ فى ألمانيا، ومن ثم انتقل إلى أمريكا وعاش فيها، وعمل فى العديد من الوظائف لدعم مسيرته الأدبية، ونشر قصته القصيرة الأولى وعمره 24 عاما، كما بدأ فى كتابة الشعر، وهو فى عمر الـ35، لكنه نشر أشعاره فى عام 1959.

 

وواصل تشارلز بوكوفسكي الكتابة، فنشر أكثر من 45 كتابًا بما في ذلك الشعر والقصص القصيرة والروايات، تناول خلالها الحياة العادية للفقراء الأمريكيين، والعمل والكحول والعلاقات مع النساء وغيرها، وكتب آلاف القصائد، ومئات القصص القصيرة وست روايات، وبلغ إجمالى أعماله فى المكتبة الأدبية العالمية 60 كتابًا.

 

وفقا لكتاب "فن اللامبالاة" يقول الكاتب مارك مانسون، إن تشارلز بوكو فسكى، كان مدمنا على الحكول، وكان مقامرا، وزير نساء، وبخيلا، متهربا من سداد ديونه، وكان فى أسوأ أيامه شاعرا، وأراد أن يكون كاتبا لكن عمله ظل عقودا من السنين يواجه بالرفض من جانب كل مجلة وصحفية ونشرة دولية وناشر يعرض ذلك الكتاب عليه، كانوا يقولون إنه عمل فى غاية السوء، عمل، فظ، ومقزز، وفقير، ومع تراكم رسائل الرفض كان ثقل الفشل المتزايد يدفعه فى اكتئاب يغذيه الكحول، اكتئاب لم يفارقه معظم فترات حياته.

 

ويشير مارك مانسون إلى أن بوفوفسكى كان لديه عمل فى النهار، فى تصنيف الرسائل فى أحد مكاتب البريد مقابل أجر قليل جدا، وكان ينفق أكثر ذلك المال على الشراب، ثم يخسر بقيته فى القمار، كان يشرب وحيدا فى الليل، ويكتب بعض الشعر أحيانا على آلة كاتب عتيقة كان يملكها، وظل ثلاثين عاما على هذا الحال، كان الشطر الأعظم منها فى ظلام عديم المعنى من الكحول والقمار والعاهرات، حتى أبدى أحد المحررين بدور النشر فرصة لنشر أعمال بوكوفسكى، بعدما أظهر عطفا غريبا تجاه ذلك السكير الفاصل فقرر المراهنة عليه، ومن حينها كتب النجاح لبوكوفسكى وأن يصير روائيا ناجحا وشاعرا معروفا، فنشر ست روايات ومئات القصائد وباع أكثر من مليون نسخة من كتبه، بخلاف الشعبية التى حققها.

 

ويوضح مارك مانسون أن بوكوفسكى كان يعرف أنه فاشل، ولم يكن نجاحه نابغا من تصميمه على النجاح، بل من إدراكه أنه شخص فاشل، ومن قبوله تلك الحقيقة، ثم من كتابته عنها بكل صدق، ولم يحاول بوكوفسكى ابدا أن يكون شيئا غير ما كانه حقا.

 

وليس غريبا بعد كل هذه الحياة، أن نقرأ على قبر تشارلز بوكوفسكى، عبارة "لا تحاول" وهى العبارة التى استخدمها بوكوفسكى فى واحدة من قصائده، وهى عبارة عن تقديم المشورة للكتاب والشعراء الطموحين فى يونيو 2006م.