عودة إلى الجذور.. الرئيس الأمريكى يحتفل بذكرى "الجمعة العظيمة" واستقرار أيرلندا بزيارة لمسقط رأسه.. "AP": جزيرة أميرالد ضمت 10 جدود لبايدن.. "بالينا" تستقبله بأعلام أمريكا ولوحة جدارية.. وجو: حفظ السلام أولوية

فى رحلة يغلب عليها الذكريات والطابع العائلى، وصل الرئيس الأمريكى جو بايدن إلى بلفاست فى زيارة احتفال دبلوماسى لتسليط الضوء على دور الولايات المتحدة قبل 25 عامًا فى إنهاء الاضطرابات فى أيرلندا الشمالية، وهى الرحلة الأولى له كرئيس لأمريكا لبلده الام حيث كان فى استقباله رئيس وزراء بريطانيا ريشى سوناك.

قالت وكالة اسوشيتد برس، إن الرئيس جو بايدن سيمضى نصف يوم فى المدينة يوم الأربعاء لاجراء محادثات مع سوناك قبل الذهاب إلى جامعة اولستر للاحتفال بالذكرى الـ 25 لإبرام اتفاق "الجمعة العظيمة"، وأشار البيت الأبيض إلى أن بايدن سوف "يتواصل" أيضًا مع قادة الأحزاب السياسية الخمسة الرئيسية فى أيرلندا الشمالية.

ومر ربع قرن على اتفاقية "الجمعة العظيمة"، التى تم توقيعها فى ذلك اليوم فى أبريل 1998، والتى أنهت عقودًا من العنف فى أيرلندا الشمالية التى أودت بحياة 3600 شخص، وتحتفل أيرلندا التابعة للملكة المتحدة، بالذكرى السنوية مع لم شمل للاعبين الرئيسيين فى عملية السلام إلى جانب زيارة بايدن.

وبحسب الوكالة، لا تزال الانقسامات قائمة بشأن الصراع، ورفعت سلطات المملكة المتحدة فى مارس مستوى التهديد الإرهابى فى أيرلندا الشمالية إلى مستوى "شديد"، محذرة من منشقين عن الجيش الجمهورى الإيرلندى يعارضون عملية السلام ويشنون هجمات.

واكد بايدن الشهر الماضى أنه لا شيء سيغير خطط سفره، قائلا: "لا يمكنهم إقصائي".

أشارت اسوشيتد برس إلى أن عائلة بايدن لها أصول أيرلندية، حيث هاجر أسلافه فى الماضى من أيرلندا إلى الولايات المتحدة ويعتزم خلال وجوده فى أيرلندا زيارة عدة أماكن ينحدر منها أسلافه.

ومن المقرر أن تستمر رحلة بايدن 4 أيام، بما فى ذلك الظهور فى بلفاست، العاصمة وأكبر مدينة فى أيرلندا الشمالية فى دبلن، عاصمة جمهورية أيرلندا، وفى مقاطعة لاوث ومقاطعة مايو على السواحل الشرقية والغربية لأيرلندا، على التوالى كما سيلقى كلمة أمام البرلمان الأيرلندي.

وسيعقد بايدن اجتماعات منفصلة فى دبلن مع الرئيس الأيرلندى مايكل هيجينز ورئيس الوزراء ليو فارادكار قبل إلقاء كلمة أمام البرلمان ومأدبة عشاء.

ويقضى بايدن يوم الجمعة، اليوم الأخير من الرحلة، فى مقاطعة مايو، لاستكشاف الأنساب العائلية وإلقاء خطاب حول العلاقات بين الولايات المتحدة وأيرلندا أمام كاتدرائية من القرن التاسع عشر قال البيت الأبيض إنها بنيت جزئيًا باستخدام الطوب الذى زودته به الولايات المتحدة، حيث كان جده الأكبر، إدوارد بلويت، صانع الطوب ومهندس مدني.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومى جون كيربي: "الرئيس يتطلع بشدة لتلك الرحلة والاحتفال بالروابط التاريخية العميقة التى يواصل بلدانا وشعبينا تبادلها".

اتفاقية الجمعة العظيمة، التى أبرمت فى أبريل 1998، بعد ما يقرب من عامين من المحادثات التى تدعمها الولايات المتحدة، ألزمت الجماعات المسلحة بوقف القتال، وإنهاء الحكم البريطانى المباشر، وإنشاء مجلس تشريعى وحكومة أيرلندا الشمالية مع تقاسم السلطة بين الأحزاب.

ولدى سؤاله وهو يستعد لمغادرة واشنطن حول أولوياته للرحلة، قال بايدن: "التأكد من أن الاتفاقات الأيرلندية واتفاقية وندسور فى مكانها.. الحفاظ على السلام هذا هو الشيء الرئيسى".

لوحة لبايدن في بالينا

يتزايد الحماس بشأن رحلة بايدن في مدينة بالينا ، التي غادر منها أحد أجداد أجداد الرئيس إلى الولايات المتحدة في عام 1850 حيث تلقت المباني طبقات جديدة من الطلاء ويتم تعليق الأعلام الأمريكية في واجهات المتاجر في بالينا ، وهي بلدة زراعية مزدحمة عند مصب نهر موي في غرب أيرلندا، ويوجد في وسط المدينة بالفعل لوحة جدارية لبايدن، تم تشييدها في عام 2020.

وبحسب التقرير، انتقل العديد من الأشخاص من بالينا مسقط راس بايدن ومقاطعة مايو المحيطة بها إلى ولاية بنسلفانيا في القرن التاسع عشر .

قال جو بلويت ، ابن عم بعيد التقى بايدن لأول مرة عندما زار بالينا كنائب للرئيس في عام 2016 ، لوكالة أسوشييتد برس إن بايدن تعهد بالعودة بمجرد فوزه بالرئاسة.

قال بليويت: "قال  سأعود إلى بالينا ومن المؤكد أنه سيعود إلى بالينا جذوره الأيرلندية عميقة حقًا في قلبه."

غالبًا ما تتضمن ملاحظات بايدن أقوال من والدته وأبيه الراحلين ، ويقتبس الشعراء الأيرلنديين ، بما في ذلك سيموس هيني وويليام بتلر ييتس وقد تفاخر مؤخرًا أمام ضيوف البيت الأبيض بأن القصر تم تصميمه وبنائه من قبل الأمريكي الأيرلندي جيمس هوبان، ومن الواضح ان الرحلة لايرلندا تحمل الطابع العائلي حيث اصطحب بايدن معه شقيقته فاليري وابنه هانتر.

يقول مركز تاريخ الأسرة الأيرلندي في أيرلندا إن بايدن "هو من بين أكثر رؤساء الولايات المتحدة" إيرلنديًا "- 10 من أجداد أجداده الستة عشر كانوا من جزيرة اميرالد كلهم غادروا إلى الولايات المتحدة خلال المجاعة الكبرى في منتصف القرن التاسع عشر ، والتي قتلت ما يقدر بمليون شخص.