أكرم القصاص يكتب: كيف يصبح الحوار الوطنى وسيلة لفهم أكبر وتفاهم للمستقبل؟

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بمناسبة الحديث عن الحوار الوطنى والاستعداد لانطلاقه خلال شهر مايو المقبل، يلاحظ البعض أنه منذ انطلاق الدعوة للحوار، تشجع البعض لطرح آراء واقتراحات وتفاعل مع الفكرة، بينما ظل البعض الآخر عند نفس النقطة التى تجمد عندها، ونوع ثالث متردد بين تقديم اقتراحات أو مهاجمة الفكرة، والبحث عن «لايكات» وهى سمة عامة من سمات العالم الافتراضى، وهو عالم مزدحم على صفحات التواصل الاجتماعى.
 
والواقع أنه فى حال تم التعامل مع الحوار بشكل متجرد من قبل التيارات السياسية، يمكن أن تنعكس نتائج الحوار على العمل السياسى فى المستقبل القريب، مع الأخذ فى الاعتبار أن السياسة لم تعد تدار فقط فى مقرات الأحزاب أو مباشرة، لكنها تؤثر وتتأثر بما يدور فى الإعلام ومواقع التواصل، حيث وجود مجال للكثير من الكلام والقليل من النقاش، وسط زحام البث والنشر.
 
ومن الصعب أحيانا التمييز بين الحقيقى والافتراضى أو التفرقة بين المعلومات الصحيحة وتلك المغلوطة والشائعات، وبعض سكان العالم الافتراضى حصلوا على وجودهم من وجود جمهور لا يعرفونه لكنهم يعتبرونه رصيدا من المؤيدين، وأحيانا يشعرون بانصراف الجمهور أو بالاستبعاد فيشتبكون بآراء جاهزة لاستعادة مؤيدين أو تابعين وأحيانا يتردد البعض بين طرح آراء للمناقشة وتقديم اقتراحات، وبين البحث عن لايكات وإعجاب، لأن الأفكار الطبيعية والجادة، لا تجلب الكثير من التصفيق أو اللايكات، خاصة لدى هؤلاء الذين يحملون قدرا من الاشتياق، والرغبة فى حيازة إعجاب الجمهور والحصول على مكاسب. 
 
بالطبع كل طرف يتحدث عما يمثل اهتماماته، وانشغالاته، وفرق بين أحزاب، وأفراد ونشطاء، ومواقع التواصل أنتجت ما يمكن تسميته أفرادا يجمعون مؤيدين أو مختلفين افتراضيين، ولا يمكن القول إن المجتمع ممثل بكل فئاته وطوائفه ومصالحه فى الأحزاب القائمة حتى لو تجاوز عددها 100 حزب ولا فى العالم الافتراضى، مع الأخذ فى الاعتبار أن  العقد الماضى أنتج تيارات وتجمعات شبابية أو مهنية أصبحت تطرح نفسها فى المجال العام وتعبر عن نفسها، ولديها آراء، وهذه التجمعات تختلف عن الأحزاب التقليدية، وتسعى لاحتلال مكانها، ومنهم أفراد لا ينتمون إلى تيارات سياسية، وأيضا بعض من شاركوا فى ائتلافات أو حركات، من دون أن يمارسوا العمل خارج منصات التواصل.
 
وفى بعض الأحيان تغيب الحدود الدنيا التى يمكن الاتفاق حولها انطلاقا من واقع يحكم الجميع، وبعض المناقشات تصل لصدام، قبل أن تبدأ، وهو ما يجعل الحوار ليس بين الدولة والأحزاب فقط، لكنه حوار حول الأحزاب والتيارات السياسية ودورها وعلاقتها بالجمهور والمجتمع ودورها فى التفاعل مع ما يجرى بالعالم وقدرتها على تقديم رؤيتها الواضحة تجاه الأحداث العالمية والإقليمية. وما يجرى من حرب وانعكاساتها على الاقتصاد وقرارات رفع وخفض الفائدة والتضخم، على الاقتصاد.
 
ربما يكون السؤال هل استعدت التيارات السياسية وبلورت أفكارا وعناصر للحوار؟ وهل الحوار غاية فى حد ذاته؟، أم وسيلة لفهم أكبر وتفاهم أوسع حول قضايا السياسة الاقتصاد وحاجات الحاضر والمستقبل، والملفات الأخرى المتعلقة بالحاضر والمستقبل؟. 
 
وإذا كانت هناك خطوات تشير إلى وجود استجابة من الدولة للحوار، وبناء أرضية يمكن البناء عليها للنقاش حول المستقبل والعمل السياسى وطبيعته، وكيفية توسيع المجال العام وفتح آفاق التفاهم للمستقبل، وعلى الأطراف الأخرى أن تبلور رؤيتها، وتركز على الأساسيات التى يمكن البناء عليها، وربما تكون التيارات المشاركة فى الحوار بحاجة إلى مواثيق شرف تحكم أسلوب تعاملها مع القضايا والتحديات وأن تطرح آراء ومشاركة، بعيدا عن الهتاف والاستقطاب، والهدف هو البناء على ما تحقق من أجل المستقبل.
 
 

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وزير التموين يفتتح غدا المرحلة الثانية من سوق اليوم الواحد بمدينة نصر

إخماد حريق داخل شقة سكنية فى الزاوية الحمراء دون إصابات

الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يزور جامع الشيخ زايد الكبير.. صور

رابطة الأندية تقدم حيثيات قراريها بخصم 3 و6 نقاط للجنة التظلمات

إصابة وسام أبو علي بالتواء في الكاحل والأشعة تحدد مدة غيابه عن الأهلي


أسرة عبد الحليم حافظ تفرج غدا عن وثيقة تكشف حقيقة زواج العندليب

مصطفى محمد يرفض خوض الجولة الختامية للدوري الفرنسي بسبب دعم المثليين

جابر القرموطي بيكلم القطة.. الإعلامى الكبير يتجول فى الشوارع ليطعم القطط والكلاب.. يبدأ رحلته بعدة أماكن.. القطط تلتف حوله كالأطفال بمجرد وصوله.. سر أغلى حذاء عنده.. وهذه رسالته لأصحاب القلوب القاسية.. فيديو

ترامب يرقص أمام الجنود الأمريكيين فى قاعدة العديد بقطر.. فيديو

طارق حامد وسام مرسى وحمزة علاء يقتربون من الزمالك


"الغبار النووى"..أسوشيتدبرس: تعليق ترامب يعكس مخاوف الخليج من أى ضربة لإيران

كم يبلغ ثمن قلم "مونت بلانك" هدية تميم لترامب؟

ريفيرو: الأهلي يعلن اليوم التعاقد معى وجاهز لخوض كأس العالم للأندية

التظلمات تجتمع في الخامسة مساء اليوم لحسم أزمة مباراة القمة

ليفربول يكشف موعد الإعلان عن أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي هذا الموسم

صرف 80% من مقررات تموين شهر مايو 2025 لأصحاب البطاقات حتى الآن

رفع الحد الأقصى لسن المتقدم بمسابقة معلم مساعد من معلمى الحصة حتى 45 عامًا

موعد مباراة الزمالك أمام بتروجت فى الدورى المصرى والقناة الناقلة

أزمة مباراة القمة.. التظلمات تستمع لأقوال رئيس لجنة المسابقات قبل إصدار القرار

اتحاد الكرة يناقش شروط القيد للموسم الجديد في اجتماع الثلاثاء المقبل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى