وزير الاتصالات يكشف تفاصيل إنشاء مدينة مصر الرقمية.. تستهدف تدريب الشباب على أحدث تكنولوجيا لخفض البطالة وزيادة الصادرات.. عمرو طلعت: إتاحة خدمة "أي سكور" قبل منتصف العام.. وإنشاء قاعدة بينات بأصول الدولة

نجحت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فى تحقيق تقدم فى 3 ملفات رئيسية، وهى أولًا تدريب الشباب لإتاحة فرص عمل بكبرى الشركات المحلية والدولية، بهدف زيادة صادرات مصر الرقمية وخفض معدل البطالة وكذلك جذب كبرى الشركات العالمية، وثانيًا توسيع عدد الخدمات المميكنة من خلال منصة مصر الرقمية لتصل إلى 170 خدمة، على أن يتم إطلاق خدمات جديدة خلال الفترة المقبلة، وثالثًا التعاون مع الجهات الحكومية لتنفيذ مشروعات قومية ضخمة، منها إنشاء قاعدة بيانات بأملاك الدولة بعد حصر كل الأصول.


 

فى هذا الصدد، كشف الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، عن تفاصيل إنشاء مدينة مصر الرقمية، قائلًا: إن وزارة الاتصالات تعمل على إنشاء مدينة افتراضية تتيح للشباب المصرى فرصا للتدريب على مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المختلفة، من خلال عقد شراكات مع كبرى الجامعات والمعاهد الدولية لإتاحة التعليم عن بعد للدارسين بالمدينة، وذلك للحصول على شهادات دولية تمكنهم من الالتحاق للعمل بكبرى الشركات المحلية والعالمية.
 

وأضاف: المدينة ستقدم مسارا تدريبيا رقميا معتمدا للخريجين، الذين لديهم قابلية لشغل وظائف تكنولوجية متخصصة، وخريجين يرغبون فى تغيير مسارهم المهنى، أو شغل وظائف تكنولوجية ملائمة، وطلاب فى مختلف مراحل التعليم، على أن يتم تدريبهم على الذكاء الاصطناعى، والأمن السيبرانى، وتصميم الإلكترونيات والروبوتات وإنترنت الأشياء، بالإضافة إلى برمجة التطبيقات والمنصات، والشمول المالى، والتسوق الرقمى، علاوة على البنية التحتية، وهناك مسار آخر للتدريب يتمثل فى صقل المهارات المهنية فى مجالات العمل الحر، وريادة الأعمال، والعمل الجماعى، وإدارة المشروعات، والابتكار الرقمى، وفن التفاوض، فضلًا عن صقل اللغات الأجنبية.
 

وأوضح «طلعت »، فى تصريحات خاصة لـ «اليوم السابع »، أن استراتيجية وزارة الاتصالات ترتكز على بناء الإنسان المصرى من خلال توفير عدد من المبادرات والمشروعات، التى تهدف إلى توفير فرص تدريبية للشباب لتأهليهم لدخول سوق العمل المحلى والدولى، مما يسهم فى بناء قاعدة من الكفاءات فى مختلف تخصصات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وبناء مجتمع رقمى قائم على العلوم والتكنولوجيا، وتتضمن هذه الدورات برامج فى مجالات الاتصالات وتطوير البرمجيات، وتحسين العمليات ودورات المهارات الأساسية، وإمكانية التعليم الإلكترونى.
 

وأضاف، أن الوزارة وضعت خطة متكاملة لبناء قدرات الشباب المصرى، وبالفعل تم إطلاق مبادرات عدة لتدريب وتوظيف الشباب أبرزها «بناة مصر الرقمية، وأشبال مصر الرقمية، وتمكين الشاب للعمل المهنى الحر، وبرامج تنمية المهارات الرقمية الأساسية، كما شملت مبادرات مخصصة لبناء القدرات الرقمية للعاملين بالجهاز الإدارى للدولة، سواء المنتقلين أو غير المنتقلين للعاصمة الإدارية الجديدة، وكذلك برامج تنمية وبناء القدرات الرقمية للمحافظات والمديريات التابعة لها ». وتابع: إن نتائج هذه المبادرات انعكست فى زيادة أعداد المتدربين من 4 آلاف متدرب إلى 225 ألف متدرب فى خلال 3 سنوات، كما أثمرت عن تحسن ترتيب مصر مركزين خلال عامين فى تصنيف عدد المهنيين المستقلين بالنسبة إلى عدد السكان، لتصبح فى المركز الرابع عالميًا صعودًا من المركز السادس، وتحسن ترتيب مصر 6 مراكز خلال عامين فى تصنيف نصيب الدولة فى سوق العمل العالمى للمهنيين المستقلين لتصبح فى المركز الثامن مقارنة بالمركز الـ14.
 

واستكمل: إن وزارة الاتصالات تطمح لمضاعفة أعداد المتدربين، لذا تعمل على إنشاء مدينة مصر الرقمية تضم مؤسسات تعليمية متنوعة لرفع القدرات التنافسية للكفاءات المصرية، وتم الاستقرار على أن تصبح مدينة افتراضية تتيح للمتقدمين إمكانية التعلم عن بعد باستخدام أحدث التكنولوجيا، وذلك لزيادة أعداد المستفيدين من الخدمات التى تقدمها المدينة.
 

وبين وزير الاتصالات، أن مدينة مصر الرقمية ستجمع بين التعليم عن بعد، ومناهج أخرى للطلاب يحضرها فعليًا داخل المنشآت بالمدينة، لأن إنشاء مدارس وجامعات ومعاهد سيقيد أعداد المتقدمين للاستفادة من الفرص المتوفرة بالمدينة، فى حين ترغب الوزارة فى الوصول لأكبر عدد ممكن من المتدربين سنويًا وإيجاد فرص عمل للشباب خارج حدود مصر يعملون بها من أماكنهم، منوهًا فى هذا الصدد إلى أنه سيتم التغيير لاسم مدينة مصر الرقمية للتعبير عن المنهج الجديد.
 

فى سياق متصل، كشف وزير الاتصالات عن العمل على إطلاق منصة للمهنيين المستقلين، تضم مجموعة من الخدمات تساعدهم على المنافسة بشكل أكثر فاعلية واكتساب مهارات جديدة، بالإضافة إلى توفير حلول للتحديات التى تواجههم، كما تتم دراسة إمكانية إصدار هوية للمهنيين المستقلين المسجلين بهذه المنصة للتسهيل عليهم فى التعامل مع الجهات المصرفية، كما ستوفر أيضًا خدمات استشارية قانونية وكذلك فى المحاسبة الضريبية.
 

وأكد عمرو طلعت، على أهمية جهود رفع كفاءة الشباب المصرى، وتنمية قطاع المهنيين المستقلين لتحفيزهم على المنافسة فى أسواق العمل المستقل عبر الإنترنت، مما يسهم فى إتاحة فرص عمل للشباب من الخارج، وخفض معدل البطالة، إضافة إلى جذب كبرى شركات الاتصالات لضخ استثمارات فى مصر، وزيادة الصادرات الرقمية، مشيرًا فى هذا الصدد إلى توقيع 29 اتفاقية مع شركات عالمية، مقسمة بين 21 شركة تتوسع فى نشاط التعهيد، و8 شركات تبدأ نشاطها لأول مرة فى مصر لإضافة ما يقرب من مليار دولار عائدات سنوية إلى إجمالى صادرات مصر الرقمية بحلول عام 2025. 
 

وقال وزير الاتصالات: تم إطلاق 170 خدمة على منصة مصر الرقمية، وجار العمل على إطلاق خدمات جديدة بقطاعات الزراعة، والاستعلام عن التاريخ الائتمانى «آى سكور » لتتيح للأفراد التعرف على معلوماته الائتمانية، على أن يتم إطلاق الخدمة قبل نهاية النصف الأول من العام.
 

وفى سياق آخر، كشف عمرو طلعت عن تفاصيل منظومة إدارة أملاك للدولة، موضحًا أن وزارة الاتصالات تتولى إنشاء قاعدة بيانات رقمية لأصول الدولة، تتضمن مساحة الأصل، والشاغل له، وطبيعة التعاقد عليه، والنزاعات القضائية المقامة على كل أصل، والإيرادات المنتجة، ونسبة التحصيل، علاوة على إمكانية تحصيل هذا الإيراد وزيادته، لإتاحة القدرة للجهات الحكومية إدارة أصولها بشكل يحقق أعلى عائد من هذه الأصول، التى قد تتنوع ما بين أراض، أو مبان، أو شقق سكنية للإيجار، أو محلات أو أسواق. 
 

وقال: إن الوزارة تعمل بالتعاون مع جهات الولاية المتعددة فى الدولة، سواء الوزارات أو المحافظات أو الهيئات لحصر الأصول، وتم الانتهاء من حصر أصول محافظتى بورسعيد والبحيرة، وجار العمل على حصر أصول وزارة الأوقاف، ومحافظة القاهرة، مضيفًا أنه تم إصدار دليل استرشادى لكل الجهات الحكومية لحصر أصولها، على أن تتولى الوزارة رقمنتها بعد ذلك لسرعة الانتهاء من المشروع فى أقرب وقت ممكن.