فى ذكرى وفاته.. تعرف على رحلة صاحب صحيح البخارى

صحيح البخارى
صحيح البخارى
كتب لؤى على
اعتنتْ أمَّة الإسلام منذ العهد النَّبويّ بالحديث الشَّريف حفظًا وتطبيقًا وروايةً وتدوينًا؛ لمعرفتها قدره، ووَعيِهَا أهميتَه لبيان وفهم القُرآن الكريم.
 
ورغم الجهود المُضنِية التي قدَّمها الصَّحابةُ والتَّابعون وتابعوهم لخدمة سُنَّة سيدنا رسول الله ﷺ خلال قرنين كاملين من الزَّمان إلَّا أنَّ صحيح الإمام البخاريّ سيظل علامة فارقة في تاريخ تدوين السنة كلِّه، وسيظل الإمام البخاريّ هو دُرَّة أهل الحديث وأميرُهم وإن تباعد زمانُه، لا لشيء سوى ما مَنَّ الله به عليه من جودة الحفظ، ودقّة الفهم، وسرعة البديهة، واتِّقاد الهمّة، وما وُفِّق إليه من تأسيس مدرسة البحث العلمي الأولى في الاستقصَاء والاستدلال والعَزو.
 
وقال مركز الأزهر العالمى للفتوى الالكترونية، ومع أنَّ (الصَّحيح) لم يكن مُؤلَّفَه الوحيد -فقد تجاوزت مؤلفاتُه الثَّلاثين كتابًا- إلا أنه كان أبرزها وأقيمها، بل إنْ شئت قُلتَ: كان صحيح الإمام البخاريّ مشروعَ حياةٍ متكامل.
 
 هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري المتوفَّى في1 شوال 256 هـ - 1 سبتمبر 870 م، بدأ البخاريّ رحلةَ تأليفه مع طلبِه للعلم منذ نعومة أظفاره، وأنهاها في مجالس حديثه التي طاف بها البلاد، وأسمع فيها صحيحَه نحو 90,000 إنسان إلى أن وافته المنيَّة رحمه الله.
 
وبين البداية والنَّهاية كانت حياة مُفعَمة بالنَّشاط في تحصيل العلوم، والتَّجرّد في تبليغها، والتَّطواف والتَّرحال بين الأمصار، والدِّراسة والتَّمحيص لتراجم آلاف الرُّواة، والتَّلقِّي والكتابة عن 1,080 شيخًا، هم أئمة الحديث الشَّريف في زمانه. 
 
وكانت خلالها -أيضًا- المرحلة المضيئة لتدوين (الصَّحيح)، التي بدأها وهو ابن ثمانِيةَ عشر عامًا؛ وختمها بعد أن بلغَ الرابعة والثلاثين، وأودَعَهَا زهرة شبابه.
 
ستة عشر عامًا كاملة عَمَد خلالها هذا الإمام العظيم إلى تلال المرويَّات الحديثيَّة المُتراكمة، واستخرج من بين الرُّكام صحيحَها، ثم انتقى من بين الصِّحاح نفيسَها؛ مُقررًا للحُكْمِ على الرُّواة معاييرَ دقيقة، ومُعتمدًا لقبول المرويات شروطًا صارمة لم تعهدها حقول البحث التَّاريخيّ قبله، وهي اشتراط: اتِّصال السَّندِ، وعدالة الرُّواة، وتمام ضَبطِهم، وعدم الشُّذُوذ، وعدم العِلَّة، مع أمانةٍ بالغةٍ في إيراد المتن شَهِد بها القاصي والدَّاني؛ كل هذا في المرويَّة الواحدة.
 
فقد كان معيارُه الرئيس في تصحيح الحديث هو: التَّثبُّت من هُوية كافَّة رُواتِه، والتَّحقُّق من نزاهتهم وتقواهم، وخلُوّهم من التَّحيُّزات المذهبيَّة، والتَّوجُّهات الحزبية، والأهواء الشَّخصيّة؛ فإن ثبت إلى جوار عدالة الرُّواة هذه ضَبطُهم، واتصالُهم الزَّمنيّ باللُّقيا والمعاصرة معًا اعتُبِر الحديث صحيحًا لديه.
 
ويكفي للتَّدليل على عظيم بذلِه في تدوين (الصَّحيح) أنَّه رحمه الله انتقى أحاديثَه البالغةَ 2,761 حديثًا بدون المكرر من بين 600,000 حديث، وصنَّفه ثلاثَ مراتٍ في كل مرةٍ يهذّب وينقّح إلى أن أخرجه للنُّور تحت عنوان: (الجامع المُسْنَد الصَّحيح المُختَصر من أُمور رسول الله ﷺ وسننه وأيَّامه)، ثمّ قال: ما أَدخَلتُ في هذا الكتاب إلّا ما صحّ، وتركتُ من الصِّحاح كي لا يطول الكتاب. 
 
ومع اهتمام البخاريّ باتصال السَّند وصحَّته؛ فقد طلب إلى جوارهما عُلوَّه كذلك، حتى أُحصِي له في الصَّحيح أكثر مِن 20 حديثًا لم يكن بينه وبين النَّبي ﷺ فيها إلا ثلاثة رجالٍ فقط، وهي المعروفة بـ (ثُلاثِيَّات البُخاري).
 
بالإضافة لما احتفَّ به تدوين (الصَّحيح) من النَّفحات والقُربات؛ فقد بَدَأَ البخاريّ تصنيفه في المسجد الحرام، وكَتَبَ تراجمه في روضة المسجد النَّبويّ الشَّريف بين قبره ﷺ ومنبره، وكان يُصلي لكل ترجمة ركعتين، ولم يُدخِل إليه حديثًا إلا إذا اغتسل وصلى لله تعالى ركعتين كذلك، ولا عجب.. فقد كان الإمام البخاري آيةً في الإخلاص والورع والعبادة رحمه الله تعالى.
 
وبعد أن أتمَّ البخاري تدوينه عَرَضَه على أكابر علماء عصره من أساتذةِ الحديثِ وجَهابِذَتِه شيوخًا وأقرانًا، أمثال الإمام أحمد بن حنبل، والإمام أبي زُرْعَة الرَّازي؛ فاستحسنوه، ومدحوه، وشهِدوا له بالصِّحة، ثمَّ تلقَّته الأُمَّة على مرِّ العصور بالقبول؛ معتبرةً إياه أصحّ الكتب بعد كتاب الله عز وجل.
 
كما حرص علماءُ الأمَّة على خدمتِه؛ نَسْخًا، وشَرْحًا، ودراسةً لأسانيده ورجاله وتراجمه وفقهه، ودفعًا لما أُثِير حوله من الأوهام والشُّبهات؛ حتى بلغت الأعمال العلميَّة المُفرَدة له نحو 500 مُؤلَّف، ناهيكَ عن المؤلفات التي تناولتْه عَرَضًا من غير إفراد؛ فهذه أكثر من أنْ تُحصَى.
 
ولم يُعرَف خلال تاريخ أمَّة الإسلام كتابٌ بعد القرآن الكريم له مكانةٌ كمكانةِ (الصَّحيحِ) أو هيبةٌ كهيبتِه؛ فقد قُدِّر عدد مخطوطاته في مكتبات العالم بأكثر مِن 25,000 قطعة منه؛ مما يُؤكِّد تَغلغُلَه في وجدان هذه الأمة وضِميرها؛ ولمَ لا؟! وقد استَمَدَّ مكانتَه لدى المسلمين من مَكانة السُّنَّة، ومكانة صاحِبِها عليه أفضل الصلاة وأتمّ السلام.
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مأساة العمال الفلسطينيين على مائدة مؤتمر العمل الدولى فى جنيف.. 83% تراجعا فى الناتج المحلى لـ غزة.. و155 ألف عامل فقدوا وظائفهم.. وخسائر اقتصادية تقدر بـ53 مليار دولار والأسعار الاستهلاكية ترتفع 53.7%

موعد مباراة كريستال بالاس ضد مانشستر سيتي فى نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي

لو بطاقة التموين ضاعت.. تعرف على خطوات استخراج بدل تالف أو فاقد

مع ارتفاع درجات الحرارة.. كيف تحافظ على سلامة سياراتك أثناء القيادة؟

مواعيد مباريات اليوم الجمعة 16 - 5 - 2025 والقنوات الناقلة


10 صور من عقد قران الفنان يوسف حشيش والشاعرة منة عدلى القيعى

تفاصيل إطلاق المنظومة الإلكترونية لتراخيص المنشآت الطبية غير الحكومية

موعد مباراة الأهلي والبنك في دوري nile والقنوات الناقلة

دونجا بعد قرار لجنة التظلمات: الأهلي سيتوج بالدوري.. والنحاس أعاد الأحمر للقب

18 صورة من حفل زفاف هيا كتكت ابنة أمل رزق بحضور نجوم الفن


فيفى عبده تشعل حفل زفاف ابنة أمل رزق بالرقص على الأغانى الأجنبية (صور)

موجة شديدة الحرارة.. حالة الطقس اليوم الجمعة 16 مايو 2025 فى مصر

الاتحاد يهزم الرائد 3 - 1 ويتوج بطلا للدوري السعودي للمحترفين

6 قرارات مثيرة من لجنة التظلمات في أزمة مباراة القمة.. تعرف عليها

تعرف على رد النادي الأهلي بشأن قرار لجنة التظلمات في أزمة مباراة القمة

بيراميدز بعد قرار عدم خصم نقاط من الأهلي: هنجيب حقنا من كاس.. وهنكمّل الدوري

خبير لوائح: من المرجح إلغاء قرار لجنة التظلمات من المحكمة الرياضية الدولية

لجنة التظلمات تصدر قرارها في أزمة القمة دون خصم نقاط من الأهلى نهاية الموسم

مؤمن شريف يقود هجوم منتخب الشباب أمام المغرب بنصف نهائي أمم أفريقيا

دخول متاحف الآثار مجانا للمصريين الأحد المقبل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى