أحمد بن أبى دؤاد .. رجل أشعل المحنة

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم أحمد إبراهيم الشريف
بالطبع سمعنا عن قضية خلق القرآن، وهى واحدة من أشهر القضايا الفكرية فى التاريخ الإسلامي، لكنها للأسف خرجت من كونها قضية فكرية لتصبح "قضية سياسية"، وقد كان وراء هذا التحول الرهيب شخص المفروض أنه رجل دين يدعى أحمد بن أبى دؤاد.
 
كان أحمد بن أبى دؤاد، صاحب فكر معتزلى، والمعروف أن المعتزلة أصحاب فكر  يعمل العقل ويدعو للحرية ولا يقهر الآخرين، لكن أحمد بن أبى دؤاد أثبت  عكس ذلك، فهو عندما أصبح مقربًا من الخليفة المأمون، وصار قاضى القضاة، أراد أن يفرض آراء المعتزلة، أراد أن يفرضها بالسيف، لذا كانت محنة خلق القرآن، والتى عانى منها المسلمون ويكفى أن أقول لك ممن عانوا كان الإمامين أحمد بن حنبل والبخاري.
 
والمتابع لحياة بن أبى دؤاد سيعرف أنه خلط فعل الدنيا بفعل الآخرة، وسعى للبحث عن مكانة عند الحكام وفى سبيل ذلك ضحى بالكثير، وكان الأخطر هو إثارته للفتنة بين أصحاب الدين الواحد، فعلى مدى عشرين عاما، وبداية من سنة 218هـ اندلعت الفتنة وتعاقب عليها ثلاثة خلفاء المأمون ثم المعتصم ثم الواثق، حتى جاء المتوكل فأوقف كل شيء.
 
ولعل من الواجب توضيح المقصود بمسألة خلق القرآن، إنها قضية فكرية قال بها المعتزلة، إذ يرون أن القرآن مثله مثل كل مخلوقات الله سبحانه وتعالى مخلوق، ورفضوا القول بأن القرآن كلام الله، وصار السؤال: هل القرآن قديم قدم الحياة والنشأة، مجيد ومحفوظ فى اللوح منذ اليوم الأول لخلق الكون، ملازم مع الله "غير مخلوق"؟ أم هو "محدث ومخلوق مع الأحداث والوقائع؟ وتحول الأمر إلى محنة كبرى؟
 
كان من الممكن أن تظل هذه القضية فكرية يتحاور فيها أهل العقل والنقل، لكن بن أبى دؤاد خرج بها إلى الشارع فحولها إلى أزمة كبرى، وقد كان المعتزلة هم أول الخاسرين منها، فعندما أوقف الخليفة المتوكل القول فى "خلق القرآن" استبعد المعتزلة من مكانتهم التي كانوا قد وصلوا إليها ومع الوقت لم يأخذوا مكانتهم مرة أخرى وصار الناس ينظرون إليهم باتهام دائما وبالتالي خسرنا الكثير من الأفكار العقلية التي كانت مفيدة في تراثنا.
 
وملاحظة أخيرة : وجب القول إن الخليفة المأمون كانت المسألة عنده فكرية، لكن بعد موته ومجيئ المعتصم - وللأسف لم يكن على المستوى الفكرى لأخيه المأمون - أخذ الموضوع على محمل الجد والحسم وأعمل السيف والقهر، وقد لا يعرف الكثيرون أن التعذيب الذى تعرض له الإمام أحمد بن حنبل كان فى زمن المعتصم وليس المأمون.
 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

عاش هنا .. مشروع قومي

عاش هنا .. مشروع قومي الثلاثاء، 18 أبريل 2023 12:18 م

ربنا أفرغ علينا صبرا

ربنا أفرغ علينا صبرا السبت، 08 أبريل 2023 09:35 ص

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رئيس الوزراء: سنناقش إنهاء إجراءات تحويل الدعم العينى إلى نقدى الأسبوع المقبل

رئيس الوزراء: نركز من الآن على خفض معدلات الفقر وإحداث نقلة فى حياة المواطن

7 أخبار لا تفوتك اليوم الأربعاء 17 - 12 - 2025

رئيس الوزراء: استطعنا بنسبة 99% وقف خروج مراكب الهجرة غير الشرعية من مصر

أول أيام شهر شعبان فلكيًا الثلاثاء 20 يناير 2026.. وعدته 29 يوما


فرصة أخيرة للفنان محمد رمضان بعد تأييد حبسه عامين بسبب أغنية رقم 1 يا انصاص

من حريق شقة بطلة فيلم اللى بالى بالك لكل بيت مصرى.. تحذيرات أمنية لا تحتمل التأجيل.. الخبراء يضعون روشتة لمواجهة الحرائق.. الحذر أثناء استخدام وسائل التدفئة.. ويشددون على كواشف الدخان والتأكد من سلامة الأسلاك

إصدار عملة تذكارية ذهبية وفضية بمناسبة 150 عاما على إنشاء هيئة قضايا الدولة

تأييد حبس الفنان محمد رمضان عامين بسبب أغنية رقم واحد يا أنصاص

مدبولى: استمعت لإشادات المواطنين بقرى حياة كريمة بمستوى خدمات التعليم والصحة


أمم أفريقيا 2025.. موقف حكيمى من المشاركة فى مباراة المغرب وجزر القمر

طليقة مصطفى أبو سريع تحتفظ بصورهما بعد انفصالهما رسميًا

أبرد الفصول.. الشتاء يبدأ رسمياً الأحد المقبل ويستمر 88 يوما و23 ساعة

شرط محمد صلاح للبقاء مع ليفربول بعد أزمة سلوت

الأربعاء.. 18 فبراير أول أيام شهر رمضان فلكيًا

الأهلى يتلقى عروضا سلوفينية وروسية لرحيل جراديشار

فريق النيابة يعاين حريق شقة الفنانة نيفين مندور بعد وفاتها بالإسكندرية

150قناة عالمية تذيع مباريات كأس أمم أفريقيا 2025

مصرع الفنانة نيفين مندور بطلة فيلم اللى بالى بالك فى حريق بمنزلها

زيادة 15٪ سنويا.. قانون الإيجار القديم يضع قواعد جديدة للأجرة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى