قصة صعود وهبوط كلوديا دياز سيدة فنزويلا الحديدية.. بدأت حياتها ممرضة لـ"تشافيز" وتقلدت منصب رئيس خزانة.. واجهت اتهامات غسيل أموال ورشاوى بأمريكا تنتهى بالسجن 15 سنة.. ونظام مادورو يتخلى عن خدماتها بالإقالة

تواصل الولايات المتحدة الأمريكية ملاحقتها لمسئولين فنزويليين بتهم الفساد وغسل الأموال، وحكم قاضٍ فيدرالي أمريكى ، بالسجن 15 عامًا على كلوديا باتريشيا دياز جيلين ، التي كانت تعمل ممرضة للرئيس الفنزويلي الراحل هوجو تشافيز والتي تولت بعدها منصب كبير كرئيسة مكتب الخزانة الوطنى فى فنزويلا .

3 مطلوبين فى الولايات المنجدة الامريكية

وقالت صحيفة "انفوباى" الأرجنتينية إن زوج دياز جيلين ، أدريان خوسيه فيلاسكيز ، الذى كان جزءا من فريق تشافيز الأمني ، والذى كان يطلق عليه "حارس تشافيز"  تلقى أيضا نفس العقوبة، وهو هارب الان ومطلوب من قبل العدالة الامريكية.

وذكرت وزارة العدل الأمريكية (DOJ) في ذلك الوقت أنه في ديسمبر 2022 ، أدين كلاهما بالتآمر لغسل الأصول وغسيل الأموال، حيث تلقا أكثر من 136 مليون دولار كرشاوى من راؤول جورين ، مالك محطة جلوبوفيسيون التليفزيونية في فنزويلا.

وقالت محامية الزوجين في الولايات المتحدة ، ماريسيل ديسكالزو ، إن دياز جيلين وفيلاسكيز سيستأنفان الحكم.

قُبض على دياز جيلين وفيلاسكيز في 2018 فى إسبانيا وتم تسليمهما إلى الولايات المتحدة فى وأكتوبر 2022 ، حيث كانت مطلوبة من قبل الولايات المتحدة الامريكية لأن لديها حسابات بنكية بالبلاد وتلقت من خلالها الرشاوى .

وأشارت الصحيفة إلى أنه وفقًا لوزارة العدل الأمريكية ، يُزعم أن جورين "حوّل أموالًا لصالح ولصالح" المتهمين ، والتي كانت تُستخدم في "الطائرات الخاصة واليخوت والمنازل والخيول والساعات الراقية وعروض الأزياء ، وكان يتم تحويلها الى حساباتها في بنوك أمريكية.

ودافعت جورين عن نفسها على شبكات التواصل الاجتماعي وقالت إن المدعين الأمريكيين يروجون لرواية تحركها "مصالح سياسية" وأنهم يفعلون ذلك "بدون دليل من أي نوع".

وينص القرار على أنه يجب عليهم إعادة 136 مليون دولار من الأصول والنقد ، أي ما يعادل المنفعة التي حصلوا عليها من المشاركة في مخطط غسيل أموال فاسد نسف خزائن الدولة الفنزويلية، بالإضافة إلى ذلك ، يجب على كل منهم دفع غرامة قدرها 75000 دولار.

دياز

كانت دياز جيلين عضوًا في حرس الشرف ، وهي الهيئة المسؤولة عن أمن الرؤساء الفنزويليين ، وجزءًا من فريق الأطباء والممرضات الذين اعتنىوا بالرئيس الراحل ، الذي انتهى بتسميتها أمينًا للصندوق الوطنى ، وهو المنصب الذي - وفقًا لمكتب المدعي العام الأمريكي - تمكن من إثراء نفسه من خلال مخطط غسيل أموال.

وفى عام 2011 ، وهو العام الذى تم فيه تشخيص إصابة تشافيز بالسرطان ، عيّن الرئيس الفنزويلي دياز جيلين رئيسة للخزانة الوطنية الفنزويلية وسكرتيرة تنفيذية لصندوق التنمية الوطنية (فوندين)، وظلت في هذا المنصب حتى مارس 2013 ، عندما أقالها نيكولاس مادورو.

وفقًا لمكتب المدعي العام الأمريكي ، بين عامي 2011 و 2013 ، تلقت دياز جيلين رشاوى لا تقل عن 65 مليون دولار أمريكي دفعها رجل الأعمال الفنزويلي راؤول جورين ، المطلوب حاليًا من قبل نظام العدالة الأمريكي.

وأشاد الفنزويليون بالحكم القضائى ضد الممرضة وزوجها على مواقع التواصل الاجتماعى وأكدوا أن هذا "الأمر ينصف البلاد"، وفقا لصحيفة "الاونيبسيون" الفنزويلية.

ورحب الباحث والعالم السياسى الفنزويلي مايبورت بينى "كلوديا دياز جيلين وزوجها أدريان فيلاسيكيز بالحكم عليهما ب15 عاما من السجن بتهم جرائم غسل الأموال والفساد، قائلا "لقد تحققت العدالة"، مضيفا "أولئك الذين دمروا بلادنا يتساقطون تدريجياً ، ولابد أن يعاني الكثيرون نفس المصير.

وأشارت اليسا تروتا ، مدافعة عن حقوق الإنسان ، إلى أن ملايين الدولارات من سبائك الذهب سرقتها الممرضة وملايين آخرى سرقها زوجها ، الحارس الشخصى لتشافيز ، والعدالة تحققت بالحكم عليهما 15 عاما في الولايات المتحدة الامريكية".

تسليم 3 افراد مرتبطين بإدراة مادورو للولايات المتحدة

في أكتوبر الماضى ،  بدأ تسليم ثلاثة أفراد مرتبطين بإدارة نيكولاس مادورو إلى الولايات المتحدة، وهم ، أليكس صعب وهوجو "إلـ بولو" كارفاخال وكلوديا دياز، وتتهم الحكومة الأمريكية الثلاثة بالإثراء غير المشروع وتهريب المخدرات وغسيل الأموال.

تم تسليم أليكس صعب موران إلى الولايات المتحدة في 16 أكتوبر، ويُلام رجل الأعمال الكولومبي الفنزويلي البالغ من العمر 49 عامًا على حصوله على أكثر من 350 مليون دولار من الأعمال غير المشروعة مع نظام مادورو، وهو كان مطلوبا من قبل الانتربول.

وقالت صحيفة "لا اوبنيون" الكولومبية إن السلطات الأمريكية تتهم صعب بغسل الأموال وإبرام صفقات تجارية غير قانونية مع حكومة مادورو والذى ساعده فى تعزيز قوته، وذلك فى ارخبيل الجزيرة الإفريقية فى الرأس الأخضر، وتم اعتقاله اثناء توقف طائرته للتزويد بالوقود عندما كان متوجها الى كاراكاس من طهران، فكان صعب الوسيط بين إيران وفنزويلا عبر صفقات النفط بينهما مقابل الذهب التى تمت فى الآونة الأخيرة.

من جهته ، اتهم هوجو "إل بولو" كارفاخال ، المدير العام السابق لمكافحة التجسس العسكري في فنزويلا ، بارتكاب أعمال إرهاب مخدرات والتآمر لاستيراد الكوكايين وتهم أخرى تتعلق بالأسلحة النارية.

تم القبض على كارفاخال من قبل الشرطة الإسبانية ، البلد الذي كان لاجئًا فيه ، في 9 سبتمبر. وبحسب السلطات الإسبانية ، فإن "إل بولو" "خضع لجراحة تجميلية وكان يختبئ وراء شوارب ولحى وشعر مستعار صناعي".

اعتقلت الشرطة الإسبانية كارفاخال، الجنرال السابق والذي كان أيضا حليفا مقربا من الرئيس الراحل هوجو تشافيز، بموجب مذكرة اعتقال أمريكية بسبب اتهامات بتهريب المخدرات الى أمريكا.