"البحر وراءكم والعدو أمامكم".. هل قالها طارق بن زياد عند فتح الأندلس؟

طارق بن زياد
طارق بن زياد
كتب محمد عبد الرحمن
تمر اليوم ذكرى وصول الفاتح العربي طارق بن زياد إلى الأندلس بعد أن عبر البحر المتوسط وذلك لغزوها بعد الاتفاق مع يوليان حاكم سبتة، وذلك في 27 أبريل عام 711م، ليكون اللبنة الأولى في بناء واحدة من أعظم حواضر التاريخ، وهى حضارة المسلمين في الأندلس والتي استمرت لعدة قرون، قبل أن تنهار على عام 1492م، بسقوط مملكة غرناطة آخر المعاقل الإسلامية فى جزيرة أيبيريا.
 
وذكر بعض المؤرخين أن القائد طارق بن زياد عند دخول الأندلس، قال لجنوده: "البحر من ورائكم والعدوُّ أمامكم" وقام بحرق سفنه كي يقطع أي أمل للعودة أمام جيش المسلمين ولا يكون أمامهم سوى النصر أو الشهادة، ولعل المقولة الأولى والواقعة سالفة الذكر من أشهر الأقاويل والوقائع الشهيرة المرتبطة بفتح الأندلس، فهل قالها بالفعل القائد العربي عند نزوله إلى شواطئ الأندلس، وحقيقة ما فعله بسفن جيشه بعد وصوله إلى شبه الجزيرة الأيبيرية؟
 
فيما يخص المقولة فأن أغلب المصادر الإسلامية وكتب التراث، ذكرت الخطبة التي قالها طارق بن زياد عند وصوله الأندلس، وقد تضمنت بالفعل المقولة سالفة الذكر، إذ قال القائد المسلم وهو يخطب جنوده: ""أيها الناس، أين المفرُّ؟! والبحر من ورائكم والعدوُّ أمامكم، فليس لكم والله! إلاَّ الصدق والصبر، واعلموا أنكم فى هذه الجزيرة أضْيَعُ من الأيتام فى مآدب اللئام، وقد استقبلتُم عدوَّكم بجيشه وأسلحته، وأقواتُه موفورة، وأنتم لا وَزَرَ لكم غير سيوفكم، ولا أقوات لكم إلاَّ ما تستخلصونه من أيدى أعدائكم، وإن امتدَّت بكم الأيام على افتقاركم، ولم تُنجزوا لكم أمرًا، ذهبت ريحكم، وتعوَّضت القلوبُ من رعبها منكم الجراءةَ عليكم، فادفعوا عن أنفسكم خذلان هذه العاقبة من أمركم بمناجزة هذا الطاغية" إلى آخر الخطبة.
 
أما فيما يخص واقعة حرق السفن، فهو أمر لا يوجد عليه تأكيد، إذ لم يذكره إلا ثلاثة مصادر هي "نزهة المشتاق للإدريسي، والروض المعطار للحميرى، وتاريخ الأندلس لابن الكردبوس" ولعل تلك المصادر جميعها جاءت في عصر متأخر عن عصر دخول طارق بن زياد الأندلس، حتى الإدريسي وهو أول من ذكر الواقعة لم يذكر سندا لحديثه، فيما نسب الحميرى وابن الكردبوس الواقعة للإدريسي نفسه.. بينما المصادر الأقدم من هذه المراجع السابقة مثل "فتوح مصر والمغرب والأندس" لابن عبد الحكم المصرى، والمتين للقرطبي، وسراج الملوك للطرطوشي، ونقط العروس لابن حزم، وجميعها أقدم من الكتب الثلاث الأولى، لم يذكروا أي ذكر لواقعة حرق الكتب على الإطلاق.
 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

انتهاء نظر استئناف محمد رمضان على حبسه عامين وتغيبه عن الحضور

طليقة مصطفى أبو سريع تحتفظ بصورهما بعد انفصالهما رسميًا

الأهلى يناقش استعارة لاعب سيراميكا فى يناير ضمن صفقة عمر كمال

نجل ملياردير هندى يهدى ميسى ساعة من فئة المليون.. اعرف سعرها

BBC: محمد صلاح يحظى بدعم جماهيرى ورسمى غير مسبوق بعد أزمة ليفربول


شرط محمد صلاح للبقاء مع ليفربول بعد أزمة سلوت

ليفربول يبلغ وكيل محمد صلاح موقفه من رحيل الملك المصرى

على ماهر يعيد 5 لاعبين لتشكيل سيراميكا أمام الأهلى فى كأس عاصمة مصر

الزمالك يكشف تطورات شكوى زيزو فى اتحاد الكرة

فريق النيابة يعاين حريق شقة الفنانة نيفين مندور بعد وفاتها بالإسكندرية


حالة الطقس.. الأرصاد تكشف خرائط الأمطار خلال الساعات المقبلة

نيابة المنتزه تحقق فى مصرع الفنانة نيفين مندور داخل شقتها بالإسكندرية

نيفين مندور.. عاشت حياة مليئة بالأزمات ورحلت فى نهاية مأساوية

الأهلي مهتم بضم محمد توريه لتدعيم هجومه في يناير

بعد مصرع الفنانة نيفين مندور.. خطوات لتجنب حرائق الشقق السكنية.. تعرف عليها

مصرع الفنانة نيفين مندور بطلة فيلم اللى بالى بالك فى حريق بمنزلها

الطقس اليوم الأربعاء 17-12-2025.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار

الهيئة القومية للتأمين الاجتماعى تحدد شروط صرف منحة وفاة أصحاب المعاش

هل يشترط امتلاك توكتوك للتقديم فى منظومة الإحلال والحصول على السيارة الكيوت؟

مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 17-12-2025 والقنوات الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى