أكرم القصاص يكتب: مصر والتحذير من التدخلات الخارجية فى السودان

أكرم القصاص
أكرم القصاص
رغم أن الأزمة تدور فى السودان، إلا أن انعكاساتها المباشرة - وغير المباشرة - كبيرة على دول الجوار، وعلى دول الإقليم الذى لم تتوقف أزماته وصراعاته، شرقا وغربا، ولم تنته بعد أزمات الاقتتال الداخلى فى دول عربية من حولنا، وتتعثر المسارات السياسية، وهى صراعات لا تنتهى، وكل أطرافها خاسرة، خاصة الشعوب فى الدول المختلفة، مثل سوريا، وليبيا، واليمن، وأخيرا السودان، الذى تتصاعد فيه الحرب الداخلية بين الأخوة وتنتج المزيد من الأزمات المتسلسلة، والتى تضاعف من تعقيدات المشهد. 
 
 الصراعات فى الدول العربية، مثل سوريا، وليبيا، واليمن، هددت - ولا تزال - آمال التغيير والتنمية، وتستنزف الثروات، فضلا عن نزوح ما تبقى منها، وتضاعف من أعداد اللاجئين، بجانب تأثيرات أزمات عالمية تنعكس على الاقتصاد والغذاء عالميا وإقليميا، بعد عامين مع فيروس كورونا، ثم الحرب فى أوكرانيا، وتشعباتها المعقدة، التى خلقت أزمة أكثر تعقيدا.
 
وهو ما يجعل الأمر أكثر صعوبة، ومع اشتعال الصراع بالسودان الشقيق، فإن الأمر يتخذ مسارات عشوائية أحيانا، ويشهد تدخلات لقوى مختلفة خارجية، تهدف لاكتساب نفوذ وهمى، أو تسعى للحصول على ثروات القُطر الشقيق، فالسودان بلد ثرى بموارده وإمكانياته، ويفترض أنه ينتظر استقرارا سياسيا يتيح للشعب السودانى توظيف ثرواته والانطلاق على طريق التنمية، لكن الصراع - بجانب أنه يعطل التنمية - يضاعف من مآسى الأفراد والأسر، للحصول على ضرورات الحياة اليومية، فضلا عن خسائر الأرواح، وفقدان الأمن. 
 
الرئيس عبدالفتاح السيسى، على مدار سنوات يحذر من الاستسلام للتدخلات الخارجية، ويدعو إلى عدم الانقياد وراء هذه التدخلات، وقد كانت تجارب هذه التدخلات والمصالح من قبل قد ساهمت فى إنتاج تنظيم داعش، أحد أكثر التنظيمات عنفا ودموية، وسبق أن ساهمت بعض الدول فى نمو هذا التنظيم، قبل أن تكتشف خطورة هذا الاتجاه، وربما تكون الرؤية الضيقة لبعض الأطراف دافعا لأن تتحالف أو تدعم الانقسام، بينما فى كل مناسبة يؤكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أهمية الإيمان بوحدة الأهداف والمصير وتفعيل التعاون وإعلاء مفهوم الدولة الوطنية، وإبعاد التدخلات الخارجية، والتفرغ لمواجهة الأزمات والتحديات الاقتصادية والتنموية والبيئية، وبلورة تسويات نهائية للصراعات التى لن تحل بمعادلة صفرية، يُقصى فيها طرف على آخر.
 
مصر تنطلق من خبرتها، خلال سنوات من مواجهة الإرهاب، وتمتلك رؤية واضحة، وخبرات متراكمة تجاه قضايا الإقليم فى أفريقيا، أو الشرق الأوسط، وفى لقائه مع المستشار النمساوى كارل نيهامر، حرص الرئيس السيسى على تأكيد وجهة نظر مصر من أهمية السعى لمواجهة الأزمة الروسية الأوكرانية، بما لها من تداعيات سلبية على السلم والأمن الدوليين، واستقرار أمن الطاقة والغذاء عالميا، وهى التداعيات التى عانت منها - ولا تزال - الدول الأقل نموا، وبما أضاف للأعباء الصعبة التى تتحملها، لتحقيق متطلبات التقدم الاقتصادى والتنمية المستدامة، وأن مصر - من منطلق تمسكها بأهمية تحقيق السلم والأمن الدوليين - تواصل الدعوة فى اتصالاتها بكل أطراف الأزمة، إلى تغليب لغة الحوار، والتوصل إلى تسوية سلمية، لإنهاء الصراع فى أقرب فرصة، وهو نفس ما تتبناه مصر تجاه قضية السودان، حيث تم بحث مستجدات الأوضاع فى السودان، مع تأكيد حرص مصر البالغ على استعادة الاستقرار هناك، والحفاظ على مقدرات شعب السودان الشقيق.
 
مصر هى الطرف الأكثر إدراكا لخطر الصراع، وتحرص دائما على التنبيه لخطورة التدخلات الخارجية التى تضاعف من تعقيدات المشهد فى السودان، وأن الأطراف التى تدخلت من قبل فى صراعات داخلية لم تربح، بل خسرت على المدى البعيد، لأن التدخلات تقود إلى استقطاب، وفوضى تسهل إعادة التنظيمات الإرهابية لتنظيم صفوفها، وهو ما يبدو خطرا يهدد كل الأطراف الإقليمية، والدولية، ويضاعف الخطر على الأرواح والاقتصاد، ولهذا تحذر مصر من التدخل الخارجى، باعتباره الخطر الأكبر فى السودان وغيره، وتعتبره خطوطا حمراء خطرة.
p.8

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

غزل المحلة يقرر توجيه الشكر لـ بابافاسيليو وجهازه المعاون عقب الهزيمة من الجونة

الجيش الإسرائيلى يعلن رسميا بدء عملية عربات جدعون وتوسيع الحرب على غزة

استعدادات موسم الحج تتواصل فى السعودية.. مبادرات لخدمة الحجيج.. المملكة تؤكد: تأشيرات الزيارة بجميع أنواعها لا تخول لحامليها أداء الفريضة.. "الأمن العام" يحذر من إعلانات الحج الوهمية على مواقع التواصل الاجتماعى

تعرف على تطورات مفاوضات الأهلى مع الصفقات المحلية لتدعيم الفريق

البرلمان الليبى: شرعية الدبيبة سقطت منذ سنوات ونعمل على تشكيل حكومة جديدة


أفكار ضد الرصاص.. عادل إمام بين زعامة الفن ومعركة الوعي

جدول ترتيب الدورى المصرى "دورى نايل".. الأهلى يتصدر

رويترز نقلا عن إن بي سي نيوز: إدارة ترامب تعمل على خطة لنقل مليون فلسطيني لليبيا

محامى أسرة العندليب: مستعدين تقديم خطابها لأى جهة لفحصها وبيان صحتها

الميليشيات المسلحة فى طرابلس تطلق الرصاص على متظاهرين يطالبون بإسقاط الدبيبة.. فيديو


مجلس الدولة الليبى يعلن سحب الشرعية من حكومة الوحدة الوطنية

جدول ترتيب "مجموعة الهبوط" فى الدورى المصرى.. الجونة يتصدر

التعادل السلبي يحسم الشوط الأول من مباراة النصر ضد التعاون

التشكيل الرسمي لمباراة النصر ضد التعاون في الدوري السعودي

معتمد عبد الغني يكتب: عندما يحب عادل إمام

أسرة العندليب تظهر جواب بخط يد حبيبة عبد الحليم تكشف حقيقة زواجه منها

أحمد مكي يعلن وفاة نجل شقيقته ويطالب جمهوره بالدعاء له

ريال مدريد يفتقد 3 نجوم أمام إشبيلية فى الدوري الإسباني

ترامب يكشف حصيلة جولته الخليجية بالدولار.. ويؤكد: لست محبطًا

للمصريين في ليبيا.. أرقام وعناوين مهمة للتواصل حال وقوع أزمات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى