"التريند المصري" "كيرلس عطية" ابن الأقصر

دينا شرف الدين
دينا شرف الدين

مما لا شك فيه أن التاريخ لا يكف ولا يتوقف عن إعادة نفسه، ليثبت لنا جميعاً أنها حكمة القدر التي لا دخل لنا بتغييرها.

 

ونحن الآن بصدد التأمل لمشكلة أزلية رأيناها بأعيننا في زمن ليس ببعيد، وقرأنا عنها في كتب التاريخ لعقود لم نعاصرها، لكنها ليست ببعيدة، فلم تتعد حدود القرن الماضي في أغلبها ألا وهي:

 

(إهمال واستبعاد أصحاب الكفاءات والعباقرة والمبدعين من أبناء الوطن، فتتلقفهم أياد قوميات أخرى على الرحب والسعة، لتصب كافة مواهبهم وعلمهم وإمكاناتهم الكبيرة في وعاء الأغراب الذين احتضنوهم وزودوهم بكل ما يلزم، لإعداد وتأهيل يليق بإبداعاتهم وينميها ويرسخها ويطورها، ليقطفوا ثمرة هذا الجهد، ويستفيدون الاستفادة القصوي من عبقريات لفظتها وأبعدتها بيروقراطية ووروتين عقيم لا تتمني خيراً لهذا البلد، ولا تهتم سوى بمصالحها وأطماعها وما دون ذلك لا يشغل لها بال)!

 

فكم من عبقرياتٍ مصرية تركت أحلامها التي تم إحباطها على أرض الوطن لتحلق بعيداً في أراضٍ تقدر وتهئ وتيسر لتعود مرة أخري عودة العملاق الذي يفتخر به كل مواطن مصري و ترحب به بلادة بعد أن أصبح رمزاً يحترمه العالم أجمع!

 

والأمثلة في هذا الشأن كثيرة، فعلى سبيل المثال لا الحصر:

 

"الدكتور أحمد زويل": الذي بزغ نجمه و تفجرت إبداعاته وأسهم في المجال العلمي إسهامات عظيمة استحق على إثرها أن يحصل علي جائزة نوبل في العلوم.. و لكن بكل أسف على أرضٍ غير مصرية! رحمة الله وجعل علمه الذي ينتفع به البشر صلة غير منقطعة له بالحياة الدنيا إلى أن يرث الله الأرض.

 

"الدكتور مجدي يعقوب":

أعظم جراحي القلب في العالم ، والذي تم احتضانه ورعايته وتوفير كافة الإمكانات التي تليق بعبقريته في المملكة المتحدة، لتستفيد بعلمه الاستفادة القصوى، كما لم يحدث على الإطلاق في بلاده وبين أهله وناسه!

ثم سرعان ما عاد إلى وطنه ليمنحه قدراً من علمه، فأسس مشفاه بأسوان للعلاج من أمراض القلب على نفقته الخاصة، بجانب التبرعات الخيرية، حيث أبى هذا العالم الجليل بعد سنوات الفراق الطويلة أن يستأثر الغرب به بعد أن أهملته أوطانه في وقت سابق، فعاد ليعطيها من علمه ولا يبخل عليها حتى وإن بخلت عليه من قبل!

 

"الدكتورة سميرة موسي" :

عالمة الذرة المصرية التي تبنت فكرة الذرة من أجل السلام، وتوصلت إلى كيفية صناعة القنبلة الذرية من معادن رخيصة في متناول الجميع، والتي كانت آخر رسائلها لوالدها قبل اغتيالها في أمريكا على يد الموساد، كما تشير كافة الدلالات، أنه لو كان بمصر معمل مثل الذى زارته في أمريكا، لكان بإمكانها تقديم خدمات جليلة لبلادها في هذا المجال ونيتها إنشاء هذا المعمل على نفقتها الخاصة قبل أن يداهمها القدر وتقابل وجه كريم!

 

الدكتور كيرلس عطية

 

أحدث الأمثلة بطابور طويل جداً من العبقريات المصرية:

ابن محافظة الأقصر، الحاصل على أفضل رسالة دكتوراه بمجال هندسة الفضاء بإسبانيا، عن زيادة العمر الافتراضي للأقمار الصناعية، وأسباب قصر عمر القمر والذي تبين أنه يتعلق بدرجات الحرارة المرتفعة في الفضاء، وبالتالي تم العمل على اختبار نظام تبريد ليزيد من العمر الافتراضي للقمر الصناعي.

وبناء على اختيار رسالته كأفضل مشروع بحثي، قد حصل على تمويل مليون يورو من جامعة إسبانيا لتنفيذ المشروع بشكل عملي.

 

نهاية:

وبرغم ما تتبناه الدولة المصرية الآن بقيادة سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي قرر إعلان الحرب على كافة أشكال الفساد والمحسوبيات، وأصدر أوامره المباشرة بمنح الحق لمستحقيه فقط، وإتاحة الفرص أمام من لم يكن لديهم يوم أمل في الحصول عليها، وسعيه الواضح لإقامة العدل وتحقيق العدالة دون سواها كما لم تشهد بلادنا يوماً من قبل.

 

"إلا إنه":

ما زال هناك من يختبئون بجحورهم ويحتفظون بمناهجهم القديمة من بعض القيادات التي تعمل في الخفاء وتتلاعب بكل الطرق لعرقلة وتعويق ما تسعي لتحقيقه الإرادة الحكيمة لقائدنا النبيل، فهل يعين لكل مسؤول رقيب؟

 

أم يبحث بنفسه كل تفاصيل الأمور صغيرها قبل كبيرها ؟

 

فهل نتعاون جميعاً دون خوف لكشف الغطاء عن مثل هؤلاء؟

 

ألا تتقون الله في بلادكم و تخلصون النوايا و تعقدون العزائم علي إصلاحها وبذل الغالي والنفيس من أجل رفع اسمها عالياً بسواعد و مساعي أبنائها ؟

 

أم أنكم استسغتم البحث دائماً و أبداً عن الأغراب و أصحاب اللغات الأخري لإعتقادكم الخاطئ بأنهم الأفضل !

في حين أنهم هم من يتهافتون على كل متميز ومبدع في مجاله، ليستفيدوا منه ويوفرون له كافة السبل و الإمكانات كما لم تفعلوا أنتم أبداً !!!

 

 وما زال التاريخ يثبت لنا يوماً بعد يوم أن هناك من كرس كل مجهوداته لمنع الفرص عن مستحقيها ومنحها لغير أهلها عن قصد أو حتى عن جهالة، فالنتيجة واحدة، والخسارة فادحة، وإن غفر له الله الذي يغفر الذنوب جميعاً، فلن يغفر له التاريخ ولن ينجو بفعلته من لعنات البشر.

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

القانون ينظم ضوابط فحص الطلبات بعد غلق باب الترشح بانتخابات الشيوخ

اتحاد الكرة يستقر على إقامة السوبر المصري بمشاركة 4 فرق

بالأرقام.. مودريتش يودع ريال مدريد بعد مسيرة أسطورية

باراك: واشنطن لا تدعم إنشاء دولة لـ"قسد" فى سوريا

غادة عبد الرازق تكشف عن تعرضها للإصابة وتجلس على كرسى متحرك


انفجارات عنيفة تدوي في مدينة جبلة السورية

طلاب الهندسة الحيوية بالإسكندرية ينجحون فى تصميم ذراع روبوت بـ6 درجات حرية.. "6-DOF" يُستخدم كمساعد لأطباء الجراحة فى المستشفيات.. تنفيذه يكلف نحو 22 ألف جنيه.. وأعضاء هيئة التدريس يشيدون بالمشروع.. صور

مانشستر سيتي: هالاند يستمع إلى ألبوم عمرو دياب الجديد

تسونامى المخدرات يهدد أمريكا اللاتينية.. الكوكايين ينتشر فى البرازيل ويضرب 11 مليون متعاطى.. السباق التكنولوجى للتجار فى كولومبيا يؤجج المخاوف.. "مخدر الزومبى" يثير الرعب فى المكسيك.. والفنتانيل ينتشر فى تشيلى

هل سيتم تخفيض تنسيق الثانوي العام بالقاهرة ؟.. اعرف التفاصيل


موعد مباراة تشيلسي ضد بي إس جي فى نهائى كأس العالم للأندية 2025

السيطرة على حريق مصنع منظفات وكيماويات مدينة بدر وبدء عمليات التبريد

عداد صفقات الميركاتو الصيفى.. الأهلى الأكثر حضورا والزمالك وبيراميدز "اختفاء"

25 سيارة إطفاء تكافح حريق مصنع منظفات وكيماويات مدينة بدر

الأسترالي علي رضا فغاني حكما لنهائي كأس العالم للأندية

الهيئة الوطنية تنشر آلية استعلام المواطنين عن مقر اللجان بانتخابات مجلس الشيوخ

وادى دجلة يهزم غزل المحلة 3 - 0 وديا استعدادا للموسم الجديد

محمد ثروت يهنئ ابنته داليا بعد حصولها على درجة الماجستير من بريطانيا

سر تجدد اشتعال النيران في سنترال رمسيس.. مدير الحماية المدنية الأسبق يوضح

أحمد الرافعى يستعد لتصوير دوره فى حكاية ديجافو بهذا الموعد

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى