معلم بالمعاش يكتب القرآن كاملا بخط اليد خلال عام و5 شهور فى سوهاج.. فيديو

الحاج رشدى فى منزله حاملا المصحف

سوهاج – عمرو خلف

الجمعة، 28 أبريل 2023 08:00 م

"اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل فى الدنيا ، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها"، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حديثه الشريف، والذى يقال لقارىء القرآن، إنه رجل من أهل القرآن مر بعدة اختبارات صعبة فى حياته منها إجراء عملية قلب مفتوح واستئصال ورم سرطانى فى الأحبال الصوتية وبعد شفائه قرر إخراج صدقة جارية فى حياته فقام بكتابة القرآن الكريم كاملا بخط اليد بالتشكيل والتدقيق فى عام و5 أشهر، رغم أن عمره 80 عاما وساعده فى ذلك إنه كان يعمل معلما للغة العربية ويمتلك موهبة الخط الجميل، وكذلك يحفظ عدد من أجزاء القرآن ، كما يحفظ 3 من أبنائه القرآن كاملا ، فكان ذلك بمثابة شىء عظيم فى حياته وأهدى كتابة القرآن الكريم الى أسرته بمدينة المراغة بمحافظة سوهاج.

الحاج محمد رشدى محمود 80 عاما، كان يعمل معلم لغة عربية بمدرسة المراغة السكة الحديد بسوهاج ، إلى أن خرج للمعاش وهو مديرا بمدرسة نجع الحسك بالمراغة له قصة طويلة انتهت بكتابة القرآن الكريم بخط يده كصدقة جارية، وتم تكريمه من إدارة الأوقاف بمدينة المراغة.

انتقل "اليوم السابع" الى مدينة المراغة بمحافظة سوهاج، والتقت الحاج محمد رشدى لتتعرف منه على القصة كاملة لكتابة المصحف الشريف بخط اليد، فقال فى البداية أنه كان يعمل معلما للغة العربية حتى خروجه على المعاش ولديه 10 أبناء حصلوا جميعا على مؤهلات عليا بينهم 3 من أبنائه يحفظون القرآن كاملا، وكان أثناء عمله معلما للغة العربية فى مدرسة المراغة السكة الحديد صباحا قبل طابور المدرسة كان يقوم باعطاء الدروس الخصوصية المجانية بدون مقابل لطلاب المدرسة، فهو حاصل على دبلوم المعلمين والتأهيل التربوى إلى أن تمت ترقيته الى ناظرا بمدرسة فزارة الابتدائية وموجها ثم مديرا حتى خروجه للمعاش.

ويضيف الحاج محمد رشدى، أن قصة كتابة المصحف جاءت له بعد شفائه وإجراء عملية قلب مفتوح وتغيير 3 شرايين ، ثم بعدها أصيب بمرض سرطان الأحبال الصوتية وتم استئصال الورم وشفائه ووقتها قرر كتابة سورة الكهف فقط بخط اليد ، ولكنه بعدها قرر كتابة المصحف كاملا، وجهز أدواته لذلك من أقلام وورق وبدأ بالفعل فى كتابة القرآن الكريم، والذى استغرق معه عام و5 شهور، وكان يقوم يوميا بكتابة الآيات وقام بمراجعة القرآن والتشكيل الشيخ شعبان محمد على محفظ القرآن الكريم والذى يحفظ القرآن كاملا ، وبهجت محمود الخطيب واللذان كانا يقومان بمراجعة الآيات والتشكيل والتدقيق جيدا فيها .

ويكمل الحاج رشدى حديثه قائلا: بعد الانتهاء من كتابة المصحف شعرت بسعادة كبيرة وراحة تامة بعد أن أكرمنى الله لاختبارى على الصبر بعد مرورى بمرحلة المرض وكان هذا صدقة جارية، وكذلك أترك لأبنائى هذه النسخة من كتابة القرآن الكريم ، لكى يتذكرونى بعد وفاتى، وكنت يوميا أقوم بعرض الآيات التى كنت اكتبها على الشيوخ وحافظى القرآن لعدم الأخطاء وتخرج بكل دقة .

ويختتم الحاج رشدى حديثه، أنه يفكر حاليا فى جمع الأحاديث النبوية وكتابتها بخط اليد، وأنه يهدى كتابة القرآن الكريم الى أسرته.