جراح مكن الخياطة: الماكينة البايظة بتحكى لى عن آلامها.. وعندى مَكن بحق برج

في محل صغير داخل حارة صغيرة بمنطقة السيدة زينب، يجلس "عم نبيل" الشهير بـ"بلبل" أمام ماكينة الخياطة، فعلى الرغم من صغر المحل إلا أن هذا المحل له شأن كبير في الكار بين أصحاب مهنة الخياطة، فالكل يعرفه ويقدر أصابعه اللى تتلف في حرير مثلما يقول المثل.

ويقول عم بلبل، "مهنة تصليح ماكينة الخياطة مهنة خفية مش مهنة سهلة ديه مهنة جدودى وانا ورثتها، وتغيير الموديلات ساهم في تطوير المهنة ولازم نواكب العصر علشان نجارى الزمن واللى بيحصل فيه، وأول مكن خياطة نزل كان السنجر وده عندى اول نسخ منه لو فكرت ابيعهم افكهم بحق 3 أبراج".

وتابع، "انا عندى 74 سنة قضيت منهم 65 سنة في شغل تصليح وبيع مكن الخياطة بجميع انواعه، واغرب مكن شوفته كانت الماكينة السنجر اللى علمت الدنيا كلها الخياطة والشركة اللى صنعتها لما نزلتها مصر اديتنا احنا اول نسخة منها وكان كل موديل بينزل كان بينزل هنا الأول قبل اى مكان".

واستكمل، "الزبون بيجيبلى الماكينة البايظة ويقولى 1000 حكاية اسمع الماكينة ومسمعهوش هو لان الماكينة العطلانة بتكلمنى وبتقولى على الألم فين بتاعها وتقولى اسمعنى انا متسمعوش هو، واحط ايدى عليها اعالجها، انا ببص للماكينة تقولى ايه اللى فيها انا جراح خواجة باكول بالشوكة".

وأوضح، "عندى ماكينات تعدى الـ 300 سنة من اول ما اتعملت صناعة المكن وعندى جميع أنواع المكن بتاع الخياطة، وزباينى من الرجالة والستات، وبيجيلى حريم كتير تصلح مكن او تشترى وبقف مع اللى محتاج منهم واللى معاه ومش معاه بقف معاه لان بتكون في ست بتربى ايتام مثلا وبتصرف على عيالها من الماكينة ديه ومش لاقيه بقف معاها والله رقيب".