رئيس جامعة الأزهر الأسبق:‏ سلب إحدى القبلتين من سلطان المسلمين إيذان بعلامات الساعة الكبرى

الدكتور ابراهيم الهدهد رئيس جامعة الازهر الاسبق
الدكتور ابراهيم الهدهد رئيس جامعة الازهر الاسبق
كتب لؤى على
قال  الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إنه عند الاستماع إلى آيات سورة الإسراء التي قرأ منها قراء الجامع الأزهر خلال صلاتي العشاء والتراويح نجد ربطًا بين قوله تعالى من سورة البقرة: {سَیَقُولُ ٱلسُّفَهَاۤءُ مِنَ ٱلنَّاسِ مَا وَلَّىٰهُمۡ عَن قِبۡلَتِهِمُ ٱلَّتِی كَانُوا۟ عَلَیۡهَا}، مرورًا بسورة الإسراء: {سُبۡحَـٰنَ ٱلَّذِیۤ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَیۡلࣰا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا}، إلى سورة الطور: {وَٱلۡبَیۡتِ ٱلۡمَعۡمُورِ}، ثم سورة النجم: {وَٱلنَّجۡمِ إِذَا هَوَىٰ}، فمن هذه الآية نستخرج ربطًا عجيبًا يربط هذه الأمة بالمسجد الأقصى الذي هو أولى القبلتين وثاني الحرمين.
 
وأضاف خلال درس التراويح بالجامع الأزهر اليومن الأربعاء، أنَّه من خلال هذا الربط العجيب يتبين لنا أن هاتين القبلتين: الكعبة المشرفة والمسجد الأقصى، إذا سلبت إحداهما من تحت سلطان المسلمين فإن في ذلك إيذانًا بعلامات الساعة الكبرى، لأن القدس والأقصى في اعتقاد المسلمين تشكل كِيانًا إيمانيًّا كبيرًا، وقد استبان من الربط بين هذه المواقع المذكورة في الفقرة السابقة تعجبنا مما يصنع هؤلاء المتطرفين من تدنيس المسجد الأقصى واقتحامه في هذه الأيام المباركات، وقد خرج الأزهر الشريف الذي أسند الله إليه حراسة الدين ببيان يكشف فيه إرهاب الصهاينة وصمت المجتمع الدولي عنه، وقد دلنا القرآن بوضوح أنه لا شيء لهم في الأقصى ولا في القدس.
 
وأوضح أنَّ المولى عز وجل أخبرنا بذلك في كتابه: {سَیَقُولُ ٱلسُّفَهَاۤءُ مِنَ ٱلنَّاسِ مَا وَلَّىٰهُمۡ عَن قِبۡلَتِهِمُ}، وقد لقبهم الله بالسفهاء، والضمير في قبلتهم يعود للمسلمين، ثم بينت لنا سورة الإسراء أنه في نهاية المطاف ستعود القدس للمسلمين: {فَإِذَا جَاۤءَ وَعۡدُ ٱلۡـَٔاخِرَةِ جِئۡنَا بِكُمۡ لَفِیفࣰا}، ومن أجل ذلك على الأمة الإسلامية أن تعود لربها وتجدد التذكير بوعد الله جل علاه، وقد تحدثت السورة الكريمة عن الآداب التي يجب أن تتحلى بها الأمة، فآداب الأمة مع الله من أول التوحيد مرورًا بقوله: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِیَّاهُ}، مرورًا بالخلق العظيم: {وَلَا تَقۡفُ مَا لَیۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٌ}، مرورً بـ: {وَلَا تُبَذِّرۡ تَبۡذِیرًا}، أي ‏الاعتدال والوسط في الحياة حتى لا تأخذ منها إلا ما يبلغك الغاية العظمى، فليست هذه الأمة باحثة عن غنى من أجل دنيا، وإنما ينبغي أن تبحث عن غنى يبلغها الآخرة، ثم: { وَلَا تَقۡرَبُوا۟ مَالَ ٱلۡیَتِیمِ إِلَّا بِٱلَّتِی هِیَ أَحۡسَنُ}.
 
وأكد رئيس جامعة الأزهر الأسبق أن سورة الإسراء تعلمنا أنه لا طريق لتحرير الأقصى إلا بأن تعود الأمة لربها وأن تتمثل الإسلام في حياتها خلقًا عمليًّا في التواضع والإخبات لله تعالي، والإخبات مرحلة أرقى من التواضع: {إِنَّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ وَأَخۡبَتُوۤا۟ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ}، مأخوذ من الأرض المخبتة أي المنخفضة التي تلين للسائرين عليها، فلن تبلغ هذه الأمة مناها بعودة القدس إليها إلا بهذه الآداب، وأن نتدبر حين فتح الله بيت المقدس لأمير المؤمنين الفاروق حيث دخل بيت المقدس متواضعًا وعليه في الثوب 17 رقعة، وهو يركب حمارًا يتبادل ركوبها هو ومن يقوده بها، وكان حظه أن يدخل ماشيًا، لأن الإسلام علمنا أن المسلم حينما ينتصر يزداد تواضعًا لله وخضوعًا لله، فهو يتمثل حياة المصطفى ﷺ حين فتح الله له مكة في هذا الشهر الفضيل، فكانت رأسه ﷺ تكاد تضرب الرحل من شدة التواضع.
 
وأضاف أن انتصار المسلمين ليس انتصار منتقمين متشافّين وإنما انتصار عارفين بنعمة الله مقرين بها، فما دام ربنا قد ذكر الأقصى في صدر سورة الإسراء، ثم تضمنت الإسراء هذه الآداب العالية، فإننا إذا أخذناها طريقنا وحياتنا وطبقناها عمليًّا كانت هي الطريق الوحيد لتحرير المسجد الأقصى، سائلًا المولى -عز وجل- أن يحرر الأقصى من طغيان الصهاينة، وأن يمكن للشعب الفلسطيني الحر باسترداد أرضه، وأن يعين الله المرابطين وينصرهم.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

شواطئ مطروح والساحل الشمالى مقصد الباحثين عن المتعة داخل وخارج مصر.. إقبال على الشواطئ والقرى والمنتجعات السياحية.. أفواج مصايف الشركات والأندية والنقابات تزيد زخم المصيف.. وتزايد كبير لرحلات اليوم الواحد.. صور

رادار المرور يلتقط 1131 سيارة تسير بسرعات جنونية خلال 24 ساعة

منتخب الشباب جاهز لودية المغرب الثانية ونبيه يشيد بالروح القتالية (صور)

محمد عباس مايو حكما لمباراة الزمالك والمقاولون بالدورى

موعد مباريات اليوم الجمعة 15 -8 -2025 في الدورى المصرى


محافظ نابلس: الاحتلال يشن حرب استنزاف ومصر تقود الموقف العربى ضد التهجير

سنة دون مبرر.. غلق الوحدة السكنية يوجب إخلاءها فى قانون الإيجار القديم

محمد الشناوي مرشح لحراسة عرين الأهلي أمام فاركو غداً في الدوري

إعفاء طلاب الثالث الإعدادى بالعامين الدراسيين 2026 و2027 من أعمال السنة

وزير التعليم يعلن تطبيق أعمال السنة على الصف الثالث الإعدادى


بعد توجيه وزير الأوقاف برعايته الصحية.. قصة إمام مسجد بقنا طعنه لص

5 معلومات عن مباراة الأهلى وفاركو غدا الجمعة فى الدوري المصري

كريم محمود عبد العزيز ينشر صورة مع زوجته ويتغزل فيها: بحبك

الأرصاد تحدد موعد انكسار الموجة الحارة وتحذر من أمطار رعدية.. فيديو

نسرين طافش عن نجاح روقان وسط البومات نجوم الغناء: العمل الحلو بيفرض نفسه

طقس شديد الحرارة غدا ورطوبة مرتفعة والعظمى بالقاهرة 38 درجة وأسوان 49

عمر مرموش يقتحم قائمة ملوك التسديدات فى "بيج 5" وينافس محمد صلاح

إبراهيم داود فى ملتقى اليوم السابع للثقافة والفنون: أنا فلاح أزرع الأرض والرزق على الله.. عبد القادر القط أعطانى صك الاعتراف بالموهبة وجمال الغيطانى احتفى بى.. يوسف إدريس جعلنى صحفيا.. ولويس عوض لم يأخذ حقه

بعد حكم إعدامه.. سيناريوهات تنتظر قاتل مالك قهوة أسوان أمام محكمة الاستنئاف

اللجنة المصرية توزع آلاف الطرود الغذائية على سكان غزة.. عشائر القطاع: نشكر الرئيس السيسى على دعم القضية الفلسطينية.. القاهرة تدفع بمئات الأطنان للتخفيف عن النازحين.. وإسرائيل تكشف خطتها العسكرية.. فيديو وصور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى