عمره أكثر من 400 عام.. حكاية مسجد نقادة العتيق بقنا.. مبنى من الطوب اللبن وسقفه خشبى وكان مدرسة للعلوم وتحفيظ القرآن.. وواعظ أزهرى: لا نعرف تاريخا محددا للبناء.. ويعد معلما إسلاميا للمدينة حافظ عليه الأجداد

عراقة المكان تمتد من القدم والعين تفرق بين ما هو حديث وقديم، فعلى مدار مئات السنين تواجد المسجد العتيق بمدينة نقادة جنوب قنا وهو من أقدم المساجد التى يزيد عمرها عن 400 عام فى جنوب محافظة قنا، يقترب من عمارته للمسجد العمرى فى مدينة قوص بالجهة الشرقية، ذلك المسجد الذى يحتوى على أقدم نصوص إسلامية، ورغم إجراء بعض التعديلات داخل المسجد إلا أنه ما زال يحتفظ بعبق الماضى ورائحة القدم ويتردد عليه مختلف الفئات من الشباب وكبار السن والأطفال وكان بمثابة المدرسة الجامعة التى تجمع بين العلوم الدينية والدنياوية.

ويحتوى المسجد على مأذنة قديمة طولها قرابة الـ 14 مترًا وكذلك مأذنة جديدة تتعدى الـ 50 مترًا ارتفاعا، كما بنى المسجد من الطوب اللبن ومن سقف خشبى ويحتوى على فناء فسيح أمام المسجد يجتمع فيه الأهالى يوم الجمعة كما يتواجد عدد من البائعين فى ذلك اليوم، ويشهد مكان ختام دورة المولد النبوى التى تقام فى كل عام بالمدينة وتجوب شوارعها حتى تستقر مرة أخرى أمام الفناء الفسيح للمسجد، كما يشهد المسجد إقامة رواق لتعليم القرآن الكريم وبجانبه مكتب لتحفظ القرآن الكريم للصغار والكبار متواجد منذ عشرات السنين.

قال حسن موسى، من رواد المسجد، أن المسجد العتيق بنقادة كان بمثابة المعلم للأطفال والشباب فكنا نتوافد فى الصغر على المسجد ونجلس فى حلقة أمام الشيخ بجوار المنبر ويبدأ فى القراءة والتصحيح والمراجعة من الأشخاص المتواجدين سواء أطفال أو شباب، لذلك كام المسجد مدرسة للعلم وعلوم القرآن وهو أول مسجد بنى فى مدينة نقادة وعرفه الأهالى ويزيد عمره عن 400 عاما، حيث تعاقب على تواجده أجيال كثيرة سبقت الجيل الحالى وكان الآباء يحكون عن المسجد العتيق الذى يعد من أقدم مساجد جنوب قنا.

وأوضح الشيخ عبد الناصر الأزهرى، واعظ عام بمجمع البحوث الإسلامية، أن المسجد العمرى هو أقدم مساجد مدينة نقادة جنوب قنا، حيث تعاقب على تواجده الآباء والأجداد وعمره يزيد عن 400 عاما ولكن ليس هناك تاريخ محدد معروف للعام الذى بنى فيه المسجد، وعرف ذلك التاريخ سردًا عن القدامى والذين سبقوا الآباء والأجداد وله مكانة كبيرة لأنه تراث مهم فى البلدة وكبار السن يهتمون بالمسجد العتيق وله روحانية فى العبادة وهيبة ومكانة بين الناس.

وأشار الأزهرى، أن هناك بعض التعديلات البسيطة التى طرأت علة المسجد منها الفناء كان الخشبى الذى كان محمل على عروق فى السابق ولكن تغير وأصبح بعد عمارة المسجد أكثر متانة حتى لا يحدث انهيار، ومع ازدياد عدد المصلين الذى يصل قرابة الألف مصلى وأكثر، كان الخروج من المسجد به صعوبة لذلك تم إنشاء باب أكبر للمسجد، وطول المأذنة القديمة قرابة 14 متر وتم بناء مأذنة جديدة يبلغ طولها 55 مترًا.

وقال محمود رمضان، من الأهالى، أن المسجد العتيق شاهد على تاريخ نقادة الإسلامى فهو من ضمن المساجد التى بنيت فى مصر على غرار المسجد العمرى فى قوص الذى يقترب فى بنائه من الجامع الأزهر ويحتوى على أعمدة رومانية من الداخل، وهنا يحتوى المسجد على مكان قديم للوضوء بجانبه مكان فسيح به سقف خشبى وفى الداخل يوجد منبر قديم يدل على قدم المكان عراقته.
 

المسجد العتيق بنقادة جنوب قنا

المسجد

ساحة المسجد

مدخل المسجد

مسجد نقادة العتيق بقنا

مسجد نقادة العتيق

منبر المسجد