إفطَار "المحبة" بالمطرية.. المسحراتى وطَبلة "كِنزى".. رمضان أيامه حلوة

إيمان حنا
إيمان حنا
إيمان حنا
أكتبُ بفرحِ لمشاهد مفرحة فى أيام مُبهجة.. تَأتى فَرحتى مُتناغمة مع فرحة جموع المصريين بشهر رمضان المبارك؛ فهذا الشهر كما اعتادنا أن نصفه "أيامه حلوة"، ففيه تجتمع القلوبُ قبل الأيادي على مائدة واحدة، وتتنافس المحلات التجارية لعرض الفوانيس المميزة بأحجامها المختلفة؛ لتصنع مع زينة الشوارع مشهدًا من مشاهد الفلكلور المصرى الأصيل.
إنَّها المحروسة يا سادة التى حينما تسيرُ فى شوارعها تَجد موائد الرحمن مُمتدة؛ داعيًة الجميع للجلوس إليها وتناول الإفطار، لن يسألوك عن هويتك أو ديانتك أو من أين أتيتَ؛ فدعوتهم بمحبة خالصة، تخرج من القلب بعفوية؛ ليجلس الجميع على طاولة واحدة؛ تمتد أياديهم للطعام نَفسه وباللحظة ذاتها لترسم لوحة مفرحة تعبر عن خصوصية رمضان.
تِلك الفرحة جَسدها في أبهى صورها مَشهد الإفطار الجماعى بحى المطرية الشعبى الأصيل، الخميس الماضى، حيث تجمع الأطفال والشباب والشيوخ من أهالى الحى وضيوفهم من خارج المنطقة، حول أكبر مائدة للإفطار الرمضاني في عزبة حمادة، اتسعت المائدة للجميع دون تفرقة، اجتمعت الإنسانية بشكلها المجرد على الحب والفرحة والعطاء.
رُبما كانَ المشهد الأكَثر بهجةً من الإفطار، هو تفاعل المصريين وفرحتهم بصور الإفطار؛ فالغنى والفقير..المثقف والأمى، الكل تَمنى أن يكون جزءًا من الجموع الملتفة حول مائدة إفطار المطرية؛ رُغم أنها لم تكن المائدة الأكثر فخامًة، لكَّنها الأكثر عظمة على الإطلاق، ما يؤكد مجددًا أن مصريتنا بخير، وباقيةُ بقاء الوطن والإنسانية، ولن تتبدد مصريتنا الخالصة بمحاولات هنا أو شائعات مغرضة هناك.
وبَينما أَنت تُشاهد فى الشارع أَطول مائدة إفطار رمضانى فى المطرية، وتَرفع عينيك تَجد صورة أخرى من صور الجمال المصري، لأسرة مسيحية وقفت بالشرفة تلتقط بالهاتف المحمول صورًا لمائدة الإفطار واحتفالات رمضان، والفرحة تَرسم على وجوههم ما تعجز الكلمات عن وصفه.
هذا المُشهد ليس ببعيد عن مشاهد أخرى تُكونُ في مجملها الصورةَ الجميلةَ لشعبنا الأصيل، ففى ثانى أيام الشهر الكريم، استوقفت سيارتى مجموعةُ من الشباب والشابات ليقدموا لى كوب عصير وبعض ثمار التمر اللذيذ؛ والابتسامةُ تَعلو وجوههم ولم يتغير المشهد لكون بداخل سيارتى صليبُ خشبى؛ بل مازحونى قائلين"اتفضلى حبة زيادة عشان العيلة يدوقوا معنا ".
فى العمل أجد زملائى يحرصون على تشجيعى، بعباراتِ لطيفة، على ممارسة عاداتى اليومية بشكل طبيعى لرفع الحرج عنى؛ مثل تناول قهوتى صباحًا؛ ليأتى جوابى المعتاد "لا..خلينا كلنا ناخذ بركة".
مَشهدُ آخر يُفاجئنى فيه ابنى (أنتونى) ـ فى الصف الثالث الابتدائي ـ عائدًا من المدرسة ومعه (ساندوتشاته) لم يأكل منها شيئا ؛ وقبل أن أساله السؤال المتوقع، لماذا لم تأكل؟ يبادرنى بالإجابة؛ "مش فيه ناس صايمة فى المدرسة عشان رمضان؛ خلينى أصوم معهم"، ودخلنا سويًا فى نقاش طويل لإقناعه بأن الصوم لساعات طويلة لا يناسب سنه الصغيرة .
تَمر أيامُ قليلة ثم تأتى كنزى ـ توأم أنتونى ـ تطلب منى أن أشترى لها طَبلة لتردد مع المسحراتي من شرفة المنزل، العبارة الشهيرة "اصحى يا نايم "، وبالفعل أهديها إياها لألمح فى عينيها فرحةً لا تُوصف.
الكَنائس أيضًا لديها نشاط (خدمة) تَقوم من خلاله بتوزيع عدد من الوجبات الغذائية والبطاطين والملابس على إخوتنا المحتاجين، دون تفرقة أو تخصيص لفئة بعينها دون الأخرى؛ فالهدف إنسانى وليس دينيًا؛ أخبرنى كاهن كنيستنا ـ السيدة العذراء أرض الجولف ـ بتأجيل توزيع الوجبات صباح "أحد القيامة" وفق المعتاد؛ لتزامن العيد مع صوم رمضان ومراعاًة لمشاعر الصائمين لا يَصح توزيع الوجبات الغذائية نهارًا أثناء صوم رمضان.
داخل أسوار الكنائس أيضًا ستجد كراتين تحمل شعار المبادرة المصرية الكريمة "كتف فى كتف"، استعدادًا لتوزيعها على أهالينا.
كُل هذه المشاهد لن تجدها إلا فى (أم الدنيا) مِصر، الأم الحنون على جميع أولادها؛ ولأن المصريين بينهم روابط المحبة والجدعنة سيبقوا يدًا واحدًة دائمًا وأبدًا.
لقد أَرسل إفطار المحبة بالمطرية للعالم أجمع أقوى رسالة إنسانية من قلب المحروسة، عن التعايش بمحبة بين جميع المصريين دون تمييز مهما بَدت الظروف قاسيًة.
وبين أعين تَترقبُ وأقلامِ تتربصُ بما ليس له وجود فى جمهوريتنا الجديدة، بالتأكيد هُناك مَن يُحاول تشويه الصورة بشتى الوسائل؛ لكنها تبقى محاولات عبثية لأن الصورة ستظل "حلوة" بمكوناتها الأصيلة..وستظل مصر (حلوة الحلوات) بجدعنة شعبها وحكمة مهندسى سياساتها .
أقولُ للمتشككين أو من لا يَزال بداخلهم عدم اليقين بشأن سلامة أركان دولتنا؛ عليكم استبدال نظارتكم بأخرى لتروا الواقع بشكل أكثر وضوحًا، ربما تعيدوا ترتيب أفكاركم؛ ستجدون عهدًا جديدًا لدولة مختلفة فى جوهرها قبل أن تجمل ملامحها من الخارج، إن الشواهد جميعها تؤكد أننا نعيش فى دولة الإنسانية فيها رقم واحد.
ويَبقى رَمضان شهر الفرحة بأيامه الحلوة..يبقى رمضان فى مصر "حاجة تانية " ..كُل عام وكل المصريين متجمعين على حب الخير للغير، ولا عزاء لقنوات "الشر".
 
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الكبش العملاق.. أكبر خروف فى أسواق الإسكندرية وزنه 120 كيلو (فيديو)

طارق مصطفى يحذر لاعبي البنك الأهلي من انتفاضة المصري بعد رباعية سيراميكا

مجلس الشيوخ الأمريكي يعتزم التحقيق في هوية الشخص الذي أدار البلاد بدلا من بايدن

النحاس يجهز لاعبي الأهلي البدلاء والعائدين من الإصابة قبل مواجهة فاركو

إمام عاشور من داخل أحد المستشفيات: الحمد لله على كل شىء (صورة)


نهائى دوري الأبطال.. موعد مباراة بيراميدز وصن داونز والقناة الناقلة

القصة الكاملة لواقعة سرقة منزل الدكتورة نوال الدجوى من البداية للنهاية

توتنهام يحصل على مكافآت ضخمة بعد تتويجه بلقب الدوري الأوروبي

ريفيرو مدرب الأهلي الجديد .. يفضل الكرة الهجومية ويملك معدل أهداف عال خارج الأرض

بالأسماء.. قائمة ضيوف شرف فيلم المشروع x بطولة النجم كريم عبد العزيز


بتروجت يهزم سيراميكا بهدف بوبو ويودع كأس عاصمة مصر

منتخبات مصر ترسم خارطة المستقبل للكرة المصرية.. أملٌ متجدد وطموحات عالمية

محمد رمضان مدافعا عن نجله: الأطفال قالوله أنت أسود زى أبوك وأتعرض لاضطهاد 11 سنة

رئيس الوزراء: موارد العملة الأجنبية قادرة تغطى استخدامات مصر بالكامل

بعد حذفه بيان الانفصال.. مها الصغير تحذف بوست ردها على أحمد السقا

الخارجية تدين إطلاق إسرائيل النار على وفد دبلوماسى دولى بينهم سفير مصر

بوابة لأفريقيا.. موقع صينى يبرز تنامى الشراكة الاقتصادية بين مصر والصين

الحكومة: مد خدمة المدرسين المحالين للمعاش أثناء العام الدراسى لنهاية العام

المحكمة العليا بإسرائيل: إقالة رئيس الشاباك تمت بالمخالفة للقانون

أحمد السقا يحذف بيان انفصاله عن مها الصغير بعد انتقاده بسبب الصياغة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى