كلمة البابا تواضروس الثانى بمناسبة مرور 10 أعوام على زيارته للڤاتيكان

كلمة البابا تواضروس الثاني
كلمة البابا تواضروس الثاني
كتب محمد الأحمدى
ألقى قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية كلمته بساحة القديس بطرس بالڤاتيكان خلال لقائه مع البابا فرنسيس صباح اليوم. 
 
وجاءفى نص الكلمة الأتى: 
 
الأخ الحبيب  صاحب القداسة البابا فرانسيس أصحاب النيافة، السيدات والسادة، المسيح قام.. بالحقيقة قام أود أن أنقل لكم تهنئتي وكل أعضاء المجمع المقدس وكل هيئات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالعيد العاشر لاختياركم الالهي كبابا وأسقف لروما، وأُثَمِّن كل ما فعلتموه في هذه الفترة من خدمة لكل العالم في كل المجالات وأصلى أن يحفظكم المسيح في كامل الصحة ويمنحكم بركة العمر الطويل.
 
أنظر الآن إلى هذا المكان وأعود بذاكرتي عشرة أعوام، في نفس التاريخ متذكرًا محبتكم الغالية في استقبالي ووفد الكنيسة القبطية في زيارتي الأولى لكم، وكيف قضينا بصحبتكم وقتًا مقدسًا مملوءًا بالمحبة الأخوية التي غمرتمونا بها.
 
هذه المحبة التي صارت شعارًا نحتفل به سنويًا في "يوم المحبة الأخوية" ونتحدث هاتفيًا لنجددها كل عام، وهو يوم يجسد الروح المسيحية والمحبة التي تجمعنا في خدمة الله وخدمة إخوتنا وأخواتنا في الإنسانية ليتم فينا قول يوحنا الحبيب "أيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ، لِنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا، لِأَنَّ ٱلْمَحَبَّةَ هِيَ مِنَ ٱللهِ، وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ ٱللهِ وَيَعْرِفُ ٱللهَ." (1 يوحنا 4: 7).
 
لقد خترنا المحبة حتى لو كنا نسير عكس تيار العالم الطامع والذاتي، لقد قبلنا تحدى المحبة التي يطلبها منا المسيح، وسنكون مسيحيون حقيقيون وسيصبح العالم أكثر إنسانية، ليعرف العالم كله أن الله محبة وهذه هي أسمى صفاته. 
 
يتزامن هذا الموعد أيضًا مع الذكرى الخمسين لزيارة البابا شنودة الثالث للبابا بولس السادس وهذا ما يجعله أكثر أهمية وتأثيرًا على العلاقات بين كنائسنا، ولا أنسى شكركم بكل فرح على زيارتكم الغالية لنا في مصر عام 2017 وكيف كانت بركة لكل مصر، وحين قلتم "نحن لسنا وحدنا، في هذه المسيرة المشوقة والتي - على مثال الحياة - ليست دائمًا سهلة وواضحة، والتي من خلالها يحثنا الرب للمضي قدمًا، وتدفعنا لأن نكون منذ الآن صورة حية "لأورشليم السمائية". 
 
ونحن نسير معًا في طريق الحياة واضعين نصب أعيننا وعده " الَّذِي وَعَدَنَا هُوَ بِهِ: الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ." (١يو 2: 25) ونتعايش فيها ونتكامل معًا مسنودين بالصلاة بحسب هذا الوعد، مهما اختلفت جذورنا وانتماءاتنا فتجمعنا محبة المسيح الساكنة فينا وسحابة من الاَباء الرسل والقديسين تحيط بنا وترشدنا.
 
لقد جئنا إليكم من الأرض التي كرز فيها مارمرقس الرسول  وتأسس فيها كرسيه في الإسكندرية ليكون واحدًا من أقدم الكراسي الرسولية في العالم، أرض مصر التاريخ والحضارة يقولون عنها أنها فلتة الطبيعة، أبوها التاريخ وأمها الجغرافيا، جئت إليكم من الكنيسة القبطية التي تأسست في القديم بنبوة في سفر اشعياء النبي"فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ مَذْبَحٌ لِلرَّبِّ فِي وَسَطِ أَرْضِ مِصْرَ، وَعَمُودٌ لِلرَّبِّ عِنْدَ تُخْمِهَا" (أش 19: 19).
 
ثم تقدست بزيارة العائلة المقدسة وباركت أرضها شرقًا وغربًا، شمالًا وجنوبًا، مصر الأرض التي انتشرت منها الرهبنة المسيحية وتأسست بقديسيها
انطونيوس ومكاريوس وباخوميوس، ملهمة مدرسة الإسكندرية منارة اللاهوت في التاريخ! وكانت ولازالت مواضع مقدسة للصلاة امام الله، ونؤمن أنها محفوظة ليس فقط في يد الله بل وفى قلبه أيضًا.
 
أنني أقف هنا حيث كرز بولس وبطرس الرسولين، وأفرح أن نلتقى في هذا الصرح العظيم وأتأمل هذه الأعمدة التي تحمل هذا المكان وأتذكر وعد الرب لملاك كنيسة فيلادلفيا: "من يغلب فسأجعله عمودًا في هيكل إلهي، ولا يعود يخرج إلى الخارج" (رؤ 3: 12).  وأطلب منكم جميعا أن نتمسك بهذا الوعد، أن نغلب شر العالم بكل ضعفاته كما علمنا الآباء،وأن نكون على قدر المسؤولية التي نحملها .... ونعيش كرائحة المسيح الذكية لهذا العالم وأن نجتمع لأجل سلامه.
 
أننا في هذا العالم نسير كما سار هو، نهتف مع داود المرنم في مزموره "تَمَسَّكَتْ خُطُوَاتِي بِآثَارِكَ فَمَا زَلَّتْ قَدَمَايَ" (مَزَ 17 :5 ) وننادى في كل العالم بالسلام الذى يفوق كل عقل مصلين أن يحل في كل الربوع وأن يكون هو أولوية القادة والشعوب .. أصلى معكم اليوم ولي كل الرجاء أن يستمع الله الى صلواتنا.
 
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مصرع 20 شخصا وإصابة 10 آخرين جراء الأمطار الغزيرة والفيضانات بباكستان

حريق يلتهم فندق "قلب العالم" وسط بغداد.. صور

اعرف الصح.. دار الإفتاء تواصل حملتها لتصحيح المفاهيم الخاطئة وتجيب عن أسئلة المواطنين.. حكم صلاة المنفرد والجماعة قائمة.. قضاء الصلوات المتروكة عمدًا أو نسيانًا.. وهذا حكم تطويل الركوع انتظارًا لمن يريد الصلاة

موعد ظهور نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. تعرف على التفاصيل

محمد صلاح يتفوق على مبابي ورافينيا فى سباق أفضل لاعبي العالم 2025


الابتسامات ترسم الوجوه.. طلاب الثانوية العامة: امتحان الإنجليزي سهل ومباشر

مصرع 50 شخصا فى انهيار منجم ذهب فى السودان.. التفاصيل

الزمالك يمنح شيكابالا حرية تحديد مصيره.. واللاعب يدرس الاعتزال لهذا السبب

عفو رئاسى عن باقى العقوبة لبعض المحكوم عليهم بمناسبة الاحتفال بثورة 30 يونيو

قصر العينى: أول جهاز تنفس صناعى مصرى بالكامل "EZVent" أثبت كفاءة فى النتائج


الأرصاد: استقرار بالأحوال الجوية وأجواء شديدة الحرارة وارتفاع بالرطوبة

وزير التموين: مبادرة سوق اليوم الواحد تنظم حركة التجارة وتوفر السلع للمواطنين

بعد أنباء رحيله.. أرقام مصطفى شلبي مع الزمالك

شوبير: بيكهام شارك مع الأهلى بالمونديال دون الاتفاق على المقابل المادى

تنسيق الثانوى العام بالقاهرة 2025.. اعرف التوقعات بعد إعلان نتيجة الإعدادية

الأسئلة مع الإجابات.. امتحان الإنجليزى للثانوية العامة على جروبات الغش

مواعيد مباريات اليوم.. سان جيرمان أمام إنتر ميامي وفلامينجو ضد البايرن بمونديال الأندية

دي ماريا يتخطى وسام أبو علي ويتصدر ترتيب هدافي كأس العالم للأندية

الأهلي يرحب برحيل حسين الشحات وأفشة فى الميركاتو الصيفى

رسميا.. تحديد أولى مواجهات ربع نهائى كأس العالم للأندية 2025

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى