فلسطين والعرب.. والفرصة الكبرى

أحمد التايب
أحمد التايب
بقلم أحمد التايب

فى ظل صمت العالم يواصل الكيان الإسرائيلي جرائمه فى حق الشعب الفلسطينى من خلال عمليات عسكرية طائشة وشن حملات أمنية إرهابية، وفرض حصار قاتل دون مراعاة لحقوق إنسان، ولا لمبادئ قانون دولى، ضاربا عرض الحائط بالجميع، فلا فارق معه لا مجتمع دولى ولا اعتبارات إقليمية، متصرفا دائما بمنطق البلطجة وبعقلية الإرهاب، لكن للأسف الذى يدفع الثمن هو الشعب الفلسطيني الصابر، متخذا من المقاومة سلاحا برمى حجر وبإطلاق صرخات لا أحد يسمعها.

وقد يقول قائل، إن الحركات والفصائل الفلسطينية تطلق الصواريخ للرد، لكن أى رد فى ظل كيان مدعوم عسكريا من الدول الكبرى، ومن مجتمع دولى يعانى من ازدواجية المعايير، فيحمى حكومة متطرفة إرهابية تقتل أطفالا وتدنس دور عبادة، وتجوع الملايين، وتهدم آلاف المنازل على رؤوس سكانها، وتغتصب الأرض، وتقهر الرجال بالسجن والحصار.

لذا، لا حل ولا رد إلا بالاصطفاف وإنهاء الانقسام بين الفلسطينيين، فهل يعقل أن نتحدث عن نصر أو عن موقف عربى موحد أو عن دعم من المجتمع الدولى فى ظل عدم التوحد بين القطاع والضفة!! .. وهل يعقل أن نترك قضيتنا ونتصارع على السلطة!!.. وهل يعقل أن تبرم فصائل مع الكيان اتفاقيات الإسرائيلي وتدخل معه فى تفاهمات من وراء ظهر السلطة الفلسطينية، أو من وراء ظهر بعضهم البعض؟ .. وهل يعقل أن نترك الفجوة بين القطاع والضفة تتسع، فلا اندماج سياسى واجتماعي واقتصادي وعسكرى بين القطاع والضفة!!

إذن التحدى الأول، أن نكون أمام شعب واحد كما أننا أمام قضية واحدة.

وكذلك لا حل ولا رد إلا من خلال موقف عربي واحد وموحد لا تلعب إسرائيل على ثغراته أبدا، خاصة أنها تجيد اللعب والمناورة والكذب والوعود الزائفة وتتقن سياسة المراوغة، فكم من عشرات المرات تفاوضت ثم عرقلت تلك المفاوضات !.. وكم من مئات التصريحات الكاذبة التى تطلقها ببجاحة وخبث! .. وكم من مئات الوعود ولم تنفذ وعدا واحدا منها، فإنهم دائما كاذبون.

إذن التحدى الثانى، هو موقف عربى موحد ليس قائما على الإدانات أو الشجب أو مراعاة المصالح الخاصة دون اعتبارات العروبة والقومية.

فلو حدث هذا، هنا فقط نستطيع ارغام الكيان الإسرائيلي على السلام، واحترام قضيتنا.. نقول هذا، لأنه الفرصة سانحة الآن من أى وقت خلال الثلاثين عاما الماضية، فهناك قمة عربية مرتقب انعقادها فى الرياض وهى قمة مختلفة عن أى قمة سابقة خلال الأعوام الماضية لأنها تأتى فى وقت مهم، العالم فيه نحو نظام عالمى جديد متعدد الأقطاب.

والفرصة سانحة، لأن هناك تكاملا عربيا نراه الآن فى كثير من الملفات، فما حدث مع عودة سوريا للجامعة العربية دون تحفظ أى دولة ليس ببعيد، وكذلك مشاهد التخلص من سياسة التبعية للقوى العظمى ومراعاة سياسة المصالح الخاصة والاعتبارات القومية، وكذلك مشهد زيارة الرئيس الأمريكي للسعودية ليس ببعيد أيضا، وحدوث التقارب السعودى الإيراني الذى لم يتوقعه أحد.

والفرصة سانحة أيضا، لأن هناك دور مصرى محوري سياسته الخارجية نشطة ومقدرة، وتعيش أفضل حالتها فما نراه من جهود وساطة متكررة وناجحة فى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي خير دليل.

وأخيرا.. نستطيع القول، إن الفرصة سانحة بامتياز لو تم استغلالها جيدا من قبل الأشقاء الفلسطينيين أولا بالاصطفاف والمصالحة، ثم بتكامل عربى وتوحد حقيقى وعدم ترك أى ثغرة أمام إسرائيل لاستغلالها فى تطبيق سياسة الأمر الواقع.. اللهم انصر فلسطين ووحد شملهم..

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أستاذ زلازل بمعهد الفلك يوجه رسالة طمأنة للمواطنين بعد زلزل جزيرة كريت الأخير

الكويت تدين مجازر الاحتلال فى غزة

الداخلية تكشف تفاصيل مشاجرة طرفها محامى

أمير الكويت: نعتز بما تقدمه المرأة الكويتية من إسهامات بارزة بمسيرة البناء

البابا لاون 14 يدعو للسلام خلال لقاء أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الفاتيكان


وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولى تعرض تجربة مصر فى تنفيذ برنامج «نُوفّي» لجذب القطاع الخاص للاستثمار.. المشاط: البرنامج محور رئيسى فى الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050

مصرع 3 وإصابة 20 شخصا فى حادث انقلاب سيارة نقل عمال زراعيين بالوادى الجديد

مي عودة بندوة السينما الفلسطينية بمهرجان كان: الوضع أصبح أكثر تحديًا للصناع

ريال مدريد يفتقد 3 نجوم أمام إشبيلية فى الدوري الإسباني

المولود الجديد يحمل أصولا عربية.. حقائق مثيرة حول حفيد ترامب الحادى عشر


اليوم آخر فرصة للتقديم على وظائف بالسعودية بمهنة مندوب مبيعات براتب 7000 ريال

المكسيك تطلب تعويض من نجم اليوتيوب "مستر بيست" بسبب فيديو شوكولاتة على شكل هرم

للمصريين في ليبيا.. أرقام وعناوين مهمة للتواصل حال وقوع أزمات

سقوط سفاح الكلاب فى كوبا.. حول منزله لمقبرة جماعية

مدير FBI السابق يدعو لاغتيال ترامب بشفرة سرية على إنستجرام.. والسلطات تحقق

موعد مباراة المغرب وجنوب أفريقيا فى نهائى كأس أفريقيا تحت 20 عاما

قفزة تاريخية.. عمر مرموش يتفوق على نجوم الدوري الإنجليزي بالقيمة التسويقية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى