مباغتة "الست" الممتعة

خالد إبراهيم
خالد إبراهيم
بقلم خالد إبراهيم

هل صادفت مرة أن سمعت صوت أم كلثوم "يتسلل" إلى أذنيك وأنت تقف فى شرفة منزلك بعد منتصف الليل، لا تعرف من أين يأتى صوت "الست"، والشارع أمامك غارق فى "سابع نومة"؟.. هل سمعت صوت "العندليب" وأنت تجلس فى المقهى، ووجدت من حولك "متسلطنين" بأغنياته الصادرة من الراديو، رغم أن شاشة التليفزيون أمامكم تعرض فيلم أكشن؟

هل جلست يوما على "كنبة" البيت أمام التليفزيون، فوجدت فيلما لشادية أو إسماعيل ياسين، فقررت أن تشاهده لآخر لقطة، رغم أنك تكاد تحفظ جمله الحوارية، وأحداثه وأغانيه حتى كلمة النهاية؟

أشركك الآن فى تلك التساؤلات المحيرة، لا لأنتظر منك إجابة، ولكن لأتأمل تلك الحالة التى يمر بها الكثيرون، عشرات المرات فى اليوم الواحد، فأغانى "الست وحليم" موجودة بين يديك تقريبا فى هاتفك وعلى التليفزيون وفى الراديو وعلى الكومبيوتر وداخل "التابلت"، وكل ذلك "ببلاش"، ولكن لا أعرف لماذا لا تحلو تلك الأغنيات إلا حينما تأتى خلسة وعن طريق الصدفة البحتة، لماذا لا تكون تلك الأغانى بنفس المتعة، حينما أقرر أن أسمعها من الموبايل أو من أى مصدر آخر؟

 نفس الأمر يتكرر مع أفلام شادية واسماعيل ياسين وغيرهما، فوجودها صدفة على التليفزيون، بعد يوم عمل شاق، يجبرنى على المتابعة، رغم وفرتها على المنصات، وعلى صفحات الانترنت وفى مواقع الفيديوهات الكبرى؟

لا أعرف لماذا تسببت وفرة الأشياء واتاحتها بشكل أكثر من اللازم فى إعاقة عملية التفاعل معها؟ هل هناك أسباب نفسية، تجعلنا دائما "دقة قديمة"، أم أن صعوبة الوصول للشيء، أكثر امتاعا من الشيء نفسه.

ما جعلنى أتأمل تلك الحالة الغريبة، هو كثرة الأعمال الدرامية فى موسم رمضان الماضى، فرغم وجود المسلسلات بين يديك، من خلال الانترنت، أو حتى المنصات صاحبة الحقوق، إلا أن حالة المشاهدة أمام التلفزيون، والتحكم فى التقليب بين القنوات المختلفة، وحتى الاعلانات المملة، تظل لها رونق، وتظل ألذ وأمتع بالنسبة لكثيرين من محبى الدراما التليفزيونية.

دائما هناك حالة من "الونس" يتسبب فيها التليفزيون أو الراديو، قد لا تتيحها التكنولوجيا الحديثة، والهواتف الذكية التى لا نتركها بعيدة عن أيدينا ولو للحظة واحدة.

أو ربما لأننا جيل تربى على انتظار الفيلم "الأبيض والأسود" عصر كل يوم على شاشة القناة الأولى أو مسلسل الساعة السابعة على القناة الثانية، حينما كانت العائلة تلتف حول مصدر واحد للمتعة سواء الراديو أو التليفزيون.

أما الآن، أصبح كل فرد من أفراد العائلة، يمتلك وسيلته الخاصة، وعالمه الافتراضى، ومادته المسلية، بعيدا عن الآخر وهو ما جعلنا نفتقد قيمة اجتماعية تكاد تختفى فى البيوت المصرية.

الحقيقة أننا لا ننتظر صوت أم كلثوم من مصدر مجهول، أو عبد الحليم من راديو القهوة، ولكنها المباغتة التى تلمس بداخلنا أوتار الماضى، وذكرياته الجميلة، ومشاهده التى لا تنسى.

موضوعات متعلقة

الصفارة.. فى اللذيذ منه

الصفارة.. فى اللذيذ منه الثلاثاء، 04 أبريل 2023 02:26 م

مربوحة يا مربوحة

مربوحة يا مربوحة الإثنين، 27 مارس 2023 12:00 ص

الروائى "بخيت" محفوظ

الروائى "بخيت" محفوظ الأربعاء، 27 يوليو 2022 11:42 ص

السوشيال ميديا ونظرية "الرُخامة"

السوشيال ميديا ونظرية "الرُخامة" الأربعاء، 18 مايو 2022 01:02 م

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بث الاحتلال: إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بتوسيع العملية العسكرية في غزة

تأجيل محاكمة المتهمين بقتل شاب داخل كومباوند بالشيخ زايد لـ12 يونيو

ياسمين صبرى وإياد نصار يحتفلان بعرض فيلم المشروع X

الأندية توافق بالإجماع على إلغاء الهبوط بعد إعادة التصويت

ضبط 3 أشخاص قائمين على إدارة صفحات نشروا فيديوهات وقائع قديمة


90 دقيقة على اللقب.. أبرز المحطات الفارقة فى طريق الأهلي للتتويج بالدوري

الأندية تصوت على إلغاء الهبوط.. 10 موافقة و5 ممتنعة

لابورتا: حسمنا تجديد عقد لامين يامال وسنتفق مع دي يونج قريباً

رابطة الأندية تتمسك باللائحة وترفض إلغاء الهبوط فى دوري Nile

رامى ربيعة يواصل الغياب عن الأهلى فى ليلة حسم الدوري أمام فاركو


توقف القطارات فى إسرائيل.. والحرائق تنتشر بسرعة من الشمال إلى الجنوب

الرئيس السيسى يتلقى تحيات ترامب ويؤكد عمق العلاقات الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن

الظهور الأول لـ زيزو وبن رمضان بقميص الأهلي فى ودية باتشوكا المكسيكي

بطل دوري نايل 2025.. سيناريوهات تتويج الأهلي وبيراميدز فى الجولة الأخيرة

حفيد عبد الحليم حافظ: عقد زواج العندليب وسعاد حسني فيه أخطاء كارثية

النص الحلو في حياته.. حازم إيهاب دائم الإشادة بزوجته وفخور بها

نابولي ضيفًا على بارما للاقتراب من حسم لقب الدوري الإيطالى

حرس الحدود يواجه فاركو فى الجولة السابعة للمنافسة على لقب الدورى

الأهلي يواجه الترجى التونسى الليلة فى بطولة الكؤوس الأفريقية لكرة اليد

حطم سيارات بالملايين.. اعرف مصير سائق معرض القطامية بعد إخلاء سبيله

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى