الرافعي نابغة الأدب

أحمد عبد اللطيف سلام
أحمد عبد اللطيف سلام
أحمد عبد اللطيف سلام

لم أر الأديب مصطفى صادق الرافعي في حياتي، فقد مات قبل مولدي بسنوات عديدة، لكنني وعندما أمسك بكتاب من كتبه أشعر أنه يجلس بالقرب مني، أسمع أنفاسه من بين الكلمات موحية، تارة متنهدة، وتارة فرحة، وتارة مُتكدرة، بل وأحس بعينيه تنظر إليّ تخبرني بمكنون قلبه، وما يحمله عقله من أفكار وهموم.

 

كان مصطفى صادق الرافعي نابغة الأدب في عصره، يتضح من كتاباته سعة ثقافته، وقدراته الفكرية والنقدية، وكذا تمكنه من زمام اللغة، وهذا مبسوط في مؤلفاته، والمؤلفات التي كُتبت عن أساليبه اللغوية والأدبية.

 

حمل الرافعي على عاتقه لواء الدفاع عن اللغة العربية والتراث العربي، فلقد كان يعتقد أنه رسولٌ لغويٌ بُعث في عصره لهذا الغرض، ويؤكد اعتقاده بقوله: (ثم إنه يُخيل إليَّ دائمًا أني رسولٌ لُغويٌّ بُعثتُ للدفاع عن القرآن ولغته وبيانه).

 

من أجل ذلك وقف الرافعي في وجه المتغربين، الداعين إلى نبذ اللغة العربية لصالح اللغات والآداب الأجنبية، فقام بالرد على هذه الدعوات ودحضها بلغة جزلة وحجج قوية.

 

خاض الرافعي الكثير من المعارك الأدبية مع رموز الأدب والكتابة في عصره، وعلى رأس هؤلاء " الدكتور طه حسين " والأديب “عباس محمود العقاد" إلا أن ذلك لم يمنع الأدباء من أن يثنوا عليه في أثناء حياته، وبعد وفاته، فقال عنه الدكتور طه حسين:

(وكذلك تظلمُ الأستاذَ الرافعي إنْ قلتَ إنَّ حظَّهُ من العلمِ باللغةِ العربيةِ وآدابِها وبدقائقِها وأسرارِها قليلٌ؛ وإنما الحقُ أنَّ الذين يعلمونَ هذهِ اللغةِ كما يَعلمُها الرافعي قليلونَ جدًّا وأحسبُهم يُحصونَ أيضًا.)

 وأثني عليه الأديب عباس محمود العقاد قبل بدء المعركة الأدبية بينهما قائلًا:

(إنه ليتفق لهذا الكاتبِ من أساليبِ البيانِ ما لا يتفقُ مثلُه لكاتبٍ من كتابِ العربيةِ

      في صدرِ أيامِها.)

  وذكره بعد وفاته قائًلا:

 (إنَّ للرافعي أسلوباً جزلاً، وإنَّ لهُ من بلاغةِ الإنشاءِ ما يسلكُه في الطبقةِ الأولى من

     كُتَّابِ العربيةِ المنشئين.)

رحم الله الرافعي الأديب، فقد كان صاحب أدبًا رفيع - قلما يجود الزمان بمثله- سما به في سماء الأدب حتى جاور نجومها.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

شباب إسرائيلى رافض لحرب غزة: لن نلتحق بجيش يرتكب إبادة جماعية

ورثة عبد الحليم حافظ: منزل العندليب ليس للبيع ولا نقبل تبرعات

رئيس وزراء السودان يطالب الأمم المتحدة بالتدخل لفك الحصار عن مدينة الفاشر

أنظر من هنا.. إمام عاشور في تدريبات الأهلى لأول مرة منذ كأس العالم "صور"

علا الشافعى ناعية الدكتور يحيى عزمى: كنت لى سندا ومصدر إلهام لن أنساه


هدير عبد الرازق تعلق على فيديوهاتها المتداولة عبر مواقع التواصل

إصابة علي معلول تثير قلق جماهير الصفاقسي التونسي

نتيجة تقليل الاغتراب.. مكتب التنسيق: تطبيق الـ10% لقبول تحويلات المتقدمين

موعد إجازة المولد النبوى الشريف 2025.. عطلة رسمية للقطاعين العام والخاص

بعد مرور أول جولتين من الإيجيبشن ليج.. الأهلى والمصرى يتقاسمان لقب أقوى خط هجوم.. الزمالك يتصدر قائمة 7 فرق احتفظت بنظافة الشباك.. 6 أندية لم تسجل أهدافاً.. والاتحاد السكندرى وحيداً بلا نقاط فى مؤخرة الجدول


نتيجة تقليل الاغتراب.. رابط موقع التنسيق للحصول على النتيجة فور اعتمادها

تجنباً لتكرار سيناريو زيزو.. جلسة عاجلة فى الزمالك لحسم مصير محمد السيد

طلبة علمى هيدرسوا تاريخ.. المواد الدراسية للصف الثانى الثانوى العام 2026

نتيجة تقليل الاغتراب.. المشرف على مكتب التنسيق يكشف موعد إتاحة النتيجة

وزير الخارجية لنظيره الهولندى: مستاؤون بشكل بالغ من الاعتداء على سفارتنا

مواعيد مباريات اليوم.. الريال مع أوساسونا والنصر أمام اتحاد جدة

محمد صلاح يتصدر أبرز الفائزين بجائزة الأفضل فى إنجلترا من رابطة المحترفين

الطقس اليوم.. ارتفاع مؤقت بدرجات الحرارة والعظمى بالقاهرة 37 درجة

مواعيد القطارات على خط القاهرة أسوان والإسكندرية أسوان والعكس اليوم الثلاثاء

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 19 - 8 - 2025 والقنوات الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى