سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 18مايو 1825..إبراهيم باشا يسيطر على «نافرين» ويرفض الخضوع للرغبة العثمانية بالبطش بالجالية اليونانية فى مصر

إبراهيم باشا
إبراهيم باشا
سأل محمد على باشا والى مصر أعضاء أسرته وحكومته وديوان القاهرة وبعض العلماء، عن رأيهم فى الاستجابة لمطلب السلطان العثمانى محمود الثانى له بالتدخل للقضاء على الثورة التى شبت فى جنوب بلاد اليونان، فجاء رد مستشاره «بوغوص بك»: «إنه لمجد كبير أن يضع الباب العالى تاج بلاد اليونان على رأسكم، فأنتم خليفة بونابرت فى أفريقيا».
 
كانت مصر تابعة للدولة العثمانية وقت أن تلقى «الباشا» هذا الطلب، وكانت اليونان كذلك، وفى 25 مارس 1821، بدأت حرب تحرير وطنية يونانية كى تفلت اليونان من «تحت الحذاء التركى» بحسب تعبير «جيلبرت سينويه» فى كتابه «الفرعون الأخير»، ترجمة عبدالسلام المودنى.
 
يذكر الدكتور جميل عبيد فى كتابه «قصة احتلال مصر لليونان، 1824 - 1827»، أن استغاثة السلطان العثمانى بمحمد على جاءت بعد الانتصارات المتتالية للثوار، التى وصلت إلى إعلان أول محاولة لتكوين حكومة وطنية من الثوار لكل بلاد الإغريق، وسجلت الأحداث طيشا من الطرفين «اليونانى» و«التركى»، فحدث أن السلطة العثمانية كانت «تقتل يونانى واحد على الأقل فى مقابل كل تركى أوقع به الثوار»، ولكن الثورة امتدت إلى كل الجزر اليونانية ورجالها أهل بحر وصيد، فسلحوا أنفسهم وأخذوا يهاجمون السفن التركية، ويقتلون رجالها وينهبون ما بها أو يستولون عليها، فدب الهلع فى قلوب البحارة الترك.
 
 وبالرغم من تبعية مصر للدولة العثمانية، ووجود جالية يونانية فيها، فإن محمد على لم يقع تحت تأثير الرغبة «العثمانية» فى البطش باليونانيين.. يؤكد «عبيد»: قابل محمد على أنباء تلك الاضطرابات دون انفعال، وبالأسلوب الذى رأى أنه يتفق مع مصلحته ومع مصلحة مصر، ولم يتعرض لسلامة أى يونانى يقيم فى مصر ويساهم فى خدمتها أو نهضتها، وذلك بالرغم ما أحيط به علما بشأن النشاط الثورى لبعض الجمعيات اليونانية فى القاهرة والإسكندرية، بل إنه لم يحاول منع أى منهم من الإبحار لوطنه للانضمام إلى ثوار بلاده، كما أطلق فى ذلك الحين سراح بعض اليونانيين الذى أرسلهم له داى «حاكم الجزائر».
 
هكذا كان الخلاف بين محمد على والسلطان العثمانى فى نظره والتعامل مع الثورة اليونانية، لكن حسابات المصالح خلقت أوضاعا جديدة، فبينما رأى «السلطان العثمانى» فى محمد على باشا أنه الرجل القوى الذى يستطيع إخماد الثورة، رأى محمد على أنها فرصة كى يطلب ما يريد، فاشترط على «الباب العالى» بل وأصر على حتمية أن يأخذ ابنه إبراهيم باشا وضعا رسميا معترفا به داخل الدولة العثمانية كحاكم عام للمورة «جنوب اليونان» بما فيها العاصمة أثينا، وقبل السلطان هذا الشرط، لتبدأ العجلة فى الدوران.
 
أبحرت القوة المصرية من الإسكندرية فى 10 يوليو 1824، وحسب «جميل عبيد»، فإنها تكونت من 16 ألف جندى نظامى، بالإضافة لبضعة آلاف أخرى تكونت من الفرسان وألفين من غير النظامين، هذا غير أطقم السفن من البحارة، وتم إبحار هذه القوة على عدد من الناقلات، تراوح بين مائة ومائة وخمسين ناقلة فى حماية عدد من السفن المسلحة تراوح بين 51 و63 تحت قيادة إبراهيم باشا.
 
وصلت القوات المصرية، وقامت فرقة من الجيش بحصار مدينة «نافرين»، وبالرغم مما اتصفت به تلك الثورة من عنف، وبالرغم مما اتصف الثوار اليونانيون به من حماس وطنى ومن استعداد لتقديم تضحيات بالغة، فإن ذلك وحسب «عبيد» لم يمنع البحارة اليونانيين المنضمين إلى تلك الثورة من التوقف أوالإضراب عن القيام بعملهم المكلفين به من قبل قادة الثورة، ألا وهو مراقبة تحركات الأسطول المصرى، وذلك لعدم دفع رواتبهم، مما اعتبروه نوعا من الاستهانة بدورهم الخطير، وما كاد يصل خبر الإضراب إلى إبراهيم حتى وجدها فرصة لا تعوض، فخرج فى يناير 1825 من مأمنه فى خليج سودا، واتجه إلى «مودون» على الساحل الجنوبى الغربى لليونان، حيث إنزال جيوشه فى 24 فبراير 1825.
 
بعد ذلك، ووفقا لعبدالرحمن الرافعى فى كتابه «عصر محمد على»، فإنه تم حصار نافرين برا وبحرا، وحاول الثوار اليونانيون أن يمدوها بالرجال والعتاد، لكن إبراهيم باشا استطاع أن يفسد كل هذه المحاولات، ولما يئس الجنود المحاصرون من وصول المدد إليهم، طلبوا من إبراهيم باشا تسليم المدينة بقلاعها وما فيها من المؤن والذخائر والأسلحة إليه، بشرط أن يؤمنهم على حياتهم، فاستجاب لهذا الطلب فى 18 مايو، مثل هذا اليوم، 1825، وهكذا سقطت نافرين.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تحدٍ من نوع خاص بين مرموش وبونو فى قمة مان سيتي والهلال بمونديال الأندية

تفاصيل رحلة سفاح المعمورة أمام القضاء بعد إحالة أوراقه للمفتي

استجواب 6 متهمين غسلوا 100 مليون جنيه حصيلة أنشطة مشبوهة

قصة نجاح مصرية.. مؤسسات التصنيف الدولية ترفع الثقة وبرامج التمويل تتدفق

مان سيتي ضد الهلال فى قمة نارية بمونديال الأندية.. مرموش فى صدام عربى أوروبى


3 مدربين أجانب يستعدون للمنافسة فى دوري نايل الموسم المقبل

تفاصيل التحقيق مع المتهمين بسرقة مشغولات ذهبية من شقة ببولاق

المصري يسعى لتدعيم الجبهة اليمنى بعد اقتراب أحمد عيد من الأهلي

إطلاق نار على رجال إطفاء أثناء إخماد حريق بولاية آيداهو الأمريكية

الذكرى الـ12 لثورة 30 يونيو.. نقطة تحول فارقة أعادت مصر إلى مسارها الوطني.. الجبهة الوطنية: جسدت إرادة شعب واستعادت هوية مصر واستقرارها.. ورئيس الحزب الناصري: عبرت عن وعي شعب لا يُخدع ووطن لا يُكسر


خلاصة مادة الجغرافيا لطلاب الثانوية العامة × سؤال وجواب

شبح التسريح فى يوليو يهيمن على الخارجية الأمريكية.. واشنطن بوست: غضب بين الموظفين بعد الاستعانة بهم ساعات إضافية عند ضرب إيران.. ومطالبة السفارات بمشاركة صور سعيدة لحفل عيد الاستقلال تكشف ازدواجية إدارة ترامب

إنريكى: بدأنا مواجهة ميامى بأفضل طريقة ممكنة.. ونملك لاعبين على أعلى مستوى

حامد حمدان لاعب بتروجت على رادار المصرى فى الميركاتو الصيفى

إيهود باراك: إنهاء الحرب على غزة أمر بالغ الأهمية

تفاصيل التحقيق مع متهم بتجارة العملة خارج نطاق السوق المصرفية

استخراج جثة سيدة بعد تقطيع السيارة إثر سقوط ونش عليها بطريق الأوتوستراد

وزير الخارجية يزف بشرى للمصريين بالخارج: بحث تجديد مبادرة استيراد السيارات

ملخص وأهداف باريس سان جيرمان ضد إنتر ميامى 4-0 فى مونديال الأندية

مصرع سيدة سقط عليها ونش أثناء تواجده داخل سيارته فى طريق الأوتوستراد.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى