مهمتنا "عودة الوعى"

دينا شرف الدين
دينا شرف الدين
بقلم دينا شرف الدين
بما أنها بلادنا وحضارتنا التى تمتد جذورها لآلاف السنين، والتى سبقت وقادت حضارات الدنيا، وعلمت البشر أجمعين ما هو الضمير وما هى الإنسانية وكيف تكون الدولة وبناء الحضارة، إذن فمهمتنا جميعاً كل بما يملك من أدوات، إعادة الوعى، وتعريف عدد من الأجيال الحديثة بحضارة بلادهم، وما يملكون من تاريخ وتراث وآثار وكنوز مادية وأدبية لا يمتلكها جنس آخر على وجه الأرض، والتى يتسارع المتسارعون لاختطافها ونسبها لأنفسهم، واستنزاف خيراتها كما شهد التاريخ على مر الزمان.
 
فقد كانت مصر وحضارتها وثرواتها وأسرارها محط أنظار بنى البشر من كل حدب وصوب، وقد جاء غزاة وذهبوا، ثم جاء غيرهم وذهبوا مرات ومرات، لكنها صامدة شامخة لم تتبدل ملامحها، ولم تتأثر هويتها الصلبة العريقة التى تأبى أن تخفض رأسها لأى معتد، ولا تتأثر بثقافته أو تتحدث لغته مهما تعرضت للقهر والظلم.
 
فيذهب هذا وذاك من حيث أتوا، لتستعيد ترتيب أوراقها وتصلب قامتها، لتنظر للجميع من أعلى حيث مكانتها التى تستحق مهما كاد لها الكائدون.
 
فبعد أن اعتدنا على تطاولات إسرائيل ومزاعمهم بأنهم بناة الأهرام وأصل الحضارة المصرية، لنقف وقفة جادة ونضيء جميع لمبات الإنذار، ونشن حملة بغير أسلحة مادية، بل بأسلحة الثقافة والفنون والاهتمام بإحياء حضارتنا وتاريخنا، والاحتفاء به وتجسيده فنياً ووثائقياً بما يليق به كما وكيفا، ونأخذ بحساباتنا أن هناك خطراً يستهدف هويتنا بخبث وهدوء كالسم الذى يدس فى العسل.
 
من جديد تتجدد التطاولات ومحاولات تشويه وتزييف هويتنا ومظاهر عظمة حضارتنا من هذه المنظمة الأفريقية المركزية المعروفة بالأفروسنتريك، ومزاعمها أن الجنس الأفريقى الأسمر هو أساس الحضارة المصرية، وأننا جميعا كمصريين مجرد عرب جاءوا لمصر مع الفتح الإسلامى، وسرعان ما تم إنتاج فيلم وثائقى يظهر الملكة كليوباترا ببشرة سمراء، والذى طرحته المنصة الأمريكية المسيسة التى تغزو العالم أجمع، لنتأكد مجدداً أن هناك مخططاً لا نهائى المدى لا يكل ولا يمل يستهدف حضارتنا ومقدراتنا وتاريخنا الذى يؤرقهم ويقضى مضاجعهم.
 
وما زالت محاولات الاختطاف والاستنزاف مستمرة، وما زلنا غير مستوعبين أن صاحب النفس الأطول هو من سيفوز بنهاية المطاف، وأنه علينا الحذر وإضاءة جميع لمبات الخطر والعمل على خطة منظمة تشترك بها كل الجهات المعنية لتوثيق تاريخنا ومظاهر حضارتنا وجذور هويتنا بكافة أشكال التوثيق، والتى يكون على رأسها إعداد فريق عمل متكامل من كتاب للأعمال التاريخية المدققة، تختص تاريخ مصر الذى بزغ منذ آلاف السنوات، وكان شعاع النور الذى جاءت على إثره كافة الحضارات الإنسانية من بعده، بهدف تناول الحقب التاريخية المصرية من خلال الأعمال الدرامية والوثائقية المختلفة والبرامج المتخصصة بتاريخ مصر الطويل، لنتمكن من المنافسة المتكافئة بحرب شرسة من دون أسلحة ظاهرة، تستهدف سرقة تاريخنا وجذورنا والعبث بهويتنا من خلال الفنون التى لا نحسن استغلال قوة تأثيرها واستدامتها تلك التى ستبقى لأجيال قادمة قد لا تعرف شيئاً عن تاريخها وحضارتها وأصولها من خلال الكتب المدرسية التى قد لا يقرأها غالبية الطلاب.
 
نهاية:
لا سبيل للمواجهة والانتصار فى معركة تزييف الهوية وغياب الوعى سوى بالسلاح الأقوى والأبقى والذى يتمثل بالثقافة والفنون.
 
 
 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حالات تستوجب الإخلاء الإجبارى للوحدة السكنية بقانون الإيجار القديم

عيد ميلاد علاء مرسى.. تميز بحسه الكوميدى و2025 وش الخير عليه

طلاب العلمى بالثانوية العامة يبدأون امتحان الكيمياء والجغرافيا للأدبى

صفحات الغش تزعم تسريب امتحان الكيمياء للثانوية.. والتعليم: غير صحيح

تركيز ومراجعة.. طلاب الثانوية يستعدون لامتحانى الكيمياء والجغرافيا "صور"


تحليل مخدرات وكشف زهايمر.. المرشح لمجلس الشيوخ لازم يكون سليم 100%

هولندا تستضيف معسكر أكرم توفيق مع الشمال استعدادًا للموسم الجديد

مروان خوري يحيى حفلاً غنائيًا في دبى في هذا الموعد

كيلو السمك بـ30 جنيه بس.. قرية البشندى بالوادى الجديد تحصد الدفعة الثانية من مزرعة الأسماك الحكومية.. طرح المنتجات للمواطنين بأسعار مخفضة.. ورئيس المركز: خطة لتعميم التجربة فى القرى لتحقيق الأمن الغذائى.. صور

ناشئات الطائرة أمام ألمانيا فى بطولة العالم


تريلا تحطم وتدهس 7 سيارات على الطريق الدائرى بالمعادى.. صور

موعد انطلاق بطولة الدورى المصرى موسم 2025-2026

الأردن وفلسطين يؤكدان ضرورة وقف العدوان على غزة وضمان إدخال المساعدات الإنسانية

حر لا يُطاق.. الأرصاد تحذر: طقس شديد الحرارة اليوم الخميس 3 يوليو 2025

محمد شريف: لم أفقد الأمل فى العودة للأهلى وكنت أفكر فى الاحتراف مرة أخرى

وزير الإسكان: طرح 100 ألف وحدة سكنية لمحدودي الدخل خلال شهر يوليو الجاري

بعد حسم البرلمان.. كيف يتم إخلاء الايجار خلال 7 سنوات للسكنى و5 لغير السكنى؟

الزمالك أبرزهم.. 3 أندية ترغب في ضم دغموم بعد انتهاء عقده مع المصري

شاطئ روميل أحد أجمل معالم مصيف مطروح.. يقع على شبه جزيرة وله إطلالة بانورامية على خليج ومدينة مرسى مطروح.. قريب من المدينة وآمن للصغار ومن لا يجيدون السباحة.. صور

غفران محمد عن دورها فى فات الميعاد شخصية أول مرة ألعبها ومليانة تحديات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى