الكاتبة المكسيكية فرنسيسكا .. ودروس الإنسانية

أحمد منصور
أحمد منصور
بقلم : أحمد منصور

الكثير من التجارب تجعلك تفكر في مجريات ما يدور حولك، وتطرح معها العديد من الأسئلة حول مغزى الصراعات بين البشر الذين يبحثون عن سعادتهم من خلال طرق دنياوية بحتة، ولكن خلال التفكير في ذلك تصادف أشخاصا لهم أهداف أخرى في الحياة، يعيشونها دون أي تعقيدات أو أطماع في أمر ما، فكل أحلامهم زرع السعادة في قلوب أحبائهم دون انتظار المنفعة.

خلال قراءتي لكتاب "لماذا لا يريد فرناندو أن يكبر؟"  للكاتبة فرانسيسكا مينديز، الصادر عن مجموعة كلمات، والتي تسرد من خلاله قصتها مع ابنها فرناندو أو "فر" المصاب بطيف التوحد وكيف تعاملت معه حتى أصبح أحد المؤثرين في الحياة، بعد أن حقق بطولات عالمية وحصد الميداليات الذهبية في رياضة السباحة، وهى التجربة التي يجب أن يتعلم منها كل البشر  حتى يفهموا كيفية التعامل مع أصحاب هذا المرض، وكيف للأسر أن تبذل قصارى جهدها حتى يصبح أولادهم جزءا من هذا العالم.

ومن حسن حظي وخلال دعوتي لتغطية مهرجان الشارقة القرائي للطفل بدورته الـ 14، تقابلت مع تلك المؤلفة التي استطاعت أن تجعل من ابنها مريض التوحد بطلا عالميا، بل واستطاعت أن يكون ضمن منظومة عمل بين أفراد أصحاء حتى تعطي الناس درسًا مستفادًا من تلك التجربة وهى  التعامل بشكل إنسانى بحت وليس بالمصلحة والمنفعة.

وخلال الحديث المتبادل مع الكاتبة المكسيكة حول كتابها والتعامل مع ابنها ذكرت العديد من الرسائل التي تصلح في أى زمان ومكان فكان أولها هو أن الإنسان لا يجب أن يستسلم أبدا لتحقيق حلمه، ولابد أن يشعر بالفخر لما حققه، كما أن الشعور بالفقد أمر سيئ للغاية ولهذا يجب أن نكون منتبهين على حالنا وحال من نحب، وأن العزيمة لا تنكسر أبدأ والطموح لا يقتل، والإصرار أمر إيجابى لا محالة.

كل هذه الرسائل وغيرها هي ما جعلت تلك السيدة المكسيكية تصنع من ابنها بطلا قادرًا على التعايش مع الحياة بشكل طبيعى، وذلك كله تحقق بالإنسانية وحسن مراعاة أبنائنا على ما خلقوا عليه والإيمان بقدراتهم المتفاوتة، ولهذا أتمنى أن يقرأ الكتاب جميع الناس حتى يتعلموا كيف ترسم السعادة على وجوه الآخرين من خلال مساعدتهم بقدر المستطاع، والتعايش والقضاء على التنمر، وكل ذلك يأتي من ضوء الرحمة والإنسانية والوعى وتسهيل الطريق للأشخاص المصابين بأى مرض، وتحقيق أحلامهم وتشجيعهم، من أجل المساهمة في بناء مجتمعات أكثر تفهما واستعدادًا لتقبل الاختلافات.. ولابد أن نتخذ من أصحاب التجارب الحقيقية العظة لحياة أفضل لنا ولغيرنا.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بعد الإفراج عنه.. أزمة فيديو المتحف الكبير بين حقوق الملكية الفكرية والمواهب الشابة

وزارة التعليم: يحق للطالب عدم دخول امتحان الثانوية دور ثان ويبقى للإعادة

موعد مباريات اليوم السبت 16 – 8 -2025 في الدورى المصري

النيابة العامة تقرر إخلاء سبيل صاحب فيديو المتحف المصري الكبير

محمد صلاح يسجل فى فوز ليفربول الصعب على بورنموث 4 - 2 بالدوري الإنجليزي


نتائج مباريات دورى Nile اليوم الجمعة 15 أغسطس 2025

شهاب يختتم حفله فى العلمين بأغنية "التتار" ويوجه الشكر لـ "تذكرتي".. صور

دونالد ترامب يستقبل فلاديمير بوتين فى ألاسكا.. فيديو وصور

شوبير أساسيا للمرة الثانية على التوالى.. والشناوي وجراديشار وأفشة على الدكة

إسبانيا تتأهل إلى نهائي بطولة العالم لليد 2025


هييه بقولك أنت.. غدا ذكرى ميلاد ووفاة ممدوح فرج بطل العالم في المصارعة

محمد صلاح بعلم مصر في فيديو الإعلان عن عودة الدوري الإنجليزي

وزير البترول: توفير 3.6 مليار دولار من فاتورة استيراد الوقود بزيادة الإنتاج

انكسار الموجة شديدة الحرارة غدا على أغلب الأنحاء والعظمى بالقاهرة 36 درجة

إعلان نتيجة الالتحاق برياض الأطفال فى القاهرة على هذا الرابط

الإدارية العليا تستقبل 10 طعون على نتائج انتخابات مجلس الشيوخ

مطاردة "رانج روفر" طائشة على كوبرى أكتوبر.. لحظات إثارة وبطولة رجال المرور

الأرصاد: انخفاض تأثير الكتل الهوائية شديدة الحرارة شمال البلاد اليوم وغدا

فليك: لم اطلب من يامال إحراز أهداف .. وحزين لرحيل مارتينيز

القوات المسلحة تواصل جهود إدخال المساعدات لقطاع غزة.. فيديو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى