أمل دنقل وعيون زرقاء اليمامة

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم : أحمد إبراهيم الشريف
تمر اليوم ذكرى رحيل الشاعر الكبير أمل دنقل، أربعون عاما تمر إذ توفى في 21 مايو من سنة 1983، وترك خلفه شعرا واسما كبيرا في الشعر العربي، ورؤية واضحة لا نزال نتأملها.
 
كان أمل دنقل شاعرا يملك عيون زرقاء اليمامة، يبصر أكثر مما يبدو، ويرى حالنا واضحا أمام ناظريه منذ قديم، يتنبأ بما سيصيبنا من هزائم وانكسارات، وهكذا يكون الشاعر الحقيقى المهموم الذى لم يكن أبدًا بوق سلطة ولا مبرراتى للحكومات ولا متربصًا بأحد، لكنه مهموم بما يراه أمامه يقرأ واقع مجتمعه ومستقبله.
 
وفى ذكرى رحيله التى تمر اليوم نجد أنفسنا أمام حقيقة تحتاج بعض التوقف، فأمل دنقل بسبب عمره القصير «40 عاما» لم يترك لنا سوى 6 دواوين شعرية، لكنها كافية لتصنع أسطورة شاعر ما زال الناس بعد وفاته يرددون أشعاره وسيظلون يفعلون ذلك، وعليه فإن لا علاقة بين الشعر الحقيقى والكم، فهناك العديد من الشعراء الذين خلفوا المجلدات التى لا تنتهى وكتبوا المجموعات الشعرية التى لا يعرفون عددها، لكنهم مروا فى حياتنا كأنهم قبض ريح، ومعنى أن يردد الناس الشعر لا يعنى أنه كلام سهل أو مباشر يحكى عن حياتهم، لكنه يعنى أنه يمس أرواحهم فيبذلون الجهد الكبير فى القراءة والحفظ والتعايش مع الصورة والرمز واستدعاء الروح الشعرية، وكل ذلك تفعله قصائد أمل دنقل، فيتوقف الناس معه عند قوله فى قصيدة «من أوراق أبى نواس» «كنتُ فى كربلاء/ قال لى الشيخُ: إن الحسين ماتَ من أجل جرعةِ ماء/ تساءلتُ كيف السيوفُ استباحَتْ بنى الأكرمين/ فأجاب الذى بصَّرَتْهُ السماء/ إنّه الذّهبُ المتلألئُ فى كلِّ عين».
 
نحن اليوم نتذكر أمل دنقل لأنه شاعر استثنائى فى حياتنا ومثّل حلقة مهمة فى تاريخ الإبداع العربى، جاء من بلاده البعيدة فى الصعيد مع رفيقيه عبد الرحمن الأبنودى ويحيى الطاهر عبد الله، ليقدموا المختلف فى عالم الكتابة، وأصبح بعد ذلك علامة بارزة فى الكتابة الشعرية «قلت: فليكن العقل فى الأرض/ تصغى إلى صوته المتزن... ورأيت ابن آدم وهو يجن/ فيقتلع الشجر المتطاول/ يبصق فى البئر يلقى على صفحة النهر بالزيت/ يسكن فى البيت/ ثم يخبئ فى أسفل الباب قنبلة الموت/ يؤوى العقارب فى دفء أضلاعه/ ويورث أبناءه دينه.. واسمه.. وقميص الفتن.
 
 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وظائف فى محطة الضبعة بمرتبات تصل لـ40 ألف جنيه.. اعرف التفاصيل

نظر قضية المتهم بقتل زوجته فى المنوفية بسبب خلافات بينهما يناير المقبل

بعد 554 يوماً من الغياب.. إمام عاشور يعود للمنتخب أمام نيجيريا

حفل جوائز ذا بيست 2025.. عثمان ديمبيلى يتوج بأفضل لاعب فى العالم

الإسكان: إعفاء 70% من غرامات التأخير وفرصة ذهبية للسداد خلال ديسمبر


محامى عروس المنوفية: المتهم أقر فى التحقيقات بتعديه على زوجته حتى الموت

أحمد صلاح وسعيد يعودان للقاهرة بعد فسخ التعاقد مع طائرة السويحلى الليبى

يورتشيتش: حزين على خسارة الدورى.. وهناك أندية لا تتوقف فى الإشارة الحمراء

رحلة محمد صلاح مع جائزة THE BEST.. أسطورة مصرية على الساحة العالمية

الحكومة توضح حقيقة فيديو وجود عيوب هندسية بكوبرى 45 الدولى بالإسكندرية


الطقس غدا.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار والصغرى بالقاهرة 12 درجة

تعرف على رسالة حمزة عبد الكريم إلى الأهلى بسبب عرض برشلونة

موعد مباراة منتخب مصر ونيجيريا فى التجربة الأخيرة قبل أمم أفريقيا

بعد إثارة جدل فى لقاء رئيسة وزراء إيطاليا.. كم يبلغ طول رئيس موزمبيق؟

الإعدام لسيدة وعشيقها بالمنوفية بعد قتلهما الزوج بحيلة شيطانية

مقتل عنصر شديد الخطورة وضبط مخدرات بـ100 مليون جنيه

حادث قطار طوخ.. 10 مشاهد من سقوط حاويات البضائع بمنطقة السفاينة

تفاصيل مقتل أم ضيف بعد طلاقها فى البدرشين

أحمد السقا: أصحابى دعمونى أمس والنهاردة قالوا عليا عندى إيجو

وزارة التعليم: سداد رسوم امتحان الصف الثالث الإعدادي إلكترونيا وهذه قيمتها

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى