"الشير" بييجى برزقه

خالد إبراهيم
خالد إبراهيم
بقلم : خالد إبراهيم

فى كوكب السوشيال ميديا العملاق، الكلام "مالهوش أب"، لأنه عالم افتراضى، غير موجود، وغير ملموس، حتى السرقة فيه افتراضية، فهى تختبئ تحت عبارات فضفاضة وهمية مثل "منقول" أو "مسروقة"، فهذه الكلمات ــ رغم اختفاءها ــ كانت ستارا ممتازا لعملية سرقة المنشورات، حتى وان كنت تعلم من صاحب المنشور الأصلى، فهناك العشرات والمئات والآلاف، وربما الملايين، لا يعرفوا المصدر الرئيس لـ "البوست"، ومع ذلك، اختفت مثل تلك الكلمات من عالمنا الافتراضى، وباتت السرقة "عينى عينك"، فإذا رأيت منشورك مسروق، لن تستطيع بسهولة أن تثبت ملكيتك له، ووقتها ستصبح مثل الذى "يدن فى مالطا".

أقف عاجزا عن أفهم سيكولوجية الأشخاص "محترفى" سرقة البوستات والصور والفيديوهات، وأي محتوى يقابلنا على فضاء السوشيال ميديا الافتراضى، فالواقع أمامنا أنها محاولات لتعزيز الحساب وكسب مشاهدات و"لايكات" وتفاعل أكبر، وهو أمر حقيقي ويحدث بالفعل، وأحيانا يأتى ثماره، ولكن بالتأكيد، هذه السرقة، لا تخلق مبدعين أو صناع محتوى حقيقيين، بل تفزر "لصوص محتوى".

يقول المثل الذى أراه مضحكا، "البحر الهادئ لا يصنع قبطانا ماهرا"، وبغض النظر عن صحة المقولة من عدمها، لكنها تنطبق حرفيا على لصوص المحتوى وسارقيه، لأن "لطش" الأفكار و"البوستات" والصور، لا يصنع صانع محتوى ماهرا، لكنه يصنع "انفلونسرز" ماهرين.

من السنوات الطويلة التى استخدمت فيها مواقع التواصل الاجتماعى، وجدت أن هناك 3 أنواعا من لصوص "البوستات"، أما الأول وأكثرهم بجاحة، يسرق البوست ويضعه على صفحته "ولا من شاف ولا من درى"، والثانى يرى أنه من الأدب أن يترك تعليقا لصاحب البوست الأصلى، يكتب فيه "هسرقها"، وهو نوع مضحك أكثر من الأول، لأنه يستأذن قبل السرقة، وبالمناسبة هذا النوع يرى تلك البجاحة التى يمارسها بأريحية نوعا من "خفة الدم".

أما الثالث، فهو الشخص الذى "يستحرم" أن يضغط على زر "الشير"، ويرى أنه من العيب أن يتنازل ويشارك محتوى من شخص آخر، لأنه أكبر من ذلك، فيدارى كبره وكبرياءه بالامتناع عن الضغط على هذا الزر المحرم دوليا من وجهة نظره.

عزيزي السارق، سرقة المحتوى مثلها مثل أى سرقة، عيب وحرام، فضلا عن أن الضغط على زر المشاركة لأى "بوست" أو صورة أو فيديو، لا ينتقص من هيبتك الافتراضية، وكبرياءك الفيسبوكى، لكنها تصنع منك انسانا يحترم أفكار الآخرين ويقدرها، ويعطى كل ذى حق حقه، كما أن "المشاركة"، لن تقلل التفاعل على صفحتك، ولن تمنع عنك رزقا متمثلا فى متابعين جدد أو حفنة من الاعجبابات، فكما يأتى "العيل" برزقه، "الشير" أيضا بيجي برزقه.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

مباغتة "الست" الممتعة

مباغتة "الست" الممتعة الأربعاء، 17 مايو 2023 07:00 ص

الصفارة.. فى اللذيذ منه

الصفارة.. فى اللذيذ منه الثلاثاء، 04 أبريل 2023 02:26 م

مربوحة يا مربوحة

مربوحة يا مربوحة الإثنين، 27 مارس 2023 12:00 ص

الروائى "بخيت" محفوظ

الروائى "بخيت" محفوظ الأربعاء، 27 يوليو 2022 11:42 ص

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

فوز مرشح أقصى اليمين خوسيه أنطونيو كاست بانتخابات الرئاسة فى تشيلى

مشاهد صادمة لفيضانات إقليم آسفى بالمغرب وارتفاع القتلى إلى 21.. فيديو وصور

المستندات المطلوبة لإحلال التوكتوك فى الجيزة.. كل ما تحتاج معرفته

مارسيليا ضد موناكو .. جرينوود يقود السماوي لحسم قمة الدوري الفرنسي

حالة الطقس اليوم الإثنين 15 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار غزيرة بهذه المناطق


أمير عزمى مجاهد يهاجم إدارة الزمالك وجون إدوارد

عبد الله السعيد وأحمد ربيع يغيبان عن مواجهة الزمالك أمام حرس الحدود

وزارة التعليم تحدد ممنوعات داخل المدارس بعد وقائع التعدى على الأطفال

عمر متولى ينعى والدته ويطالب الجمهور بالدعاء لها

صور نادرة لـ إيمان شقيقة الزعيم عادل إمام وأرملة الراحل مصطفى متولى


تعرف على مصير أحمد الأحمد البطل الأسترالي مُنقذ ضحايا هجوم سيدني

7 معلومات عن شقيقة عادل إمام أرملة مصطفى متولى

ترامب يشيد بالبطل الأسترالي أحمد الأحمد: أنقذ أرواحا كثيرة في هجوم سيدني

تحذير عاجل.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية غدا والأمواج ترتفع 3 أمتار

أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو

كل ما تريد معرفته عن قتل وإصابة 42 شخصا بهجوم استهدف عيد حانوكا بأستراليا

جنايات المنصورة تحيل أوراق عربي الجنسية للمفتي لقتله صديقه وقطع جزء من جسده

ضبط المتهمين بإشعال النيران فى شخص أمام زوجته وإصابته بحروق خطيرة.. صور

الطقس غدا.. انخفاض بالحرارة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة

مواعيد مباريات منتخب مصر فى أمم أفريقيا.. البداية مع زيمبابوى 22 ديسمبر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى