المحليات فى الحوار.. إدارة محلية ومجالس بعقل وروح حديثة

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم : أكرم القصاص
من واقع النقاش الدائر فى جلسات الحوار الوطنى حول الإدارة المحلية والمجالس الشعبية، هناك تنوع واسع فى الآراء، لكن هذا التنوع داخله توافق على أهمية صدور قانون واضح للإدارة المحلية وآخر لانتخابات مجالس شعبية فاعلة يمكنها ممارسة الرقابة وإتاحة الفرصة لحكم محلى حقيقى، يضمن تنظيم حياة الناس والخدمات والتراخيص والأوراق والطرق والشوارع والأرصفة والصيد والزراعة وباقى التفاصيل.
 
فالإدارة المحلية وعلى مدى عقود وليس سنوات واجهت تراكما لكل عيوب وثغرات الإدارة والبيروقراطية فى مصر، ويرجع إليها سبب الكثير من الظواهر السلبية التى تشهدها الدولة المصرية، فقد كانت فى الستينيات من القرن العشرين تسمى البلديات، ثم ظهرت مجالس المدن التنفيذية موازية معها المجالس الشعبية المحلية، لكن التحالف بين الطرفين تسبب غالبا فى الكثير من الأمراض والعيوب، فالإدارة المحلية نظريا هى التى يفترض أن تعمل أو تسهل استخراج التراخيص والتصاريح وتمارس الإشراف والمتابعة على المستشفيات والإدارات الهندسية والتعليم والمرور والإشغالات والمحال والأفران والخبز وغيرها، لكن الأمر بدا متشعبا بين الإدارات الحكومية لوزارات التموين والصحة والتعليم والمالية والإسكان والكهرباء، إلى آخر القائمة، حيث تحمل كل إدارة التزاما ومتابعة وتبعية للوزارة المركزية بالقاهرة، المالية الكهرباء الصحة إلى آخره، وبالتالى يبقى للمحافظ ورئيس المدينة والقرية القليل الذى يمكن أن يمارسه وفى نفس الوقت تم انتزاع اختصاصات المجالس المحلية بالشكل الذى يجعلها عاجزة عن ممارسة أى دور، وبالتالى فإن التناقض بين الطرفين هو السبب وراء تعقيد المشهد فى المحليات.
 
وقضية مثل مخالفات المبانى والبناء على الأراضى الزراعية ترجع فى الكثير منها إلى طريقة منح التراخيص وحجم المخالفات والسلطات التى تتداخل بين إدارات المدن والإدارات الهندسية بجانب أزمات عدم التوسع الأفقى وغياب الفواصل بين الأحوزة العمرانية ووجود ثغرات تنفذ منها البيروقراطية التى تسمح بالمخالفات، وتوقف الملتزمين بالقانون من دون مراجعة أو رقابة، وخلال السنوات الماضية كان رؤساء أحياء ومدن أبطالا لقضايا ضبطتها الرقابة الإدارية، بسبب تراكم مخالفات البناء، والتى ترتب عليها مصالحات وإزالات، مسؤولية الأحياء والمدن، وتداخل سلطة منح ومنع التراخيص قائمة، لأن الإدارات الهندسية كانت تميل إلى المخالفين لأنهم يكونون مصدر دخل وأرباح، بينما المواطن الذى يلتزم بالقانون غير مرغوب فيه، وبعض المحافظات تحولت إلى نماذج فى المبانى المخالفة بكل الأشكال والألوان، لدرجة أن حيا واحدا به مقاول واحد بنى 30 برجا مخالفا وهرب وظهرت أبراج فى حارات ضيقة. 
 
هناك ضرورة لإعادة النظر فى كيفية منح تراخيص البناء، وفصلها عن جهات الإشراف والمراقبة ومتابعة التنفيذ، حتى وإن كانت الرسوم لجهة واحدة بعيدة عن بقية الأطراف، ويمكن للتكنولوجيا توفير هذا كله، حتى يمكن التخلص من سيطرة المحليات والقابلية للفساد.
 
البلديات أو المحليات فى دول العالم تمارس دورها وسلطاتها بحرية، وبناءً على مصالح الناس واحتياجاتهم وكل تصرف أو رغبة، أو حتى صيد السمك أو ركوب العجل يستلزم الحصول على تصريح من البلدية أو المحليات، وهذا فى الدول غير المركزية، وهو أمر يسود فى دول العالم المتقدم، لكن هل يمكن نقل هذه التجارب نقلا مباشرا وتطبيقها فى مصر؟ الأمر يتطلب بالفعل مناقشات وحوارات تدرس تجارب العالم وأيضا تراعى ظروفنا المحلية وكيفية تطوير عقل الإدارة بما يتناسب مع حياة كريمة والرقمنة والعاصمة الإدارية، التى يفترض أنها تدار بعقل جديد وتسعى لجودة الحياة ومتابعة الخدمات والعلاج والتعليم بشكل حديث، يقلل من العنصر البشرى ويراعى ظروف المواطنين الاجتماعية ويحل اشتباكات إدارية تراكمت على مدى عقود وخلفت تعقيدات تتطلب معالجة واقعية بعقل وروح حديثة، وهى أمور تتطلب توافقا وتفهما ليس فقط لأنظمة انتخابات المجالس الشعبية، لكن بتحديد سلطات التنفيذيين والشعبيين حتى يمكن التوصل إلى مصالح الناس وتنظيمها. 
 
p.8
 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مينا أبو الدهب ينضم لأسرة مسلسل لينك مع سيد رجب ورانيا يوسف

أبزر توقعات الموسم الجديد في الدوري الإسباني

اتحاد الكرة يجتمع الأسبوع المقبل لمناقشة ترتيبات مباراتي منتخب مصر أمام إثيوبيا وبوركينا

مروان حمدى الأحدث.. مستشفى الإسماعيلى تخطف 5 نجوم من كتيبة ميلود حمدى

تيك توكر جديدة فى قبضة الأمن لنشرها فيديوهات منافية للآداب العامة


إصابات فى إطلاق نار بالقرب من مسجد بمدينة أوريبرو السويدية

وسط البلد تحيى الحفل وتكريم 12 مبدعا.. تفاصيل افتتاح مهرجان القلعة اليوم

فاركو عن مواجهة الأهلى: "مباراة لعلاج حموضة صفقات الصيف"

انهيار الجيش وهرب الرئيس.. 4 سنوات لسيطرة طالبان على العاصمة الأفغانية كابل

مطاردة "رانج روفر" طائشة على كوبرى أكتوبر.. لحظات إثارة وبطولة رجال المرور


ترامب و بوتين فى قمة ألاسكا.. بى بى سى: الكرملين يسعى لاعتراف بفشل محاولات الغرب لعزل روسيا وانتصاراً بالاحتفاظ بالأراضى.. والرئيس الأمريكى يسعى لأى فرصة تقدم نحو السلام رغم خفض سقف التوقعات

عمر مرموش.. سجل حافل من الأهداف والأرقام القياسية مع مانشستر سيتي

قرار جديد من النيابة بشأن المتهم بإصابة 4أشخاص وإتلاف 3سيارات بكوبرى أكتوبر

محمد صلاح والصفقات الجديدة في تشكيل ليفربول المتوقع ضد بورنموث

موقع معزول ومحصن أمنيا.. تعرف على القاعدة المستضيفة للقاء ترامب وبوتين

البريد أبرزها.. 3 طرق لتلقى طلبات حجز وحدات بديلة لمستأجرى الإيجار القديم

بعد تأكد غيابه عن لقاء المقاولون.. الزمالك يجهز أحمد ربيع لمواجهة مودرن سبورت

أصاب 4 أشخاص وأتلف 3 سيارات.. تفاصيل محاولة هروب قائد سيارة حادث أكتوبر

ترتيب الكرة الذهبية بعد السوبر الأوروبي.. محمد صلاح يطارد ثنائي باريس

الإمارات تدين تصريحات نتنياهو بشأن "رؤية إسرائيل الكبرى" وتصفها بـ"الاستفزازية"

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى