الاقتصاد والسكان والتدريب والتوظيف فى الحوار الوطنى

أكرم القصاص
أكرم القصاص
مع توالى انعقاد جلسات الحوار الوطنى، تظهر حالة من الحيوية، ومع كل يوم تظهر جسور من الثقة، تفتح شهية كثيرين للحديث وطرح الأفكار، وكل يوم تتبلور المزيد من الأفكار والاقتراحات، خاصة مع الغوص فى التفاصيل، والتى تكشف عن توافق وتقارب فى الأهداف مع تنوع فى التفاصيل، بجانب التشابك فى الملفات المختلفة بين الاقتصادى والاجتماعى، وإذا نظرنا إلى ملف مثل الصناعة والاستثمار والعمل نكتشف التوافق على أهمية إزالة المعوقات أمام الاستثمار، وربط الصناعة بالزراعة، وربط التنمية بخلق فرص العمل والتدريب.
 
فى ملف الاقتصاد يركز البعض على النظريات والقرارات الاقتصادية والمالية والبنكية، والموازنة والفائدة، لكن قطاعا آخر ربما يكون قادرا على تقديم اقتراحات عملية لتمهيد الطرق لجذب رؤوس أموال أو فتح مجالات استثمارية جديدة فى مجالات التصنيع أو المشروعات الصغيرة، تتعلق بالطاقة المتجددة أو الصناعات المحلية التى يفترض البحث عن أفضل طرق لدعمها، من أجل مضاعفة التصدير لمنتجات محلية لها سوق عالمى، مع الأخذ فى الاعتبار أن الحواجز ذابت بين الاتجاهات الأيديولوجية، اليسار واليمين، فيما يتعلق باقتصاد السوق، أو التداخل بين أنشطة الدولة، والشركات الخاصة.
 
منذ الجلسة الافتتاحية للحوار الوطنى وهناك حالة حضور بشكل كبير لجلسات الحوار وهناك تنوع فى الآراء المطروحة بشأن القضايا المختلفة المعروضة فى جلسات الحوار، وتوافرت كل الشروط فى الحوار، حيث هناك حرية فى الإدلاء بالآراء وهناك رغبة فى المشاركة وهناك جهد من جانب المشاركين فى دراسة القضايا لطرح آراء.
 
وكلما تقدم الحوار خطوة، يولد مزيد من جسور الثقة، وتتسع فرصة النقاش وجدية فى التعامل مع القضايا، وخلال مناقشة الملف الاقتصادى برزت الصناعة كملف يرتبط بالتنمية والتقدم، وهو ملف يرتبط بكل الملفات الأخرى، خاصة الإصلاح الإدارى، وأهمية أن تكون الحكومة مدركة لحركة الرئيس فى هذا الملف، وتوسع من توظيف المبادرات التى طرحها الرئيس لدعم الصناعة، ومنها مبادرة «ابدأ»، التى تهدف إلى دعم المشروعات الصناعية الخاصة، المتوسطة والصغيرة والكبيرة على حد سواء، وهناك توافق بين كل التيارات على أهمية الصناعة وهناك رغبة فى جذاب الاستثمارات الداخلية والخارجية ودعم وتحفيز الاستثمار، والاستفادة من البنية الأساسية المتطورة التى تم إنجازها خلال السنوات الماضية، فى مجالات الطاقة والطرق، وإذا كانت الدولة تتحرك بالفعل فى هذا المجال، فإن الحكومة عليها أن تستجيب لتطورات العصر، وتعرض على البرلمان ما يتطلبه الأمر من تشريعات تيسر وتسرع إصدار التراخيص وتوطين الصناعات.
 
ويرتبط ملف الصناعة بملف آخر يتعلق بحقوق وواجبات صاحب العمل والعمال، والتوازن فى هذه العلاقة بما يضمن حقوق كل الأطراف، ومعه ملف التدريب والتعليم الفنى، وكلها نقاط تحتمل المزيد من الآراء، التى يمكن أن تضيف إلى ما تحقق، نفس الأمر فيما يتعلق بالتنوع فى وجهات النظر، والسعى لأفضل طرق الإنفاق والتدبير، وخلق فرص عمل حقيقية من خلال فتح الباب للصناعة، والزراعة، والتجارة، فى مناخ متوازن، انطلاقا من قراءة حقيقية للدخل والموازنة، والفرق فى الميزان التجارى، وكل هذا يتطلب استمرار العمل وعدم التوقف ومضاعفة الجهد، وإدراك أن الصناعة والقيمة المضافة أساسا التنمية وترجمة ذلك على أرض الواقع، وكيفية تنشيط المشروعات الصغيرة والمتوسطة وخلق فرص عمل، والتفكير فى ترجمة الأفكار إلى خطوات عملية للتنمية.
 
وبالطبع يفترض أن يضع المتحاورون فى التعامل مع قضية الاقتصاد والأسعار انعكاسات الأزمة العالمية، والتعامل مع ما تطرحه من عناصر وتأثيرات عالمية، وفى نفس الوقت عناصر محلية تتعلق بحجم النمو الاقتصادى والنمو السكانى، فقد استقبلت مصر أكثر من 25 مليون شخص بجانب 7 ملايين من دول عربية لجأوا لمصر ويعيشون فيها كمواطنين، وكل هؤلاء لديهم مطالب اقتصادية من تعليم وعمل وسكن، بجانب مضاعفة الخدمات والطرق وهى عناصر يجب أن توضع فى الاعتبار أثناء مناقشة القضايا الاقتصادية والاجتماعية.
 
الشاهد فى كل هذا، أن هناك تشابكا بين الملفات المختلفة، تفرض على الحوار الوطنى الغوص فى التفاصيل، وتفهم وجهات النظر، وصولا إلى توصيات قابلة للتنفيذ، تصب فى صالح المستقبل. 
 
p.8
 

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الطقس اليوم الخميس 15-5-2025.. أجواء حارة نهارا والعظمى بالقاهرة 30 درجة

أمير قطر يفاجئ ترامب بهدية غير متوقعة بعد توقيع اتفاقيات تاريخية

أسرع قطارات السكة الحديد.. اعرف مواعيد وأسعار قطار تالجو اليوم 15- 5- 2025

مواعيد مباريات إياب ربع نهائى كأس عاصمة مصر والقناة الناقلة

استشهاد 32 فلسطينيا بقصف إسرائيلى على خان يوس و100شهيد خلال 24 ساعة


كل ما تريد معرفته عن كأس العالم للشباب بعد تأهل منتخب مصر

حريق بكورنيش مصر القديمة.. والحماية المدنية تتمكن من إخماده (صور)

القنوات الناقلة لمباراة مصر والمغرب اليوم الخميس في كأس أمم أفريقيا للشباب

بعد وفاة الضحية الثامنة فى انفجار خط غاز الواحات.. ما عقوبة المتهمين؟

50 % تخفيض لذوى الإعاقة فى كل وسائل النقل.. وتسهيلات بالأماكن العامة


موعد إجازة وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025 فلكيًا

الفنان محمد غنيم مهدد بالسجن 3 سنوات.. وهذه فرصته الأخيرة

اعترافات المتهم بسرقة السيارات فى قصر النيل تقوده للمحاكمة

موعد مباراة الأهلي أمام البنك فى دوري nile والقناة الناقلة

الملاك و"المستأجرين" تحت قبة البرلمان.. لجنة الإسكان تفسح المجال لكل الآراء حول مشروع القانون.. وتدون الملاحظات والمطالب بدقة.. وتؤكد: نقدر كل وجهات النظر وحريصون على تحقيق التوازن.. والاستماع للمحافظين 25 مايو

كيف يخطط أيمن الرمادى لمواجهة بيراميدز فى نهائى كأس مصر؟

أول صور لوصول حسام البدرى من ليبيا بعد الأزمة الأخيرة

رانيا منصور تنضم لأسرة فيلم الست لما مع يسرا

تحويل طفل تعدى جده عليه بشبرا الخيمة للطب الشرعى

مشوار منتخب الشباب والمغرب في أمم أفريقيا قبل قمة نصف النهائي غدا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى