قرية المنشية بأسوان تنتفض ضد المخدرات.. مبادرات مجتمعية للتصدى للظواهر السلبية.. الأهالى: مقتل رجل خمسينى أثناء سعيه على رزقه فى شهر رمضان كان دافعاً للتحرك.. وهدفنا تطهير القرية من مروجى السموم.. صور

جانب من المبادرات

أسوان – عبد الله صلاح السبيع

الخميس، 25 مايو 2023 10:00 م

المنشية هى إحدى قرى محافظة أسوان، وتبعد نحو 14 كيلو متر شرق مدينة كوم أمبو، انتفض أهلها ضد ما أطلقوا عليه "وباء المخدرات" وما لحق بالقرية من أضرار نفسية وجرائم مجتمعية بسبب قيام بعض العناصر الإجرامية بترويج المخدرات والإضرار بشباب القرية.

"اليوم السابع" التقى عدداً من أهالى قرية المنشية بأسوان، للحديث عن وقفتهم الإيجابية ضد ترويج المخدرات فى القرية، والتنسيق مع الشرطة للتصدى لهؤلاء العناصر الإجرامية التى أضرت بالقرية وشبابها، خاصة بعد سقوط أحد الأهالى ضحيةً لهذا النشاط الإجرامى.

العمدة ماجد الشرونى، رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة المخاطر بقرية المنشية، افتتح الحديث قائلاً: شباب القرية وأهلها قرروا أن ينتفضوا ضد وباء المخدرات بعد انتشاره بصورة واضحة خلال الفترة الأخيرة فى القرية، وذلك بسبب ظهور عناصر إجرامية فى مناطق نائية بأطراف القرية ونجحوا فى استقطاب بعض شباب القرية إليهم لترويج تجارتهم غير المشروعة، ومن هنا بدأت الأحداث والنكبات تتوالى على القرية ومنها مقتل عم سيد أثناء عمله وجلب رزقه فى شهر رمضان المعظم، فكان لابد من الوقوف وقفة رجل واحد ضد هذه الظواهر السلبية.

وتابع: كان لابد من التفكير فى تشكيل لجنة لمجابهة هذا الخطر، الذى كان ظهوره تدريجيا ويمر على البعض مرور الكرام، ولكن مع وقوع بعض الجرائم وانتشارها بدأت التحركات وتفعيل المبادرات عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى وإرسال الدعوات للشباب والأهالى للمشاركة فى هذه الصحوة المجتمعية، ونجحت الجهود فى لم الشمل بين القبائل واختيار ممثلين لهم داخل اللجنة المكونة من رئيس و22 عضواً يمثلون القبائل المختلفة، وأصبح الجميع داخل القرية على قلب رجل واحد للعمل على تحجيم انتشار المخدرات ودرء المفاسد الناتجة من هذه الظواهر السلبية فى المجتمع داخل قرية المنشية والقرى المجاورة التابعة لها.

وأضاف العمدة ماجد الشرونى، أن من ضمن بنود وثيقة اتفاق اللجنة، إلزام المحامين داخل القرية بعدم مساندة ودعم العناصر الإجرامية أو مروجى المخدرات من أهل القرية بعد القبض عليهم واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم، بالإضافة إلى التأكيد على دور ممثلى القبائل باللجنة فى توعية باقى شباب وأفراد القبيلة حتى يكونوا مسئولين مسئولية مباشرة، والتنسيق مع الجهات الأمنية للقبض على هؤلاء المجرمين وطردهم من القرية نهائياً.

وأشار إلى أن المبادرة لاقت قبولاً واسعاً داخل قرى المنشية والقرى المحيطة والمجاورة لها، وأبدى بعض أهل القرى والقبائل الأخرى دعمهم المادى والمعنوى لمثل هذه المبادرات الإيجابية التى تخدم المجتمع وتنقيه من شوائب الإدمان وتحمى أبنائه من الجرائم التى قد ترتكب بسبب هذا الوباء.

وأوضح، أن قرية المنشية يعتمد أهلها فى الأساس على الزراعة، إلا أن سكانها فى الآونة الأخيرة لا يقدرون على مباشرة أعمالهم الزراعية ليلاً بسبب انتشار البلطجة والسرقات بالإكراه، ولا يستطيع أن يترك وسيلة نقل أو معدة خاصة به وحدها متروكة خوفاً من سرقتها.

محمد سيد عبد الله شيخون، قال إن والده " 54 سنة"، لقى مصرعه على يد عناصر إجرامية حاولت سرقته بالإكراه خلال شهر رمضان المعظم أثناء سعيه على رزقه، وذلك من خلال محاولة أحدهم استدراجه بحجة توصيله إلى مكان ما بالقرية بواسطة "التوك توك" الذى يعمل عليه، وفى منطقة نائية بأطراف القرية انقض عليه المتهم وأعوانه وسرقوا مركبته بعد أن طعنوه وتركوه غارقاً فى دمائه ولاذوا بالفرار، ثم لاحقت الشرطة أحدهم وتم القبض عليه وتحرر للواقعة المحضر رقم 2407 لسنة 2023 إدارى مركز شرطة كوم أمبو.

وطالب نجل المجنى عليه، بتوقيع أقصى العقوبة على المتهمين بقتل والده، لأنهم لم يراعوا كبر سنه وسعيه على رزق أولاده ولا حتى توقيت الجريمة فى شهر رمضان المبارك، ولكنهم تركوه غارقاً فى دماءه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة ورملوا زوجته ويتموا أولاده من بعده.

ولفت إلى أن والده كان يتمتع بسيرة طيبة وسمعة حسنة بين أهل المنشية جميعاً، لذلك انتفضت القرية لموته وتضامنوا مع دماءه وحقه وعبروا عن ذلك من خلال تعليق لافتات عليها صورة المجنى عليه فى شوارع ومداخل القرية، تأكيداً على عودة حق الشهيد وتوقيع أقصى العقوبة على الجناة وطرد العناصر الإجرامية الموالية لهم من القرية لإراحة الناس من شرورهم.

ومن جانبهم، أكد محمد جمعة وعبد الله عبد الباسط وعماد عبد الباسط، من أهالى قرية المنشية، أن اللجنة بدورها أرسلت مذكرات إلى مدير أمن أسوان ووزارة الداخلية والجهات الأمنية المختصة لإعادة الانضباط الأمنى للقرية بعد مقتل سائق التوك توك وانتشار مواقع بيع المخدرات وظهور بعض السلبيات والمشاكل فى القرية التى كانت مثالاً للأخلاق والعلم وكانت توصف بـ"عش الصالحين".