تفاؤل فى واشنطن حول اقتراب حل أزمة سقف الديون.. نيويورك تايمز: استمرار المحادثات بين الديمقراطيين والجمهوريين و"الخزانة" تمنحهم حتى 5 يونيو لتجنب كارثة تؤثر على الأسواق العالمية.. وتحذير من "خلافات رئيسية"

استمرت المحدثات بين الديمقراطيين والجمهوريين حول أزمة سقف الديون وسط تفاؤل من الجانبين باقتراب التوصل إلى اتفاق يجنب حدوث تعثر كارثى يؤثر على الأسواق العالمية، وقالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين أن المفاوضين يكافحون للتوصل، مؤكدة أنه إذا ما لم يرفع الكونجرس سقف الديون، ستنفد أموال الولايات المتحدة لتسديد فواتيرها بحلول الخامس من يونيو.

واعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الفشل فى رفع ديناميكية الديون يمكن أن يؤدى إلى تعثر وإحداث فوضى فى الاقتصاد والأسواق العالمية، ولكن يمنح إعلان يلين المفاوضين مزيدًا من الوقت للتوصل إلى اتفاق.

وقال باتريك ماكهنرى، أحد المفاوضين الجمهوريين، إن بإمكانهم الوفاء بموعد 5 يونيو. وقال للصحفيين "لم ننتهى لكننا على وشك أن نتمكن من أداء هذا وعلينا أن نتوصل إلى بعض الشروط الصعبة حقا."

وقال بايدن للصحفيين إنه يعتقد أن المفاوضين قريبون جدا من التوصل لاتفاق مؤكدا "الأمور تبدو جيدة. أنا متفائل جدا".

ووردت أنباء عن قرب انتهاء المحادثات، حيث سعى المشرعون إلى تجنب تعثر كارثى وغير مسبوق. وارتفعت الأسهم فى وول ستريت والأسهم الأوروبية حيث عمل البيت الأبيض والجمهوريون فى الكونجرس على اللمسات الأخيرة لحزمة لتقديمها إلى الكونجرس.

ونقلت رويترز عن مسؤول أمريكى قوله أن المفاوضين اقتربوا فيما يبدو من إبرام صفقة لرفع الحد الأقصى لمدة عامين والحد من الإنفاق، بالاتفاق على تمويل دائرة الإيرادات الداخلية والجيش. لكن مسئولا فى البيت الأبيض قال للوكالة نفسها أن المحادثات قد تستمر بسهولة خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وأوضحت الصحيفة أنه تم إبلاغ المشرعين بالاستعداد لطلبهم فى أى وقت بعد مغادرتهم واشنطن لقضاء عطلة يوم الذكرى.

ويجب أن يحصل أى اتفاق على موافقة فى مجلس النواب الذى يسيطر عليه الجمهوريون ومجلس الشيوخ الذى يقوده الديمقراطيون قبل أن يوقع بايدن عليه ليصبح قانونًا - وهى عملية قد تستغرق أكثر من أسبوع.

وقال كبير المفاوضين الجمهوريين جاريت جريفز للصحفيين "لقد أحرزنا تقدما." "قلت قبل يومين، كان لدينا بعض التقدم الذى تم إحرازه بشأن بعض القضايا الرئيسية، لكننى أريد أن أكون واضحًا، ما زلنا نواجه مشكلات رئيسية لم نسد الفجوة بشأنها، وعلى رأسها متطلبات العمل."

وقال رئيس مجلس النواب الجمهورى كيفين مكارثى للصحفيين فى الكابيتول: "نحن نعلم أن الوقت قد حان. نحن لا نحاول فقط الحصول على اتفاق، بل نحاول الحصول على شيء يستحقه الشعب الأمريكى، ويغير المسار ".

وأشار الديموقراطيون إلى أن جو بايدن كان على استعداد للنظر فى خفض الإنفاق، بما فى ذلك التمويل الإضافى المخطط له لمصلحة الضرائب، وهو هدف لهجمات اليمين، حسبما ذكرت صحيفة واشنطن بوست. ونقلًا عن مسؤول مجهول، قالت رويترز أن الصفقة سترفع السقف لمدة عامين "مع وضع حد للإنفاق على كل شيء ما عدا العسكريين وقدامى المحاربين".

وحذرت يلين منذ شهور من أن الفشل فى رفع سقف الديون سيكون "كارثة". وفى خطاب إلى الكونجرس صدر الجمعة، قالت أن الحكومة الفيدرالية كان من المقرر أن تدفع أكثر من 130 مليار دولار من المدفوعات فى الأيام القليلة الأولى من شهر يونيو، بما فى ذلك مدفوعات قدامى المحاربين ومتلقى الضمان الاجتماعى والرعاية الصحية، وترك الخزانة مع " مستوى منخفض للغاية من الموارد ".

وأوضحت الصحيفة أن رفع سقف الدين عادة ما يكون إجراء شكلى، إذا كان خاضعًا لفرص سياسية. رفع الجمهوريون السقف دون شروط مسبقة ثلاث مرات فى عهد دونالد ترامب، بينما زادوا الدين من خلال التخفيضات الضريبية وزيادة الإنفاق. لكن مكارثى لديه أغلبية خمسة مقاعد فقط وهو مدين بالفضل لليمين المتطرف فى حزبه، الذى يطالب بتخفيضات صارمة.