أكرم القصاص يكتب: اليمين واليسار وتحولات السياسة والاقتصاد فى الحوار الوطنى

أكرم القصاص
أكرم القصاص
اليوم ينطلق الحوار الوطنى، بشكل فعلى، بعد بلورة الملفات والمحاور، وعلى مدى شهور تنوعت الآراء والأفكار ولا تزال، والميزة فى الحوار أنه بالفعل تعدد الآراء بين الأطياف المختلفة للمجتمع، والمفارقة أن بعضًا ممن يكتبون ليقولوا إنهم يرفضون الحوار، هم أنفسهم طوال الوقت يطرحون تساؤلات وآراء فى السياسة والاقتصاد، لكن بالتأكيد من المهم أن يطرح الجميع أفكارهم ويمكن أن يكون الحكم فى هذا للمجتمع. 
 
قد يرى البعض أن السياسة هى الأهم، أو الاقتصاد، بينما يركز البعض على الملف الاجتماعى فيما يتعلق بالتعليم والعلاج والمستقبل،  لأنه يحوى تفاصيل مهمة تتطلب مناقشات وخبرات، تتوفر لدى خبراء التعليم والبحث العلمى، والمهم أن هناك تداخلا وتشابكا بين كل الملفات، خاصة أن العالم تغير ومعه الكثير من النظريات اختلطت وتداخلت، ولم يعد الاقتصاد مقسما إلى نوعين، اشتراكى ورأسمالى، تداخلت التفاصيل وتنوعت وبقيت بالفعل هناك مدارس أقرب لليسار وأخرى لليمين، وفى مصر رغم الاتفاق على أهمية المسارات السياسية فى الحوار الوطنى فإن الاقتصاد يشغل مساحة أوسع ربما بسبب الكثير من التحولات التى تواجه العالم، وتغير من شكل ومضمون هذا العالم، وبسبب سرعة وتداخل الاقتصاد فى العالم وتغير معايير الربح والمنافسة، ودخول لاعبين جدد تتداخل معهم القيم الرأسمالية مع النظريات الاشتراكية، فإن هناك بالفعل لهاث لمحاولة تفسير هذه التجارب، بل وربما البحث عن تسمية لاقتصاد الصين مثلا، وهل هو اقتصاد رأسمالى أم أنه اشتراكى يستند لنظريات ماركس، أم أنه ومعه اقتصادات دول أخرى يخلط بين الأفكار، وستستفيد من كل النظريات، وفى النهاية يبدو البحث عن الربح هو نفسه نوع من النظريات تستعمل كل الأوراق.
 
كل هذه التحولات ربما تجعل من بعض الآراء خارج السياق، أو تتطلب بالفعل الاستماع إلى آراء الخبراء والمختصين ربما تكون لديهم بعض التفسيرات لما جرى من تحول فى الاقتصاد العالمى، بجانب محاولة البحث عن فهم أعمق لما يدور.
 
وخلال الشهور الماضية منذ الدعوة للحوار شغلت السياسة مساحات من النقاش، لكن الاقتصاد أيضًا يحتل المكان الأكبر، ربما لأنه يتعلق بالحياة اليومية، ومدى القدرة على تفهم انعكاسات الأزمات العالمية على حياة الناس، وعلى التضخم والأسعار، وتتحمل القضايا الاقتصادية الكثير من التنوع فى وجهات النظر، والسعى لأفضل طرق الإنفاق والتدبير، وخلق فرص عمل حقيقية من خلال فتح الباب للصناعة، والزراعة، والتجارة، فى مناخ متوازن، انطلاقًا من قراءة حقيقية للدخل والموازنة، والفرق فى الميزان التجارى، وكل هذا يتطلب استمرار العمل وعدم التوقف ومضاعفة الجهد، وإدراك أن الصناعة والقيمة المضافة أساس التنمية، وترجمة ذلك على أرض الواقع، وكيفية تنشيط المشروعات الصغيرة والمتوسطة وخلق فرص عمل، والتفكير فى ترجمة الأفكار إلى خطوات عملية للتنمية.
 
ومن خلال قراءة والاستماع لآراء سياسيين واقتصاديين هناك اتفاق على بعض القضايا الاقتصادية، ومنها تنشيط ودعم الاستثمار والتصدير، وتنظيم الضرائب وتوحيد جهات التصاريح ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وهى نقاط تتوافق معها الحكومة مع غيرها، والاختلاف فى الإجراءات والتفاصيل، لكن فيما يتعلق بملكية الدولة وطرح الشركات هناك تفاوت فى الآراء بين من يرفض هذه الطريقة أو تلك أو من يستدعى تجارب سابقة فى البيع أو الشراكة، ومن يطرح أفكارًا للطرح بالشكل الذى يوسع الملكية، ومن يتساءل عن بيع شركات رابحة، ومن يتساءل عن حافز لمستثمر لشراء شركات خاسرة، وهى آراء تتفاوت وتعنى وجود تحولات تحتاج إلى إعادة بناء الأفكار فى الاقتصاد على مزيج من النظرية والممارسة.
 
هناك نقاط متفق عليها فى العموم، مع تنوع الآراء فى التفاصيل، وأن يكون هناك انفتاح على الكثير من الآراء، فى المجالات السياسية والاقتصادية، مع الأخذ فى الاعتبار أننا نعيش عصرًا تتقلص فيه الحواجز، ويصعب فيه إخفاء الحقائق، وتثبت التجربة، حتى الآن، أن الأفكار والآراء تتضح أكثر من خلال تنوع الآراء ووجهات النظر، خاصة فى القضايا الاقتصادية التى تتعلق بحياة الناس اليومية، مثل أسعار الغذاء، والدواء، والمعيشة اليومية بصفة عامة، مع إدراك أن الأزمة العالمية الاقتصادية لها انعكاساتها على الأسعار بشكل عالمى.
 
p.8
 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

هل يمكن إدارة المحاكمة دون قفص الاتهام والأغلال؟.. قانون الإجراءات الجنائية ينظم التحقيق والمحاكمة عن بُعد ويضع الضمانات القانونية للمتهم والشهود.. ووزارة العدل تبدأ تنفيذ تقاضٍ إلكترونى متكامل

تعرف على أرقام جروس مع الزمالك فى ذكرى عودته لخوض الولاية الثانية

مواجهة مونديالية بين السعودية والأردن في نصف نهائي كأس العرب 2025

المستندات المطلوبة لإحلال التوكتوك فى الجيزة.. كل ما تحتاج معرفته

مواعيد مباريات اليوم الإثنين 15-12-2025 والقنوات الناقلة


تعرف على بدائل يزن النعيمات لتدعيم هجوم الأهلى فى يناير

مواعيد مباريات منتخب مصر فى أمم أفريقيا 2025

محاميه طلب البراءة.. الجنايات تكشف سبب عقوبة المعتدى على الطفل ياسين؟

انتبه.. ضرب المدير أو صاحب العمل يعرضك للفصل الفورى دون صرف تعويض

وزارة التعليم تحدد ممنوعات داخل المدارس بعد وقائع التعدى على الأطفال


تريند 6 7.. مصطلح ينتشر بين الطلاب والمراهقين حول العالم ويحرج نائب ترامب

عمر متولى ينعى والدته ويطالب الجمهور بالدعاء لها

تعرف على مصير أحمد الأحمد البطل الأسترالي مُنقذ ضحايا هجوم سيدني

7 معلومات عن شقيقة عادل إمام أرملة مصطفى متولى

ترامب يشيد بالبطل الأسترالي أحمد الأحمد: أنقذ أرواحا كثيرة في هجوم سيدني

مصر تدين الهجوم المسلح في مدينة سيدني الأسترالية

وفاة شقيقة الزعيم عادل إمام أرملة الراحل مصطفى متولى

كريستال بالاس ضد مان سيتى.. جوارديولا: ملعب بالاس صعب وفودين يتطور

تحذير عاجل.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية غدا والأمواج ترتفع 3 أمتار

نوتينجهام فورست يتقدم على توتنهام بهدف فى الشوط الأول

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى