الشعائر الروحانية وركوب الترند

محمود دياب
محمود دياب
محمود دياب
شعيرتا العمرة والحج هما رحلتان ربانيَّتان للحرمين الشريفين من الطراز الرفيع ومِنْحة قُدسيَّة من البصير السميع، وهما محفلان من أعظم وأجل محافل الطاعة لله ومشاعرهما لا تُوصف وأحاسيس لا تُكتَب ويستشعرهما الذى يحضُرهما عندما ينظر إلى الكعبة ويصلى عند المَقام ويُقبل الحجر الأسود، ويسعى فى الصفا والمروة ويضحِّى كما ضحى سيدنا إبراهيم ويسجد فى روضة الرسول صل الله عليه وسلم، وتطوق إلى ذلك القلوب والنفوس المتعطشة للإيمان والألسن الملحة بالذِّكر والدعاء، حتى تتنزل الغفران والرحمة من السميع العليم، وذلك على من دخل فى بؤرة التقوى والصلاح واستحضر وعظم هذه الشعائر الربانية، حيث يقول الله تعالى فى محكم تنزيله ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾.
ولكن هناك من الناس خلال أدائه هذه الشعائر يكون قلبه وعقله ما زال معلقا بمباهج الدنيا وزخرفها، بدلا من أن يكون قلبه حاضرا مستشعرا المعنى والمغزى من كل منسك أو شعيرة فى تلك الرحلة، بدءا من مجرد التفكير فيها حتى ما بعد العودة منها، حيث تجدهم دائما يلتقطون الصور الشخصية لهم ولأهليهم فى هذه المناسك، خاصة خلال التواجد بصحن الكعبة والطواف بها ولا يعلمون أن الطواف حول الكعبة صلاة لأنه يشترط لها الوضوء، وهى فى صورة خطوات ودورات ودعوات، ولابد أن يخلو القلب من كل شيء إلا الله وحب الله، وأيضا خلال السعى بين الصفا والمروة، وفى روضة الرسول صل الله عليه وسلم، ولكن للأسف كل ذلك بهدف وضعها على صفحاتهم الشخصية بشبكة التواصل الاجتماعى للتباهى والتفاخر، ومنهم من المشاهير والقدوة وبعض دعاة الدين بهدف بما يسمى ركوب الترند لحصد الأموال. 
 
ولذا علينا جميعا أن نعلم أن من يكرمه الله بزيارة بيته المعمور وخاصة ونحن على أعتاب حلول فريضة الحج أنه إذا ارتدينا ملابس الإحرام أن ننسى بهرجة الدنيا وزينتها وزخارفها ومباهجها ومناصبها، لأن هذه الرحلة هى رحلة قلوب ذهبت لتتزود وتمتلئ بالإيمانيات وإنها رحلة ربانية نورانية ورحلة قلوب وأرواح تسعى إلى خالقها فلا تنشغل أرواحنا إلا بالله، وأن ننَقِّى قلوبنا من أى مُرَادٍ سوى الله، وأن نستغل كل دقيقة فى الدعاء والذكر والاستغفار والصلاة والتقرب إلى الله، وألا نضيع الوقت فى اللهو واللغو والانشغال بالتصوير حتى يتحقق الحج المبرور والزاد الموفور والذنب المغفور، ونعود بإذن الله طاهرين انقياًء كيوم ولدتنا أمهاتنا وادعوا الله أن يرزقنا جميعا والمشتاقين حجًّا مبرورًا وذنبًا مغفورًا وسعيًا مشكورًا‏.
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

القانون ينظم ضوابط فحص الطلبات بعد غلق باب الترشح بانتخابات الشيوخ

اتحاد الكرة يستقر على إقامة السوبر المصري بمشاركة 4 فرق

بالأرقام.. مودريتش يودع ريال مدريد بعد مسيرة أسطورية

باراك: واشنطن لا تدعم إنشاء دولة لـ"قسد" فى سوريا

غادة عبد الرازق تكشف عن تعرضها للإصابة وتجلس على كرسى متحرك


انفجارات عنيفة تدوي في مدينة جبلة السورية

طلاب الهندسة الحيوية بالإسكندرية ينجحون فى تصميم ذراع روبوت بـ6 درجات حرية.. "6-DOF" يُستخدم كمساعد لأطباء الجراحة فى المستشفيات.. تنفيذه يكلف نحو 22 ألف جنيه.. وأعضاء هيئة التدريس يشيدون بالمشروع.. صور

مانشستر سيتي: هالاند يستمع إلى ألبوم عمرو دياب الجديد

تسونامى المخدرات يهدد أمريكا اللاتينية.. الكوكايين ينتشر فى البرازيل ويضرب 11 مليون متعاطى.. السباق التكنولوجى للتجار فى كولومبيا يؤجج المخاوف.. "مخدر الزومبى" يثير الرعب فى المكسيك.. والفنتانيل ينتشر فى تشيلى

هل سيتم تخفيض تنسيق الثانوي العام بالقاهرة ؟.. اعرف التفاصيل


موعد مباراة تشيلسي ضد بي إس جي فى نهائى كأس العالم للأندية 2025

السيطرة على حريق مصنع منظفات وكيماويات مدينة بدر وبدء عمليات التبريد

عداد صفقات الميركاتو الصيفى.. الأهلى الأكثر حضورا والزمالك وبيراميدز "اختفاء"

25 سيارة إطفاء تكافح حريق مصنع منظفات وكيماويات مدينة بدر

الأسترالي علي رضا فغاني حكما لنهائي كأس العالم للأندية

الهيئة الوطنية تنشر آلية استعلام المواطنين عن مقر اللجان بانتخابات مجلس الشيوخ

وادى دجلة يهزم غزل المحلة 3 - 0 وديا استعدادا للموسم الجديد

محمد ثروت يهنئ ابنته داليا بعد حصولها على درجة الماجستير من بريطانيا

سر تجدد اشتعال النيران في سنترال رمسيس.. مدير الحماية المدنية الأسبق يوضح

أحمد الرافعى يستعد لتصوير دوره فى حكاية ديجافو بهذا الموعد

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى