تحركات مصرية لحل الأزمة السودانية.. مصر تبدأ مباحثات أفريقية مع تشاد وجنوب السودان.. الثلاثى رفع شعار "الحياد" منذ بداية النزاع وعرضوا الوساطة.. ونيدجامينا تربطها حدود مشتركة مع الخرطوم واستقبلت نحو 30 ألف نازح

سامح شكرى - وزير الخارجية
سامح شكرى - وزير الخارجية
كتبت: إسراء أحمد فؤاد

بدأت الدولة المصرية تحركاتها على المستوى الدبلوماسى فى القارة الأفريقية، فى محاولة لإنهاء القتال بين طرفى النزاع فى الأزمة السودانية وهما الجيش السودانى وقوات الدعم السريع والتى اندلعت منتصف أبريل الماضى، وذلك فى إطار ريادة القاهرة ودورها الإقليمى فى القارة السمراء، وتمسكها بمبادرة "اسكات البنادق" تلك التى تبنتها الدولة المصرية فى فبراير عام 2019، لإنهاء النزاعات والحروب بالقارة.

 

وفى إطار التنسيق والتشاور مع دول الجوار السودانى، حول تطورات الأزمة السودانية وتأثيراتها الإقليمية والدولية وسبل تنسيق الجهود، تنطلق طائرة مصر الدبلوماسية، حاملة وزير الخارجية سامح شكرى اليوم، الإثنين، فى جولة مكوكية إلى دولة تشاد وجنوب السودان، حاملا رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى كل من الرئيس محمد إدريس ديبى رئيس جمهورية تشاد، والرئيس سلفا كير رئيس جمهورية جنوب السودان، وذلك فى ضوء إدراك الدولة المصرية الواسع لأهمية الامتداد الأفريقى لمصر -وفى القلب منه السودان- وارتباطه بالأمن القومى المصرى والعربى، وما يصاحب استمرار الاقتتال من تداعيات خطيرة لدول الجوار السودانى.

 

لماذا تشاد وجنوب السودان

علاقات متميزة تربط القاهرة بتشاد وجنوب السودان، وبدى التنسيق لاحتواء الأزمة منذ اليوم الأول، بغض النظر عن كونها بلدان الجوار السودانى، وتعد الأكثر حرصا على استقراره وسلامة شعبه، فإنها منذ بداية الأزمة السودانية، كما التزم الثلاثى "القاهرة ونيدجامينا وجوبا" الحياد بين طرفى النزاع، بل وعرضوا الوساطة لوقف الاشتباك، وتمسكوا بمسار الحل السياسى السلمى، وهو الأمر الذى أبداه الرئيس عبد الفتاح السيسى، وجنوب السودان سلفاكير ميارديت من خلال ابداء استعدادهما للعب دور الوساطة، ونادا الطرفان خلال اتصال هاتفى 16 أبريل الماضى، أى غداة اشتعال الأحداث فى السودان، نادا بالوقف الفورى لإطلاق النار، وتغليب الحوار السلمى وصوت الحكمة، فضلًا عن إعلاء المصلحة العليا للشعب السوداني.

 

ويستهل سامح شكرى جولته من تشاد، حيث تربطها بالسودان روابط اجتماعية وثقافية تتمثل فى المد القبلى، وتوجد العديد من القبائل المشتركة بين الدولتين، فضلا عن أن الدولتان تجمعهما روابط اقتصادية، وتأتى العديد من البضائع التشادية من السودان، ويستعمل التجار التشاديون ميناء بورتسودان فى عملية استيراد بضائعهم من الخارج.

 

وبخلاف ذلك يشترك كلا من تشاد والسودان فى حدود تمتد طولها نحو 1400 كلم، وتقع تشاد فى غرب السودان، ووفقا لمراقبون فإن سودان يلعب دور مهم فى استقرار أو عدم استقرار الوضع السياسى فى تشاد، كما تستضيف تشاد آلاف اللاجئين السودانيين الذين دخلوا البلاد جراء الصراع فى دارفور عام 2003.

 

وخلال الـ 3 أسابيع الماضية وصل عدد الفارين من المعارك نحو تشاد إلى أكثر من 30 ألف لاجئ، بحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وتوقعت أن يصل العدد فى الأسابيع المقبلة إلى 100 ألف لاجئ، سيتوجهون إلى مخيمات يقيم فيها منذ سنوات قرابة 400 ألف لاجئ سوداني.

 

وبالنسبة للقاهرة، فمنذ الوهلة الأولى فى الأزمة لم تتخلى عن أشقاءها، بل فتحت أبوابها للشعب السودانى للفرار من جحيم الحرب، وما خلفه من مشاهد دمار وترويع، وبعد 3 أسابيع من اندلاع الاشتباكات تجاوز عدد النازحين السودانيين أكثر من 64 ألف عبر المعابر البرية الجنوبية بين مصر والسودان وعلى رأسها معبر قسطل وارقين، وفقا لمفوضية اللاجئين، ونحو 16 ألف من الجنسيات الأخرى.

 

ليس ذلك فحسب، فقد ترجمت مصر حيادها على أرض الواقع وعدم الانحياز لأى طرف على حساب الطرف الاخر، وذلك من خلال تواصل المسئولين المصريين مع طرفى الأزمة، والأسبوع الماضى أجرى وزير الخارجية سامح شكر، اتصالات هاتفية مع كل من الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالى السودانى، والفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع، حيث ناشد بالوقف الفورى لإطلاق النار حفاظًا على مقدرات الشعب السودانى الشقيق، وإعلاء المصلحة الوطنية العليا بحسب متحدث الخارجية السفير أحمد أبو زيد.

 

وبخلاف ذلك، فمنذ أحداث ديسمبر 2018 فى السودان، كانت القاهرة أيضا حاضرة فى المفاوضات بين الحكومة الانتقالية السودانية والجبهة الثورية، قد بادرت مصر باستضافة قمم تشاورية عديدة للشركاء الإقليميين للسودان منذ 2019 بهدف رأب الصدع وحلحلة الخلافات بين كافة الأطراف السودانية.. ولاتزال القاهرة تقوم بدورها الإقليمى فى ريادة القارة الأفريقية والعمل على استقرار بلدانها.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بعثة شباب الطائرة تغادر إلى الصين للمشاركة فى بطولة العالم

هندسة عين شمس تقود قاطرة البرامج الجديدة والمميزة بالجامعة.. الكلية تنفرد بـ 11 برنامجا جديدا أبرزها نظم الاتصالات والتصنيع والإسكان والتطوير العمراني.. و4 برامج تمنح شهادات مزدوجة مع جامعات دولية

اعترافات عاطل بتهمة سرقة هواتف المحمول تقوده للمحاكمة

الكنيسة القبطية تستعد لعيد العذراء مريم في 22 أغسطس.. فرح روحى وطقوس مميزة واستعدادات مبكرة في الكنائس والأديرة.. الأديرة محطات حج روحي.. وقداسات على مدار اليوم مراعاة للموظفين والأسر والأطفال

ريبيرو يدرس تثبيت تشكيل الأهلي فى مباراة غزل المحلة


تفاصيل التحقيقات مع متهم استولى على بيانات الدفع الإلكترونى الخاصة بالمواطنين

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 19 – 8 – 2025 فى الدورى الممتاز

بيلا رامزي تُرشح نفسها لتقديم هذه الشخصية.. فما هى؟

قوات روسيا تحسن تموضعها التكتيكى على محاور منطقة العملية العسكرية الخاصة

المستشار الألمانى يكشف موعد عقد اجتماع بوتين وزيلينسكى


حكاية متحف بدأ بتبرع للمقتنيات ومقره بالإسكندرية ليصبح أيقونة للثقافة والفنون منذ عشرات السنين.. متحف محمود سعيد قصته بدأت فى 119 سنة بعدما وهب فنان ألمانى أعماله للمتحف.. وهذه قصة توقفه فى الستينات

دولة التلاوة.. أضخم مسابقة قرآن بتاريخ مصر بالتعاون بين الأوقاف والشركة المتحدة

رحلة بين الجسور الأسطورية والأكثر خطورة.. الأطول والأغرب على وجه الأرض.. جسر الزجاج بالصين وميسينا بإيطاليا.. تريفت السويسرى مثير للرعب.. وجسر كيسواتشاكا ببيرو مصنوع من سيقان النباتات

وظائف فى الأردن برواتب تصل إلى 350 دينارا.. تفاصيل

وفاة الطفل الفلسطيني صاحب عبارة "أنا جعان".. مأساة ترصدها الصور

أنشيلوتى يستبعد فينيسيوس ويعيد رودريجو وميليتاو إلى قائمة البرازيل

هشام نصر يكشف كواليس أزمة أرض الزمالك بأكتوبر: قرار مفاجئ بسحب الأرض

قذائف لا تصد ولا ترد.. أجمل أهداف الجولة الثانية من دوري NILE

وزير الخارجية لمذيعة CNN من معبر رفح: التهجير خط أحمر ولن نسمح بحدوثه

السكة الحديد تكشف تفاصيل واقعة ادعاء راكب منعه استقلال قطار مرتديا شورت

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى