عودة سوريا للحضن العربى.. دلالات ومؤشرات

أحمد التايب
أحمد التايب
أحمد التايب

بعد 12 عاما من التجميد ها هى سوريا تعود إلى الحضن العربى من القاهرة بقرار تاريخى بامتياز للعرب فى ظل ضغوط وتحديات كبرى ليس في المنطقة فحسب، إنما في العالم كله الذى يشهد ولادة نظام عالمى جديد، لذا فإن قرار العودة له دلالات ومؤشرات عدة، فعندما يكون قرارا بالإجماع ويأتى دون تحفظ من أى دولة يعكس قطعا وحدة القرار وسلامة التوجه وقوة الإرادة، بل ويٌشجع سوريا نفسها بالالتزام أكثر بما تم التوافق عليه خلال المشاورات الأولية والتوافقات قبل اتخاذ القرار بجامعة الدول العربية، لتصبح سوريا بدءا من اليوم لها الحق في المشاركة في أعمال القمة، وإذا رغب الرئيس السورى بشار الأسد حضور القمة العربية المقبلة فله كامل الحق.

غير أن قرار العودة يدخل سوريا مرحلة جديدة من الانفتاح والتعاون البنَّاء، وبمثابة مقدمة لانتهاء معاناة السوريين جرَّاء العقوبات، وحرمانهم من الاستفادة من مُقدَّراتهم وثرواتهم، وإنهاء النزاع والانشقاق والخلاف، لتعود سوريا إلى الحضن العربى فاعلة وليس طرف فقط بل عودة لمسار العمل العربي الجماعي.

وهذا القرار قطعا يُساعد على وحدة أراضيها في ظل وجود نظام مركزي حريص على مبدأ سيادة الدولة ويسهل حل مشاكل دمشق الداخلية؛ خاصة في ظل تواجد أجنبي على أراضيها، وعدم قدرتها على مواجهة هذا الأمر بمفردها.

والمهم أيضا أن يعى الجميع أن في نهاية أي صراع أو نزاع لا حل لأى أزمة إلا من خلال الحل السلمى أو المسار السياسى، وهذا ما يجب أن تستفيد منه البلاد التي تعانى من أزمات الانشقاق والخلاف، غير أن هناك مؤشرا قويا لا يمكن تغافله أن الجانب العربى بدأ بالفعل يعتمد على حل أزماته بنفسه، ويأخذ قراراته بعيدا عن أى هيمنة للقوى العظمى ومن منطلق مصالحه، وتحقيقا للتكامل العربى الذى أصبح أكثر قوة ما بعد الحرب الأوكرانية.

والدلالة الأهم، أن القرار أكد أن العقلانية السياسية هى التى سادت فى النهاية، وهذا ظهر جليا فى أن القرار جاء بالإجماع، واعتقادنا أن ذلك لم يأت من فراغ إنما جاء ثمرة جهود عربية لكثير من الدول العربية، أهمها مصر والسعودية والإمارات والعراق والأردن لتثبت المجموعة العربية أنها أدركت أنه قراراتها لابد أن تكون بأيديها لا بأيد غيرها، وأن الاعتماد على الآخر دائما ما يزيد من إطالة أمد الصراع، ويزيد من الخلافات والانقسام.

وكلنا أمل أن تنجح لجنة الاتصال المكونة من عدة دول عربية متمثلة في مصر والأردن والعراق ولبنان والمملكة العربية السعودية لمتابعة كل التبعات المتعلقة بالأزمة السورية مثل قضية التهريب الذي يعانى منه عدة دول عربية، وقضية اللاجئين، ودعم كافة المسارات الخاصة بالأزمة السورية للوصول إلى حل أو تسوية للأزمة ونهايتها، خاصة أنه ليس يعنى قرار عودة الدولة السورية إلى جامعة الدول العربية أنه حل نهائى للأزمة السورية، بل ما زالت الأزمة قائمة بأبعادها الدولية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية، فالقرار مهم وكان مطلوبا، لكن لا حل للأزمة إلا بالحوار السياسي وهذا مرهون على النظام السورى والأطراف الداخلية.. حفظ الله أمتنا العربية وحدة واحدة..

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

5 عروض يعاد عرضها من ذاكرة مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي.. تعرف عليها

آرسنال ضد ليدز.. جيوكيريس يقود هجوم الجانرز فى الدورى الإنجليزى

الداخلية تضبط تيك توكر تحرض على الفسق وبحوزتها كمية من مخدر الآيس بالهرم

أول تعليق من بيب جوارديولا بعد خسارة مان سيتى ضد توتنهام

الجيش السوري ينفى تسمم وزير الدفاع مرهف أبو قصرة


تغريم الزمالك 50 ألف جنيه بسبب حصول لاعبيه على 6 بطاقات فى مباراة مودرن سبورت

شاهد تصوير جوي لأعمال تركيب القضبان وتشطيبات محطات القطار السريع.. صور

النصر ضد الأهلى.. ركلات الترجيح تحسم كأس السوبر السعودي " فيديو "

مان سيتي يسقط أمام توتنهام بثنائية ويتلقى أول هزيمة في الدوري الإنجليزي

"العش بديلا".. ثنائية بيكهام وداري تقود دفاع الأهلى أمام غزل المحلة


ماذا حدث فى الأسواق العالمية بعد حديث رئيس الفيدرالى الأمريكى فى ندوة جاكسون هول؟.. الذهب يستفيد والأونصة تقفز بأكثر من 1% خلال جلسة واحدة.. تصريحات جيروم باول أعادت توقعات خفض الفائدة في سبتمبر

صاحبة دعوى تعويض ضد الزمالك: تلقيت 1000 مكالمة سب وتنمر عقب نشر إعلان الدباغ

محمد صلاح ضمن أفضل هدافى القرن الحادى والعشرين عالميًا.. ميسي يتصدر

سيدة تطالب بتعويض 20 مليون جنيه من الزمالك لظهور رقمها في إعلان "الدباغ"

بعد المغرب.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ربيع الأول لعام 1447 هجريا

سباق الحذاء الذهبي في أوروبا يشتعل مبكرا.. هاري كين يدشن موسمه مع بايرن ميونخ بهاتريك تاريخي.. جواو بيدرو يتألق مع تشيلسي.. أمم أفريقيا 2025 تهدد حلم محمد صلاح.. ومبابي وهالاند يستعدان للانقضاض على الجائزة

ورم في رقبتها وصعوبة بالنطق.. عجز المنظومة الصحية بغزة يهدد حياة الطفلة جوليا

160 مليار جنيه لدعم السلع التموينية بموازنة 26/25.. قفزة لحماية ملايين الأسر

النصر ضد الأهلى.. رونالدو يخوض النهائي رقم 40 في مسيرته

دينا الشربيني تشارك روبي الغناء بحضور كريم محمود عبد العزيز وزوجته

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى