مصر الحضن الأفريقى الكبير.. ساندت الأشقاء فى السودان منذ الوهلة الأولى وفتحت معابرها أمامهم للفرار من جحيم الحرب.. استقبلت 16 ألف نازح.. تواصلت مع أطراف النزاع لإنهاء الأزمة.. وساعدت بلدانا كثيرة لإجلاء رعاياها

جهود الإجلاء - أرشيفية
جهود الإجلاء - أرشيفية
كتبت: إسراء أحمد فؤاد

«ستظل شعوب القارة تتطلع إلينا، نحن الذين نحرس الباب الشمالى للقارة، والذين نعتبر صلتها بالعالم الخارجى كله..» كان ذلك ما قاله الزعيم الراحل جمال عبد الناصر حول مكانة مصر فى بلدان القارة السمراء، لاسيما امتدادها الجنوبي نحو السودان الشقيق، لتصبح مصر القلب النابض لأفريقيا، والسودان هو باقى الجسد الأفريقى، ومن هنا وفى ضوء إدراك الدولة المصرية الواسع لأهمية الامتداد السودانى لمصر وارتباطه بدوائر الأمن القومى المتعددة، ساندت القاهرة ولاتزال البلد الشقيق فى أزمته الأخيرة.

ومنذ الوهلة الأولى فى الأزمة السودانية التى اندلعت منتصف شهر أبريل الماضى، وعقب اندلاع الاشتباكات بين شركاء الوطن "الجيش السوداني وقوات الدعم السر"، لم تتخلى مصر عن أشقاءها، بل فتحت أبوابها للشعب السودانى للفرار من جحيم الحرب، وما خلفه من مشاهد دمار وترويع، وفى الأيام الأولى من اندلاع الاشتباكات تجاوز عدد النازحين السودانيين أكثر من 14 ألف عبر المعابر البرية الجنوبية بين مصر والسودان وعلى رأسها معبر قسطل وارقين، وفقا للخارجية المصرية، ونحو 16 ألف من الجنسيات الأخرى.

 

مصر ملجأ الفارين من ويلات الحروب
 

ومع دخول الأزمة السودانية يومها الـ 19، واستمرار الاقتتال الدائر، لم يجد الأشقاء السودانيين أمامهم سوى بلدهم الثانى مصر، والذى وجدوه كسابق عهده، فاتح ذراعيه للجميع، ليس ذلك فحسب، فقد أقامت جمعية الهلال الأحمر المصري مركزا إغاثيا إنسانيا في معبر أرقين لتقديم الخدمات الانسانية والاغاثية للنازحين، و التي شملت خدمات الدعم النفسي والأدوية والوجبات الغذائية الخفيفة ووسائل الاتصال التليفونية والشبكية للعابرين من المعبر، كما أجلت مصر 436 مواطنا من السودان برا بالتنسيق مع السلطات السودانية بحسب وزارة الخارجية.

وبخلاف ذلك ساعدت العديد من البلدان لإجلاء رعاياها، وبحسب بيان الخارجية المصرية أنه تم اجلاء أكثر من 16 ألف مواطن من غير المصريين إلى داخل مصر حتى اليوم 27 أبريل الماضى، كما قدمت سفارات بعض البلدان رسميا الشكر لمصر على مساهمتها فى إعادة مواطنيها كان فى مقدمتها السفارة الألمانية والصينية وجنوب أفريقيا وباكستان.

 

جهود الدولة المصرية فى احتواء الأزمة
 

ولأن السودان هو باقى الجسد الأفريقى-كما ذكر سالفا- الذى "إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، فإن استقراره واستقرار المحيط الأفريقى لمصر يعد أحد أهم مرتكزات الأمن القومى المصرى، فإن الدول المصرية التى بذلت الكثير نم الجهود لاحتواء الأزمة والحيلولة دون الدخول فى نفق الحرب الأهلية المظلم، كانت ولاتزال تساند الدولة السودانية، على نحو ما طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي الأطراف السودانية بتغليب لغة الحوار والتوافق الوطني، وإعلاء المصالح العليا للشعب السوداني الشقيق، خلال اتصالاً هاتفياً من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش.

ليس ذلك فحسب، بل ترجمت مصر استراتيجيتها على أرض الواقع، والتى تقوم على عدم التدخل فى شئون السودان والانحياز لأى طرف على حساب الطرف الاخر، وذلك من خلال تواصل المسئولين المصريين مع طرفى الأزمة، فقد أجري وزير الخارجية سامح شكر، اتصالات هاتفية مع كل من الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، والفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع، أعرب مع الجانبين على قلق مصر البالغ نتيجة استمرار المواجهات العسكرية، وما أسفرت عنه من وقوع ضحايا أبرياء، وتعريض أمن واستقرار السودان لمخاطر بالغة، مناشدًا بالوقف الفوري لإطلاق النار حفاظًا على مقدرات الشعب السوداني الشقيق، وإعلاء المصلحة الوطنية العليا بحسب متحدث الخارجية السفير أحمد أبو زيد.

 

مصر والسودان.. تاريخ من المساندة والدعم
 

ومنذ اندلاع  أحداث ديسمبر 2018 فى السودان، أكدت مصر مراراً على احترام خيارات الشعب السوداني، فقد أظهرت مصر الدعم الكامل للحكومة السودانّية الجديدة في سعيها إلى تحقيق تطلعات الشعب السوداني.ومع استمرار الأزمة  السياسية، حرصت مصر على نقل خبراتها إلى السودان فيما يخص إدارة المرحلة الانتقالية.

كما كانت مصر حاضرة في المفاوضات بين الحكومة الانتقالية السودانية والجبهة الثورية، وقد بادرت مصر باستضافة قمة تشاورية للشركاء الإقليميين للسودان في 23 أبريل 2019 بهدف رأب الصدع وحلحلة الخلافات بين كافة الأطراف السودانية بشقيه المدني والعسكري، استضافت القاهرة أيضاً في 10 أغسطس 2019 ،اجتماعا بين قوى الحرّية والتغيير والجبهة الثورّية السودانّيين، وشاركت مصر في، التوقيع على اتفاق تقاسم السلطة بين المجلس العسكري الانتقالى وممثلو المعارضة في 17 أغسطس 2019، وفى مارس 2022 نظمت الفصائل الاتحادية السودانية بالقاهرة فعاليات إعلان الوحدة الاتحادية التنسيقية.

كما شغل ملف السلام والاستقرار  قلب الاهتمام المصري، وأسفر عن اتفاق بتشكيل قوات مشتركة تحت اسم "القوى الوطنية المستدامة للسلام في دارفور"، وشاركت مصر  فى اغسطس 2020 كشاهد وضامن في مراسم التوقيع النهائي على "اتفاق جوبا للسلام".. ولايزال هناك الكثير من مجالات التعاون التى جمعت بين البلدين الشقيقين... ولا تزال مصر تقوم بدور الشقيقة الكبرى.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مصطفى محمد يحرز الهدف الثانى للمنتخب الوطنى فى مرمى نيجيريا

شيرين عبد الوهاب: أنا فى بيتى وتدهور حالتى الصحية شائعات

منتخب مصر يتعادل مع نيجيريا 1 - 1 فى الشوط الأول استعدادا لأمم أفريقيا.. صور

حفل جوائز ذا بيست 2025.. عثمان ديمبيلى يتوج بأفضل لاعب فى العالم

محامى عروس المنوفية: المتهم أقر فى التحقيقات بتعديه على زوجته حتى الموت


إقبال كبير على الأتوبيس الترددى بعد عزل حارته بالطريق الدائرى.. صور

يورتشيتش: حزين على خسارة الدورى.. وهناك أندية لا تتوقف فى الإشارة الحمراء

موعد الجولة الثانية من بطولة كأس عاصمة مصر والقنوات الناقلة

الحكومة توضح حقيقة فيديو وجود عيوب هندسية بكوبرى 45 الدولى بالإسكندرية

يورتشيتش يدعم رمضان صبحى: لا يستحق العقاب.. وإمام عاشور أفضل 10 فى مصر


مواعيد مباريات منتخب مصر فى أمم أفريقيا.. ضربة البداية أمام زيمبابوى

الطقس غدا.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار والصغرى بالقاهرة 12 درجة

تعرف على مهن الفنانين قبل الشهرة والنجومية

تعرف على رسالة حمزة عبد الكريم إلى الأهلى بسبب عرض برشلونة

الإعدام لسيدة وعشيقها بالمنوفية بعد قتلهما الزوج بحيلة شيطانية

رئيس وزراء بيهار الهندية ينزع نقاب طبيبة مسلمة ويثير غضبا واسعا

بلاغ ضد نادية الجندى بتهمة القذف والتشهير بفريال يوسف

حادث قطار طوخ.. 10 مشاهد من سقوط حاويات البضائع بمنطقة السفاينة

أحمد السقا: أصحابى دعمونى أمس والنهاردة قالوا عليا عندى إيجو

التضامن تفتح باب التقديم لإشراف حج الجمعيات الأهلية موسم 1447هـ - 2026م

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى