تطوير منطقة الطابية التاريخية فى مدينة أسوان.. أسسها محمد على باشا لأغراض حربية وبنى "عبدالناصر" مسجدًا فيها.. الأهالى: العناية بالمكان ضرورية لأنه قبلة السائحين.. والمحافظ: نسبة التنفيذ بالمشروع وصلت 85%.. صور

منطقة الطابية بمدينة أسوان

أسوان – عبد الله صلاح السبيع

الأحد، 11 يونيو 2023 04:30 م

فى قلب مدينة أسوان وعلى ربوة مرتفعة يقع مسجد بدر بمنطقة الطابية التراثية التى تعود إلى فترة حكم محمد على باشا الذى استخدم هذه المنطقة لتأسيس أول كلية حربية جنوب البلاد، ثم تحولت بعد ذلك إلى مسجد تم تأسيسه فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وافتتحه السادات لتكون المنطقة شاهدة على تاريخ وتراث.

وفى الآونة الأخيرة، بدأت محافظة أسوان الاهتمام بهذه المنطقة وإدراجها ضمن خطة التطوير التى تشمل المنطقة كاملة وليس مساحة المسجد فقط، حتى تتناسب هذه المنطقة التاريخية مع السياحة الوافدة لأسوان باعتبارها مزار سياحى إسلامى وتاريخى.

أكد أهالى أسوان، لـ"اليوم السابع"، أن مسجد الطابية هو من العلامات البارزة التى تميز أسوان ومكانه على ربوة عالية يشير إلى كونه معلم رئيسى من معالم المدينة السياحية، فكان لابد من تطوير هذا المسجد الذى بنى من عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، مضيفين أن المنطقة تحتاج إلى جهد كبير لتحويلها إلى مزار سياحى وإزالة الإشغالات العشوائية التى أحاطت بالمكان التاريخى.

وفى المقابل، أوضح الدكتور حسن محمد جبر، مدير المتابعة الفنية والأثرية لمناطق آثار مصر العليا، أن مسجد بدر الطابية بمدينة أسوان، يعد أحد أبرز مزارات السياحة الدينية الإسلامية فى مدينة أسوان، ويقع فى منطقة الطابية الأثرية العريقة، وكانت هذه المنطقة إحدى طابيتين بنيا فى مدينة أسوان خلال عام 1811، فى عهد محمد على باشا، والثانية بنيت بمنطقة الشيخ هارون، لتكونا مقرًا للكلية الحربية التى كان مديرها سليمان باشا الفرنساوى، لتعليم فنون الحرب وتعزيز قدرات الجيش المصرى، وتحقيق أهداف استراتيجية عسكرية فى إفريقيا، واختار هذين الموقعين بمدينة أسوان نظرًا لارتباط مصر بالجنوب السودانى وأيضًا لارتفاع الموقعين فوق تبة عالية عن سطح الأرض.

وتابع الدكتور حسن محمد جبر، أنه مع مرور الزمن اندثرت الطابيتين عقب فترة حكم محمد على باشا، ونظرًا لعوامل ظهور الأسلحة المتطورة وانشغال الجيش المصرى بالفتوحات الإفريقية، وأيضًا التدخل الأجنبى فى مصر من خلال الوصاية الإنجليزية، وحل محلهما هذا المسجد الذى بُنى فى موقع الطابية القديمة خلال عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وتم تأسيسه سنة 1969، ثم استكمل وتم افتتاحه فى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات سنة 1974.

ومن جانبه، أكد اللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، أن مشروع تطوير منطقة الطابية التاريخية بوسط المدينة، وصلت نسبة التنفيذ فيه إلى 85 %، ومقرر الانتهاء من أعمال التطوير قريبا، موضحًا أن المشروع يشمل إنشاء 2 قاعة مناسبات لتوفير الخدمات الخاصة للأهالى بما يساهم فى إيجاد موارد ثابتة للصرف على منطقة الطابية بعد الانتهاء من أعمال تطويرها.

وأشار "عطية"، إلى أهمية الالتزام بإنشاء بوابات لدخول الأفراد، وأخرى للسيارات، وخاصة أن مشروع التطوير سيساهم فى تحقيق أكبر توسعة للشوارع المحيطة بمنطقة الطابية الأثرية وهى شوارع شرق البندر والحدادين والشواربى الجديد وبشير بك، بالإضافة إلى فتح محور جديد يربط بين بشير بك والحدادين بطول 500 مترا، وبعرض 15 مترا فى اتجاهين، فضلًا عن ربطه بمشروع تطوير منطقة الصحابى.

ووجه المحافظ إلى ضرورة أن يتم أثناء إنشاء اللاند سكيب والحدائق والمسطحات الخضراء إقامة برجولات ونوافير وأماكن ترفيهية للعائلات على غرار حديقة الأزهر بالقاهرة، لافتًا إلى أنه سيتم أيضًا تنفيذ أعمال التطوير ورفع الكفاءة لمسجد بدر بالطابية بالتعاون مع مؤسسة أم حبيبة لتحويله إلى مقصد سياحى ومتنفس جمالى وترفيهى للسائحين والزوار والمواطنين على الطراز الإسلامى.

وذكر المحافظ، أن مشروع تطوير ورفع كفاءة مسجد الطابية التاريخى، تم إدراجه فى العام المالى بتكلفة تقديرية 13.5 مليون جنيه، وشملت تنفيذ أعمال فرش السجاد بعد تجديده بالكامل، بجانب دعمه بـ13 تكييف كبير، بجانب تنفيذ أعمال الصيانة لدورات المياه الملحقة، فضلًا عن أعمال تجديد البلدورات وتكثيف الزراعات ليكون المسجد فى أبهى صورة بما يليق بمكانته فى منطقة الطابية الأثرية العريقة.

ومن جانبها، قالت الدكتورة غادة أبو زيد، نائب محافظ أسوان، إن أعمال المشروع تشمل إنشاء بوابة رئيسية، و4 بوابات فرعية، وأسوار، بجانب تطوير ورفع كفاءة الحدائق والمسطحات الخضراء المحيطة بمسجد بدر، بالإضافة إلى توسعة الشوارع المحيطة سواء الرئيسية أو الجانبية لخلق ساحات انتظار مخططة للقضاء على الاختناق المرورى بوسط المدينة، فضلًا عن تطوير وتجميل وتشجير اللاند سكيب لربوة الطابية لتحويلها إلى مقصد سياحى ومتنفس جمالى وترفيهى للسائحين والزوار والمواطنين على الطراز الإسلامى تشمل مسطحات خضراء وأشجار ظل ونوافير مضاءه وبرجولات ومشايات ودار مناسبات.