الحوار الوطنى.. شهادة للداعى والمنظمين والمشاركين

أكرم القصاص
أكرم القصاص
كل من يتابع جلسات الحوار الوطنى، يدرك كيف تتطور الفكرة، وتتفاعل الآراء والأفكار، فى سعى لبلورة الأفكار فى مدونات واقتراحات، هناك مشاركة واسعة من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، مرورًا بالوسط، وبقدر ما كانت الاختلافات والتباينات تبدو واسعة بين الأطراف فإن وجود هذه الآراء فى مجال واحد تكشف مساحات من التقارب والتفاهم، وأن ما قد يبدو من اختلافات بين الأطراف والتيارات، على مواقع التواصل أو صفحات البث المباشر، إنما هو تنوع وليس اختلافًا، وأن هناك دائمًا مساحة يمكن الالتقاء فيها.
 
ومن البداية قلنا إن أهم ما كشفه الحوار الوطنى، هو وجود رغبة لدى قطاعات كثيرة للانخراط فى هذا الحوار كلٌ بطريقته، وحتى هؤلاء الذين أبدوا رفضهم أو تحفظهم، فى الواقع لم يتوقفوا عن طرح آرائهم فى القضايا المختلفة، فى السياسة والاقتصاد والقضايا الاجتماعية، وطرحوا آراءهم وما زالوا بمواقع التواصل، يقدمون اقتراحات أو أفكارًا، بعضها صالح للمناقشة والتطبيق.
 
فى البداية كانت هناك آراء معلبة وجاهزة ترفض المشاركة، وترى أن الحوار المطروح تكرار لتجارب سابقة، وأن نتيجته معروفة سلفًا، بينما التجارب الماضية كانت محاولات لم تكتمل.
 
ثم إن تجربة الحوار الحالية، لم يسبق أن تم تنظيمها بهذا الشكل وبهذه الكثافة والتنوع، فى التجارب الماضية كان حزب السلطة يدعو المعارضين إلى حوار معد وجاهز سلفا، وكانت الدعوة للمشاركة مجرد حضور وتمثيل، لكن ما تم منذ دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى، للحوار، يختلف شكلا ومضمونا، فقد تم تجهيز الحوار وأمانته ولجانه بتوازن وتنوع من كل التيارات، ولم يعقد فى البرلمان أو فى حزب لكن أشرفت عليه وأدارته جهات محايدة دورها التنظيم، فقد كان دور الأكاديمية الوطنية للتدريب تنظيميا يسهل للمشاركين عملهم، ثم إن اختيار الأمانات واللجان تضمن أطرافًا متنوعة تمثل تيارات مختلفة. وتثبت تجربة الشهور الماضية، أن هناك جدية للاستماع إلى كل الآراء، بعد بناء جسور للثقة بفضل عمل لجنة العفو الرئاسى التى تواصل حل ملفات المحبوسين أمام النيابة أو بقرارات عفو، والحرص على إعادة الخارجين لأعمالهم ومساندتهم اجتماعيًا، مع التأكيد على أن الحوار الوطنى أمر محلى مصرى خالص، لا علاقة له بأى تقاطعات أو محاولات لفرض وجهات نظر داخلية أو خارجية، وباعتبار الحوار هو مساحة لاستيعاب الآراء المختلفة، والانتقال إلى مرحلة أكثر رحابة وقدرة على الاستيعاب. 
 
لقد دعا الرئيس عبدالفتاح السيسى، لحوار سياسى واسع دون تمييز أو استبعاد وتضمنت الدعوة تفعيل لجنة العفو الرئاسى، الدولة قدمت خلال الأيام التى تلت دعوة الرئيس للحوار، خطوات جادة تؤكد صدق النية والرغبة فى الحوار بشكل حاسم، وتمت تلبية كل الشروط التى تدفع نحو جديته وبناء الثقة والمشاركة فى وضع السياسات.
 
وتظل النقطة الأهم هى بناء الثقة بين أطراف الحوار، ومد جسور الثقة بين الدولة والتيارات السياسية والأهلية، وهى السبيل لنجاح هذا الحوار، بما يضمن فتح المجال لتوسيع المشاركة لكل قطاعات المجتمع. وجدد الرئيس تأكيده على ضمان نجاح الحوار بالاستجابة لاقتراحات تتعلق بالإشراف القضائى، وهذه الثقة هى الأرضية التى تمهد لجمع الشمل والبناء على ما تحقق خلال السنوات الماضية، واستعادة وحدة الصف لتحالف 30 يونيو، وبناء الثقة يسمح باتساع مجال التفاهم وتحديد نقاط أساسية، وبعد إقامة هذه الجسور يمكن أن تكون هناك مساحات للتفاهم والتحاور.
 
وفى المناقشات والحوارات هناك تنوع وإتاحة الفرصة للكل، بنفس القدر ومن دون تفرقة، وبالتالى فإن كل شروط إنجاح الحوار وتوسيع المشاركة وإدارة التنوع توفرت.
 
الشاهد أن الحوار يجرى بعد عشر سنوات قطعت فيها الدولة مسافات مهمة، وواجهت تحديات ضخمة وأصبحت فى لياقة تمكنها من إدارة التنوع ورسم خارطة المستقبل.
 
وهذا النجاح للحوار مرده الصدق والإخلاص من الرئيس الداعى والضامن للحوار، والجهات التى لعبت دورًا فى ترتيب الحوار وإزالة المعوقات التى تقف أمامه، وأيضًا فإن أغلب من شاركوا كانوا وما زالوا على قدر كبير من المسؤولية والرغبة فى رسم خارطة المستقبل. وهى شهادة للداعى الرئيس، والمنظمين، والمشاركين من الأحزاب والتيارات المختلفة.
p
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الزمالك يُنهي أزمة مستحقات البرتغالى جوزيه جوميز بالتراضى

وزارة التعليم: مسمى جديد لشهادات التعليم الفنى باسم البكالوريا التكنولوجية

بيراميدز يهزم الإسماعيلي ويحصد أول فوز بالدورى فى مباراة البطاقات الحمراء

إعفاء طلاب الثالث الإعدادى بالعامين الدراسيين 2026 و2027 من أعمال السنة

وزير التعليم يعلن تطبيق أعمال السنة على الصف الثالث الإعدادى


بدء هدم عمارة هندسة السكة الحديد بميدان رمسيس لتوسعة كوبرى أكتوبر.. إنشاء موقف متعدد الطوابق للقضاء على العشوائية وإزالة كافة الأكشاك والمحال المنتشرة بالميدان.. وتجهيز مول تجارى ومكاتب إدارية بديلة.. صور

إضراب ألكسندر إيزاك يربك حسابات نيوكاسل قبل غلق سوق الانتقالات

سيراميكا يتعادل سلبياً مع زد في الجولة الثانية من بطولة الدوري

كريم محمود عبد العزيز ينفى شائعة انفصاله عن زوجته

بعد توجيه وزير الأوقاف برعايته الصحية.. قصة إمام مسجد بقنا طعنه لص


خطوات جديدة بعملية إعادة التوازن البيئى لبحيرة قارون.. إنزال كميات من يرقات الجمبرى.. تزويد البحيرة بـ 5 ملايين وحدة جمبري.. والتحسن النسبي في مياه البحيرة ساهم في النمو السريع لليرقات في الموسم الماضى.. صور

الرئيس السيسى يصدّق على قانون بعض قواعد وإجراءات التصرف فى أملاك الدولة الخاصة

كولومبوس كرو يعلن وصول وسام أبو علي إلى أمريكا.. صور

تطوير منظومة مواقف السرفيس فى الجيزة.. موقف حضارى جديد بكوبرى الصحابة بالمريوطية فيصل بسعة 400 سيارة.. يخدم خطوط أكتوبر والمنيب والسلام والمرج والمعادى والوراق.. والمحافظة تطبق منظومة إلكترونية للمراقبة

إبراهيم داود فى ملتقى اليوم السابع للثقافة والفنون: أنا فلاح أزرع الأرض والرزق على الله.. عبد القادر القط أعطانى صك الاعتراف بالموهبة وجمال الغيطانى احتفى بى.. يوسف إدريس جعلنى صحفيا.. ولويس عوض لم يأخذ حقه

بعد حكم إعدامه.. سيناريوهات تنتظر قاتل مالك قهوة أسوان أمام محكمة الاستنئاف

ضبط سائق سيارة فارهة حاول الهرب بعد ارتكابه حادثا مروريا بكوبرى أكتوبر.. فيديو

مصر تنتفض ضد أوهام إسرائيل الكبرى.. تحذيرات من مخطط صهيوني لتغيير خرائط المنطقة.. سياسيون: أطماع مرفوضة تكشف الهدف من حرب غزة.. مصر حائط صد أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية.. ويدعون لتعزيز الاصطفاف الوطني

مطاردة فتيات طريق الواحات.. كيف تحمى نفسك من مضايقات الطرق

موعد مباراة الزمالك والمقاولون العرب فى الدورى والقنوات الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى