النموذج الغربى والأمريكى للتنمية غير مُستدام.. لماذا؟

أحمد التايب
أحمد التايب
أحمد التايب

كثُر الحديث خلال العقود الثلاثة الماضية عن التنمية المستدامة، وأصبحنا نسمع هذا المصطلح كثيرا، وأن التنمية المستدامة هى طوق النجاة للخروج من الأزمات والتغلب على التحديات، وهى الطريق نحو مستقبل أفضل، وأصبح  الكثير يعتقد أن التنمية مفهومها لا ينصب فقط إلا على الجانب الاقتصادي، وهذه كارثة في حد ذاتها تتطلب وعيا وتصحيحا، لأن التنمية تعني التنمية في الفكر والثقافة وفي الجانب الاجتماعي والسلوكي والأخلاقي والروحاني وكذلك التنمية في الجانب البيئي والاقتصادي.

بل أن الغريب والعجيب أن هناك من يعتقد أن مثل هذه المصطلحات وليدة الحضارة الغربية الحديثة ومقتصرة عليها فقط، متناسين أن التنمية مصطلح قديم في الإسلام منذ حياة النبوة، فالمتتبع لما جاء في القرآن الكريم يجد أنه أورد كلمة التنمية في موضعين هامين بقوله تعالى «هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا»، ومعنى استعمركم فيها أي جعلكم قائمين على عمارتها، وقوله أيضا «مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً" والحياة الطبية هنا بمعنى التنمية.

غير أن الوقف الإسلامى خير نموذج على التنمية المستدامة في الإسلام، فهو بمثابة حل اقتصادى، ومسئولية اجتماعية، وشراكة للقطاع الخاص في تحقيق العدالة الاجتماعية، وكذلك الزكاة وصندوق الحج، وكل هذه النماذج تتمثل فيها عناصر التنمية المستدامة بمفهومها الأممى القائم على الجانب "الاقتصادى والاجتماعى والبيئى".

إذن التنمية في منظور الإسلام تعني التنمية في الفكر والثقافة وفي الجانب الاجتماعي والسلوكي والأخلاقي والروحاني والاقتصادي أيضا، والإسلام  دائما يحثنا على إعمال العقل وعدم التوقف بالفكر عند حد معين وإنما النظر إلى المستقبل.

أما النموذج الغربى بالنسبة للتنمية المستدامة، ففي اعتقادنا أنه نموذج غير مستدام، سواء من حيث الاستهلاك المُفرط التي نتج عنه أزمات مالية عالمية، ومن حيث التلوث الذى أنتج خطر التغيرات المناخية على البشرية، ومن حيث إهمال الجانب القيمى والروحانى فنتج عنه عدم العدالة الاجتماعية وانهيار المنظومة القيمية في المجتمعات ما أدى إلى الانحلال الخلقى والتفكك الأسرى.

نهاية.. الإشكالية تكمن في تقصيرنا نحو تجديد خطابنا أو تطويره بما يتماشى مع مستجدات الحداثة، حتى على مستوى المفردات والمصطلحات، وهو ما يتطلب إعادة النظر من جديد للمواكبة ولإعادة تصحيح المسار نحو فهم حقيقى للتنمية، فيكفيك مثلا أن تعلم أن خطاب حُجة الوداع أكد أن الإسلام دين تقدمى ودين حضارى، حيث أكد النبى عليه أفضل الصلاة والسلام على أننا من آدم وآدم من تراب، وأكد  على المساواة فلا فرق بين عربى ولا أعجمى، وأكد على تمكين المرأة بقوله استوصوا بالنساء خيرا، فالإشكالية لدينا نحن لا فى الإسلام..

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

جنايات سوهاج تقضى بإعدام طالب جامعى قتل طفلا انتقاما من أسرته

أحمد السقا وأحمد فهمى يحضران لفيلم سينمائى جديد يجمعهما بـ عمرو سعد

الحكومة تستعرض بالإنفوجراف خطوات الدولة لتوطين وتعزيز صناعة السيارات

بعد توجيهات الرئيس السيسى.. حملات مرورية لمواجهة الحوادث بالطريق الإقليمي

ريال مدريد ينجو من ريمونتادا دورتموند فى كأس العالم للأندية.. كيليان مبابى يقص شريط أهدافه بالمونديال.. جارسيا يكرر إنجاز رونالدو وينتزع صدارة قائمة الهدافين.. و"الملكي" ينفرد برقم تاريخي تحت أنظار الأهلى


جلسة خلال ساعات بين الزمالك وبيراميدز للتفاوض حول صفقات الصيف

إيقاف 7 مهندسين بسبب بناء جسر بزاوية 90 درجة فى الهند.. فيديو

اختبارات القدرات 2025.. شكل امتحان كليات الفنون التطبيقية

جدية وحماس وظهور لافت للصفقات الجديدة فى معسكر البنك الأهلي.. صور

الأهلى يرفض ضغوط وسام أبو علي للتراجع عن دفع 10 ملايين دولار للرحيل


التعليم تواصل تصحيح كراسات الإجابة فى الفيزياء والتاريخ واللغة الأولى للثانوية.. تقدير الأسئلة المقالية إلكترونيا ويدويا للتأكد من تطابق درجات الأسئلة.. والطلاب يؤدون امتحان فرع الرياضيات البحتة بعد دمج الكتاب

بعد الخطأ الفادح.. ميسى يصنع ويسجل فى تقدم إنتر ميامى على مونتريال 2-1

وداعا للبلطجة.. محافظة القاهرة تطبق منظومة جديدة لتقنين وضع السايس.. فيديو

ملخص وأهداف مباراة ريال مدريد ضد بوروسيا دورتموند 3-2 فى كأس العالم للأندية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى