حكاية سالم راديو.. أشهر صنايعى لتصليح أجهزة الترانزستور بالبحيرة.. ورث المهنة عن والده منذ 50 عاما.. يبحث فى الأسواق عن قطع الغيار الأصلية حتى لا تتحول الأجهزة لخردة.. ويقول: مش كل واحد متعلم يبقى صنايعى.. صور

عم سالم خلال تصليح الراديو

البحيرة - ناصر جودة

الجمعة، 02 يونيو 2023 10:00 م

"باشتغل فى المهنة دى بقالى أكثر من 50 سنة .. ومش كل واحد متعلم ومسك ماكينة لحام يبقى صنايعى" بهذه الكلمات العفوية يمكن أن تختصر رؤية عم سالم أقدم صنايعى لتصليح أجهزة الراديوهات التى تعمل بنظام الترانزستور بالبحيرة.

فعندما تبحث عن صنايعى قدير لإصلاح الأجهزة الكهربائية القديمة لابد أن تمر عليه داخل المحل الذى يعمل به بمنطقة شبرا بدمنهور لشهرته الواسعة فى هذا المجال .

وقال سالم المعروف بعم سالم راديو، الذى قارب عمره على السبعين عام، إنه يعمل فى هذه المهنة منذ أكثر 50 عاما ولم ينقطع عنها طوال هذه المدة، مضيفا "طول عمرى بأشتغل مع والدى فى المهنة دى وأنا عندى 10سنين .. ورغم انى ما اتعلمتش فى المدارس إلا أن خبرتى طوال السنين إللى فاتت خليتنى اصلح أجهزة الترانزستور وأنا مغمض ."

وأوضح عم سالم راديو، أن شهرته فى هذا المجال بمدينة دمنهور تزداد مع وفاة أغلب الصناعية الكبار أو اسطوات المهنة من المؤسسين اللذين لم يتفرغوا لتعليم غيرهم من العمال، قائلا: " الزمن اتغير.. والصنايعية بتوع الترانزستور بقوا يتعدو على الأصابع، لأن أغلب الصنايعية من الشباب شغالين فى الديجيتال وشغل الطبع على الشاسيه وما يعرفوش حاجة عن الراديوهات وأجهزة الكاسيت القديمة".

وعن مدى إقبال الأهالى على تصليح الأجهزة الكهربائية القديمة .. أكد سالم، أن هناك إقبالا شديدا على تصليح الأجهزة الكهربائية خاصة الراديوهات والكاسيت لأن أغلب الزبائن تحاول الاحتفاظ بتلك الأجهزة المعمرة لإعادة الحياة إليها مرة بدلا من الاحتفاظ بها معطلة نظرا لقيمتها.

وعن أشهر الأجهزة التى يتم إصلاحها، أكد سالم راديو، أن أجهزة الترانزستور اليابانية هى التى يزداد الطلب على إصلاحها نظرا لجودتها وأشكالها المختلفة وموديلات حقبة الستينيات والسبعينات .

وعن قدرته على توفير قطع غيار الأجهزة الكهربائية القديمة قال عم سالم، إنه يحاول أن يوفر هذه القطع من أسواق الخرده أو من تصفيات المحلات القديمة لأن قطع الغيار الأصلية هى عصب هذه المهنة ودونها تتحول هذه الأجهزة إلى مجرد "انتيكات".

وطالب سالم، المؤسسات المختلفة الحفاظ على هذه المهنة ودعمها وذلك لمواجهة الاندثار خاصة مع عدم قدرة الأجيال الجديدة على إصلاح الأجهزة القديمة لتظل مجردة قطع من الحديد الخردة.