دعونى أحدثكم عن أمى.. رحمها الله

أحمد التايب
أحمد التايب
بقلم أحمد التايب
"أمك هى التى تتقبلك كما أنت، تحب كل ما فيك، وتدعو لك بالخير أينما حللت وحيثما نزلت، وترجو سعادتك وغناك، ولا تريد منك جزاء ولا شكورا، فكل ما تريده أن تكون راضيا وسعيدا وبخير وأمان، هذا درس من دروس أمى – رحمها الله - أتذكره وأنا ذاهب إلى دارها من جديد ولم يمض على رحيلها سوى شهرين ونصف، فدعونى أحدثكم عن أمى وأشهد أنى معجب بها وأحبها حبا جما فلا زلت أراها في حياتى وأشم رائحتها وأسمع صوتها، لأنى لم أرَ حباً كحبّها، ولا قلباً كقلبها.
 
أمى - يا سادة - لا تعرف في حياتها إلا الرضا والكفاح وجبر الخاطر، أما عن الرضا فهى أعظم من علمتنى معناه وأشعرتنى بحلاوته، فكانت رحمها الله تقولى لى دوما " ما حدش يملك من أمره إلا الرضا والصبر على ما قدّر الله له" فعاشت دائما راضية بحالها وبرزقها، وراضية على أبنائها وراضية حتى على حياتها، فكنت أقول لها عند زيارتها في شهورها الأخيرة "لسه مكملة معانا شوية!" فيكون ردها سريع وهادئ، قائلة "الحمد لله على كل شئ أنا مستعدة للقائه في أي وقت"، فها هو ربنا جلّ شأنه يُراضيها فيكتب لها حُسن الخاتمة فتلقاه وهى صائمة في اليوم السادس عشر من شهر رمضان الفضيل، ولم تفطر يوما حتى يوم وفاتها.
 
أما عن كفاح أمى – رحمها الله - فما أعظمه وما أنبله!، فهى التي تزوجت في سن مبكر، وبدأت حياتها العملية ورحلة كفاحها مع زوجها - أبي رحمه الله - كتفا بكتف، ويدا بيد، تعمل معه في الحقل، زراعة ورعاية وحصادا وبيعا، وظلت هكذا بعد وفاة أبى منذ 23 عاما.
 
ولا أنسى – يا سادة - وأنا أتحدث عن كفاح أمى – رحمها الله – مشهد حملها لنا ونحن صغار، وعندما كنا أطفالا أنا وأخى الأصغر، حيث كانت تحمل أحدنا على ذراعيها والآخر تمسك بيده، وعلى رأسها حمل ثقيل ساعية على رزقها تمضى في كفاحا يوم تلو الآخر دون كلل أو ملل لا تنشد إلا الستر والعافية ورضا الله.
 
ووسط هذه الرحلة، كان تحرص على رسم البسمة على الوجوه، ونشر الرضا بين محبيها، ومقابلة الناس والأطفال بجبر خاطر، فلم يخلو جيبها من ثمرات بلح أو حلوى أو أموال معدنية توزعها على أطفال وهى جالسة أمام منزلها تُسلم على هذا، وتطبطب على ذاك.
 
وكل ذلك الرضا - يا سادة - وهى الأم الصابرة المحتسبة، فقد مات زوجها – أبى رحمه الله - وترك لها من الأبناء ثمانية، فواصلت مسيرة الكفاح وحدها، ليتزوج الجميع في حياتها، وهى فى خضم هذه الرحلة تبتلى بوفاة "ولدين لها وزوجة ابنها وحفيدها" لكنها تقابل كل هذا الابتلاء بالرضا والصبر والاحتساب.
 
إنها أمى - يا سادة - التي لم تدخل مدارس ولا جامعات لكنها ملكت عقلا حكيما، وسيرة طيبة، ورحلة كفاح يشهد بها القاصى والدانى، ورجاحة رأى تعلمت منها الكثير فحال حيرتى فى أمر أرجع إليها، وكأنها مرجعا لي في الحياة.
 
إنها أمى من أكرمتنا وأعزتنا.. رحمك الله يا أمى وأنار قبرك أنت وأبى وشقيقى وزوجة أخى وابن أخى ورزقكم الجنة ونعيمها ..
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

أول عيد.. بلا أمى !

أول عيد.. بلا أمى ! الأحد، 23 أبريل 2023 08:33 م

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

معتز وائل يتوج بذهبية نهائي كأس العالم للخماسي الحديث

محمود العسيلى: انتظروا مفاجآت كثيرة فى الألبوم الجديد

الزمالك يعلن تشكيل الجهاز الفني بقيادة فيريرا.. وعبد الناصر محمد مديرا للكرة

بشائر خير فى الزمالك خلال 24 ساعة

غلق اتجاه القادم من تقاطع الإقليمي مع إسكندرية الصحراوي حتي طريق السويس أسبوعا


تفاصيل مفاوضات الأهلي مع مصطفى محمد.. زيزو وعاشور يُعرقلان الصفقة

رابط الاستعلام عن نتيجة وظائف مسابقة إمام وخطيب ومدرس بالأوقاف

ميركاتو الأهلى..7 راحلين و8 صفقات جديدة والقوس لا يزال مفتوحا

نيويورك تايمز: غزة وسوريا وإيران محور لقاء ترامب ونتنياهو بالبيت الأبيض

أبطال فيلم الشاطر بطولة أمير كرارة يتصدرون البوسترات الدعائية وعرضه 16يوليو


9 آلاف دولار للفرد بإجمالى 5 مليارات.. شركة أمريكية تضع تكلفة تهجير الفلسطينيين

"صلاح – ماني - فيرمينو" ضمن أفضل 10 ثلاثيات هجومية فى القرن الـ 21

محمد علي بن حمودة على رادار المصرى فى الميركاتو الصيفى

تعرف على موقف الأهلي من عودة محمد عبد المنعم لتدعيم الدفاع

إيقاف 7 مهندسين بسبب بناء جسر بزاوية 90 درجة فى الهند.. فيديو

نرمين الفقي تخطف الأنظار بصورها على البحر.. والجمهور: جمال طبيعى

بالتواريخ أهم الظواهر الفلكية المرتقبة بسماء يوليو 2025.. اقترانات بديعة للقمر مع النجوم والكواكب طوال الشهر تشاهد بالعين المجردة.. وقمر الرعد بدر محرم ولمعانه 100%.. وشهب الدلويات تمطر السماء بـ20 شهاب بالساعة

بعد أحمد وأحمد.. فيلما الشاطر والجواهرجي ينافسان في موسم صيف 2025

طلاب الثانوية العامة شعبة علمى رياضة يؤدون امتحان الرياضيات البحتة

إدارة الزمالك تطالب جون إدوارد بتوفير 30٪؜ من ميزانية الكرة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى