ماذا تفعل الموجات الحارة أو شديدة الحرارة فى المحاصيل الزراعية؟.. مركز معلومات المناخ بالزراعة يجيب: يسبب ارتباكا فى الحالة الفسيولوجية للنبات.. ظاهرة التدلى فى الورقة.. تغيرات فى النمو.. وسرعة فى نضج الثمار

نحن فى اليوم الخامس من الصيف الرسمى "الفلكى"ومتوقع طبعاً بعض الموجات الحارة أو شديدة الحرارة خلال هذا الصيف، لكن هل فكرنا ماذا تفعل الموجات الحارة أو شديدة الحرارة فى المحاصيل؟ وكيف نتعامل معها.

يوضح الدكتور محمد على فهيم رئيس مركز معلومات المناخ بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى أن الحرارة العالية تسبب لمعظم الحاصلات المنزرعة "خضر – طبية – محاصيل حقلية – اشجار فاكهة صيفية" حالة منهكة ومستنزفة ومرتبكة فسيولوجياً، لان الصدمات الحرارية تؤدى إلى ارتباك للحالة الفسيولوجية للنبات بسبب اختلاف مفاجئ فى الشحنات الخاصة بعمليات الامتصاص.

وأضاف فهيم أن من مظاهرها ارتباك لعمليات امتصاص العناصر والبناء الضوئى بسبب زيادة البخر نتح الفجائى وارتباك اكبر فى افراز وحركة الهرمونات النباتية ويزيد بالتبعية افراز هرمون "الايثلين" وهو عبارة عن غاز يتكون نتيجة للتفاعلات البيولوجية فى النبات وينطلق فى الأنسجة النباتية وإذا تعرضت الأنسجة النباتية لهذا الهرمون فإنه يحدث تفاعلات معينه تؤدى إلى تغيرات فى النمو واستجابات فسيولوجية معينة فى النبات ويختلف هرمون الايثلين عن باقى الهرمونات.

وتعتبر أهم التأثيرات الفسيولوجية لزيادة إفراز الاثيلين هى أنه يؤدى إلى زيادة فى تمدد خلايا النصف العلوى من الورقة مما يؤدى لظهور ظاهرة التدلى فى الورقة "التهدل"، ويؤدى أيضًا إلى سرعه فى إنضاج الثمار ويسرع من معدل التنفس بها "نضج مبكر"، ويؤثر على نمو البراعم وبالتالى فهو يلعب دور فى السيادة القميه لتثبيطه للبراعم الجانبية "السرولة".

كما أنه أثناء فترات التقلبات المناخية وزيادة درجات الحرارة تقوم كثير من النباتات بوظائفها الحيوية فى الساعات الصباحية من النهار ويستغل ذلك فى اجراء كل العمليات الزراعية الضرورية فى هذا التوقيت من رش وتسميد ورى وخلافه.

ووضع فهيم عدد من التوصيات العاجلة خلال وبعد انتهاء الموجة الحارة وشديدة الحرارة أهمها العناية الفائقة بتعويض النباتات بالمياه ولابد اولا من ضمان وجود رطوبة ارضية كافية النبات يعنى اجراء رية سريعة "على الحامي" مع قصر الفترة بين الريات وعلى أن يكون الرى "فقط" فى الصباح الباكر والابتعاد تماماً على الرى وقت الظهيرة "ويستثنى من رى الظهيرة أن يكون مصدر الطاقة هى الالواح الشمسية".

ويبدأ تحفيز النبات لتجديد النمو وبسرعة تعويضاً عن فترة التوقف بالتالى ومحفزات النمو "وليس منظمات" هامة جداً لاستعاضة واستعادة النمو وطبعاً كل ده فى وجود رطوبة أرضية مناسبة للمحلول الأراض المحتوى على العناصر الغذائية اللازمة للنمو " يعنى أن تكون الارض مروية" والرى زى ما اتفقنا يكون بعد الفجر لان المشكلة أن الرى اخر النهار او المغرب بتكون حرارة التربة مرتفعة جدا والنبات مستنزف وقدرته على الامتصاص بتكون ضعيفة واحتمال يحصل صدمة حرارية مائية بالتالى بعد الفجر افضل.

وتتضمن التوصيات الرش بمحفزات النمو والاحماض الامينية الحرة والعناصر الصغرى وخاصة الحديد والمنجنيز والزنك ويلى ذلك بحوالى 5 ايام اجراء رشة بالزيوت المعدنية الصيفية او الصابون البوتاسى والابتعاد تماما هذه الفترة عن الرش بالمبيدات الكيماوية الجهازية لانها تعمل على استنزاف اكبر لطاقة النبات.

الاعتبار الوحيد المهم هو الحرص " الشديد" من استخدام الاحماض الامينية ومحفزات النمو هو مناسبة ذلك لانتشار بعض الامراض الفطرية "اجبارية التطفل" بالتالى يجب التأكد تماما من عدم مناسبة عمر النبات للإصابة او عدم وجود مصدر للعدوى الاولية للمرض المتوقع ظهوره على المحصول فى منطقة الزراعة او باقى الظروف المناخية المناسبة.

ويتم تكثيف الرش "سليكات البوتاسيوم" بمعدل 6 سم /لتر للخضر " الطماطم – الفلفل – الباذنجان – البامية – الخيار – الكنتالوب " و8 سم / لتر للفاكهة الصيفية (المانجو والزيتون والرمان والموالح والخوخ المتأخر والعنب وعين الجمل".