السودان .. والبديل الذى لا يحمل الخير

أحمد التايب
أحمد التايب
بقلم أحمد التايب

لا شك أن الوضع في السودان معقد للغاية، وروافد أزمته متعددة سواء من داخله أو من خارجه، والتخوفات أصبحت متعددة حال عدم الوصول إلى اتفاق يخرج البلد من نفق مظلم، لا يعلم مداه إلا الله، لذا ما يجب التحذير منه في ظل كثرة الحديث عن عدة تصورات أو بدائل، أخطرها تصور قوى مدنية على اختلاف مكوناتها أن طريقها للحكم يبدأ من قهر المؤسسة العسكرية، متناسين أن في كل دول العالم لابد أن يكون هناك احتكار للأمن والسلاح من قبل المؤسسة العسكرية الوطنية، وأن إحدى دعائم الدولة والنظام العام تتمثل في اصطفاف القوات المدنية مع القوة العسكرية الوطنية.

لذا، نقول إن أي بدائل بعيدة عن هذا الاصطفاف فهى بدائل لا تحمل الخير أبداً، حتى لو تذرعت بعض القوى بالتحجج بضرورة خروج طرفى النزاع من المشهد، أو التخلص من قادة الحرب من الطرفين، لأن هذا ببساطة يعنى إتاحة الفرصة إلى خلق حالة فوضوية في الداخل من ناحية، ويمنح المجتمع الدولى أو أطراف خارجية فرصة التدخل مستغلة قوانين ومواثيق دولية وأممية، باعتبار أن ما يجري يمثل تهديداً للأمن والسلم الإقليمي والدولي معاً.

وللأسف فإن مثل هذا البدائل في كل أحولها تلغي شخصية السودان وتحاصر سياسييه وتضع ثرواته تحت وصاية دولية، والنماذج كثيرة وليست ببعيدة عن وطننا ومناطق الصراع في بلدان عربية.

نهاية.. يجب أن يلتف السودانيون حول وطنهم أولا، وأن لا يسمحوا بإضاعة بلدهم، وأن يعى المجتمع الدولى خطورة ما فعله بشأن سياسته الغير حيادية  في باطنها، حيث يدعو ظاهريا إلى ضرورة مسار سياسي يعيد السودان إلى المسار الصحيح من دون إخلال بأدوار المؤسسات الوطنية أو العمل على طمس وجودها الطبيعي، في حين أن باطنه وعلى الأرض يُمارس دورا مغايرا تماما لما يدعيه علنا، وليس ما حدث في الاتفاق الإطارئ ببعيد، حيث كان الادعاء ظاهريا بأنه سيفتح الباب أمام تحولات جذرية نحو حكم مدني بعد فترة انتقالية محسوبة، وضمانات دولية وأفريقية، لكنه في حقيقة الأمر كان سببا في الأزمة الحالية والصدام الحادث الآن بين طرفى الصراع،  فتم الانحياز إلى أطراف مدنية معينة ضد أخرى، وتجاهل المطالب الخاصة بضرورة دمج كافة المكونات العسكرية، وهو ما يدفع ثمنه السودان الآن..

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تيباس رئيس رابطة الليجا ينتقد "مهزلة" كأس العالم للأندية بعد خفض التذاكر

الداخلية تضبط سائق سيارة عرض حياة المواطنين للخطر باستعراضات فى شوارع الجيزة

236 مترشحًا يتقدمون بأوراقهم لخوض انتخابات الشيوخ فى ثانى أيام تلقى الأوراق

بسبب امسحوه لما أموت.. فيلم عليا الطرب بالتلاتة يتصدر الترند بعد 18 عاما

أحمد السقا ضيف برنامج كلام كبير مع مها الصغير على قناة ON E.. فيديو


تفاصيل مفاوضات الأهلي مع مصطفى محمد.. زيزو وعاشور يُعرقلان الصفقة

ميركاتو الأهلى..7 راحلين و8 صفقات جديدة والقوس لا يزال مفتوحا

الزمالك يكثف مفاوضاته مع بتروجت لضم حامد حمدان

جماهير ليفربول تطالب برحيل لويس دياز لرقصه تزامنًا مع جنازة جوتا

تحركات الزمالك تصطدم برغبة بيراميدز.. وجلسة تفاوضية لحسم الأمور


9 آلاف دولار للفرد بإجمالى 5 مليارات.. شركة أمريكية تضع تكلفة تهجير الفلسطينيين

تعرف على الأغنية الأكثر استماعا من ألبوم عمرو دياب بعد 3 أيام من طرحه

تحديات تواجه إيلون ماسك لتأسيس حزب أمريكا.. النظام الانتخابى أبرزها

التحقيق فى مصرع طفل خلال محاولته إنقاذ كلبه فى الجيزة

تعرف على موقف الأهلي من عودة محمد عبد المنعم لتدعيم الدفاع

إيقاف 7 مهندسين بسبب بناء جسر بزاوية 90 درجة فى الهند.. فيديو

الجزيرة الإماراتي يجدد الثقة فى مدرب محمد النني

الزمالك يحصل على توقيع من 5 إلى 6 صفقات محلية بالانتقالات الصيفية

مواعيد مباريات اليوم.. نهائي مثير فى كأس الكونكاكاف الذهبية

ضجة تسونامى المزعومة.. لماذا يثير البحر المتوسط قلقاً غير مبرر؟.. الموج العالى وظهور القرش ظواهر طبيعية لا علاقة لها بالكوارث.. والنشاط الزلزالى طبيعى ولا ينذر بكارثة وشيكة.. والوعى العلمى خط الدفاع ضد الشائعات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى