الغلاء فى أمريكا اللاتينية يثير الجدل.. ارتفاع أسعار الجبن فى فنزويلا والبنزين فى كولومبيا.. سعر الدجاج واللحوم فى كوبا يقترب من الذهب.. زيادة ثمن البيضة فى المكسيك 16.4٪.. ودول تتخلص من الدولرة

تستمر الأسعار فى أمريكا اللاتينية فى الارتفاع مما يثير حالة من الجدل وغضب المواطنين، حيث ترتفع أسعار المواد الغذائية وغيرها من السلع الأساسية بشكل مستمر مع ارتفاع واضح فى التضخم.

وفى كولومبيا، أثار ارتفاع سعر البنزين فى حالة من الغضب لدى المواطنين، حيث الزيادة فى أسعار البنزين تعتبر ضمن خطة الحكومة الوطنية، وعلى الرغم من ذلك فإن الوضع أدى إلى حالة من الغضب لدى المواطنين والشركات، وفقا لصحيفة الباييس الإسبانية.

ولفتت الصحيفة إلى أن قرار ارتفاع الأسعار بسبب الفجوة المالية البالغة 36000 تريليون دولار، والتى ستؤدى إلى تسوية صندوق تثبيت أسعار الوقود. وأشار وزير المالية ريكاردو بونيلا فى مايو الماضى إلى أن سعر البنزين سيستمر فى الارتفاع حتى يصل إلى السعر العالمى أى نحو 16 ألف بيزو، لكنه أكد أن الوصول إلى هذا الرقم سيستغرق ثلاث سنوات.

وفى فنزويلا، فقد ارتفعت اسعار الحليب والجبن، وقررت اتحادات الماشية المختلفة وممثلو وزارات الزراعة والأغذية والصناعة والإنتاج تحديد سعر الجبن بين 2.8 إلى 3 دولارات للكيلو، كما تم الاتفاق على وقف استيراد الحليب بناء على طلب القطاع الصناعى، وذلك بعد ارتفاع مستمر للجبن والحليب.

كما تم تعيين لجنة لمراقبة أسعار الجبن والحليب بشكل يومى. ومن الاتفاقيات الأخرى أن إدارة مادورو، بالتحالف مع المنتجين، وعدت بتنظيم أسواق فى الهواء الطلق فى مجتمعات مختلفة من البلاد.

من ناحية أخرى، تم الاتفاق على إعادة تنشيط مصانع الألبان المشلولة المختلفة فى مختلف ولايات الدولة لتوسيع انتاج المنتجات.

أما فى كوبا، فكانت الازمة فى الدجاج واللحوم، حيث أن الدجاج ارتفع 3600 بيزو ورطل من لحم الخنزير بسعر 630 بيزو، فقد أصبحت اسعار الدجاج تقترب من اسعار الذهب فى خضم أزمة لها تأثير خاص على الغذاء وتضغط بشكل متزايد على جيوب المواطنين.

كما ارتفعت أسعار لحم الخنزير فى العاصمة الكوبية هافانا بأكثر من 200 بيزو فى الأشهر الأخيرة.

سجلت كوبا تضخمًا سنويًا يقترب من 87٪ فى نهاية مايو، وفقًا لتحليل أجراه الاقتصادى الأمريكى ستيف إتش هانكى، من جامعة جونز هوبكنز.

وفقًا للبيانات الرسمية، بلغ معدل التضخم السنوى فى السوق الكوبية الرسمية 45.36٪ فى أبريل، مقارنة بـ 23.69٪ فى نفس الشهر من عام 2022.

وفى المكسيك يعتبر البيض من أكثر المواد الغذائية التى شهدت ارتفاع فى الآونة الأخيرة، وسجلت البيضة زيادة 16% خلال عام واحد.

بالنسبة لخوان كارلوس أنايا، المدير العام لشركة GCMA، فإن السبب الرئيسى وراء استمرار المستهلكين فى دفع أسعار مرتفعة للبيض هو تشويه هوامش ربح الوسطاء بين المنتجين والمستهلكين النهائيين، فضلاً عن ارتفاع الطلب.

وأوضح الخبير "إننا نشهد زيادة فى المعروض من البيض، لكن هذا لا ينعكس فى انخفاض السعر بالنسبة للمستهلك، وهذا مستمد من حقيقة أن المتاجر التى تخدم المستهلك تتمتع بفائدة أكبر" أما الفواكه وخاصة البرتقال فقد ارتفعت أسعارها بنسبة 80%.

التخلص من الدولرة 

اتخذت عدة دول خطوات للتخلص من الدولرة، مثل البرازيل والأرجنتين وبوليفيا ودول أخرى فى أمريكا اللاتينية منذ بداية هذا العام، تدابير لبدء عملية التخلص من الدولرة.

فى القمة السابعة لمجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى فى نهاية يناير، أصدر الرئيس البرازيلى لويس إيناسيو لولا دا سيلفا والرئيس الأرجنتينى ألبرتو فرنانديز مقالا مشتركا يؤكد أن البلدين يدرسان إطلاق عملة مشتركة لأمريكا الجنوبية لتحسين قدرتهما على مواجهة الصدمات الخارجية. 

فى 29 مارس الماضى، أعلنت الحكومة البرازيلية أنها توصلت إلى اتفاق مع الصين لتسوية التجارة بالعملات المحلية فى التجارة الثنائية. وفى 31 مارس، أعلن البنك المركزى البرازيلى أن اليوان الصينى قد تجاوز اليورو ليصبح ثانى أكبر عملة احتياطية دولية فى البلاد.

وفى 26 أبريل الماضى، أعلنت الأرجنتين أنها ستتوقف عن استخدام الدولار الأمريكى وبدلا من ذلك تستخدم اليوان لتسوية التجارة فى السلع المستوردة من الصين.

وقال الرئيس البوليفى لويس آرسى أن البنك المركزى البوليفى سوف يستكشف جدوى استخدام اليوان فى التجارة مع الصين.

وقال الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو فى خطاب متلفز فى 15 مايو الجارى أن العالم يشهد عملية متسارعة ومستدامة للتخلص من الدولرة، وهو اتجاه لا مفر منه لاستخدام سلة من العملات الأخرى للتجارة الدولية، وتحتاج فنزويلا إلى دراسة كيفية الاندماج فى العملية العالمية للتخلص من الدولرة.